Share

أسعار النفط تستقر في ظل تقييم التجار للتوترات الروسية الأوكرانية والتقارير بشأن زيادة كبيرة في المخزونات الأميركية

استقرت عقود نفط برنت لشهر يناير/كانون الثاني عند 73.31 دولارًا للبرميل
أسعار النفط تستقر في ظل تقييم التجار للتوترات الروسية الأوكرانية والتقارير بشأن زيادة كبيرة في المخزونات الأميركية
بقيت عقود النفط الخام الأميركي (WTI) عند 69.22 دولارًا للبرميل. 

استقرت أسعار النفط اليوم الأربعاء وسط متابعة دقيقة من المتداولين لتطورات النزاع بين روسيا وأوكرانيا. ومع ذلك، ضغطت التقارير التي تفيد بزيادة كبيرة في مخزونات النفط الأميركية على الأسعار.

هذا الأسبوع، شهدت أسعار النفط مكاسب طفيفة بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات نتيجة احتمال تصعيد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، خصوصًا بعد أن لمحت موسكو إلى إمكانية اللجوء إلى الرد النووي ردًا على الضربات الأوكرانية. كما ساعدت الانقطاعات الموقتة في حقل سفيردروب النرويجي على دعم الأسعار، رغم أن الإنتاج استؤنف يوم أمس الثلاثاء.

اعتبارًا من الساعة 20:34 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (01:34 بتوقيت غرينتش)، استقرت عقود نفط برنت لشهر يناير/كانون الثاني عند 73.31 دولارًا للبرميل. بالتوازي، بقيت عقود النفط الخام الأميركي (WTI) عند 69.22 دولارًا للبرميل.

التوترات الروسية الأوكرانية محط اهتمام

راقبت أسواق النفط عن كثب احتمالات تعطل الإمدادات نتيجة تصاعد التوترات في النزاع الروسي الأوكراني، لاسيّما بعد التقارير التي أفادت بأن الولايات المتحدة قد أذنت لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى. ردًا على ذلك، خفضت موسكو العتبة للرد النووي، مما أثار قلق المتداولين بشأن إمكانية تصعيد أكبر.

استهدفت أوكرانيا بشكل متواصل البنية التحتية النفطية الروسية، ولكن حتى الآن لم تؤدِ هذه الأعمال إلى تعطيلات كبيرة في الإمدادات. ومع ذلك، تم تخفيف المخاوف بشأن تصاعد النزاع مع تصريح وزير الخارجية الروسي بأن بلاده ستبذل جهودًا لمنع نشوب حرب نووية.

اقرأ أيضاً: أسعار النفط ترتفع مع تصاعد التوترات بين أوكرانيا وروسيا واستمرار المخاوف بشأن الطلب في الصين

ارتفاع المخزونات النفطية في الولايات المتحدة

ولم تستقر أسواق النفط بفعل بيانات الصناعة التي أظهرت ارتفاعًا كبيرًا في مخزونات النفط في الولايات المتحدة، تجاوز التوقعات في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر/تشرين الثاني. وفقًا لمعهد البترول الأميركي، زادت المخزونات بمقدار 4.75 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق بكثير الزيادة المتوقعة البالغة 0.8 مليون برميل. وغالبًا ما تشير هذه التقارير إلى اتجاهات مماثلة في البيانات الرسمية للمخزون التي ستصدر في وقت لاحق من اليوم.

تجاوزت مخزونات النفط في الولايات المتحدة التوقعات خلال الأسبوعين الماضيين، مما أثار مخاوف بين المتداولين بشأن زيادة الإمدادات من أكبر منتج للنفط في العالم. ساهم هذا الاتجاه في المخاوف من فائض محتمل في إمدادات النفط مع اقتراب لعام 2025، لاسيّما مع تراجع الطلب من الدول الكبرى المستوردة للنفط.

التحركات الأخيرة للأسعار

 شهدت أسعار النفط يوم أمس الثلاثاء ارتفاعًا طفيفًا، مواصلة المكاسب التي حققتها في اليوم السابق نتيجة توقف الإنتاج في حقل يوهان سفيردروب النرويجي. ومع ذلك، أبقت المخاوف من تصاعد التوترات في النزاع الروسي الأوكراني المستثمرين في حالة من الحذر. اعتبارًا من الساعة 04:30 بتوقيت غرينتش، ارتفعت عقود نفط برنت لشهر يناير/كانون الثاني بمقدار 15 سنتًا، أو 0.2 في المئة، إلى 73.45 دولارًا للبرميل، بينما زادت عقود النفط الخام الأميركي لشهر ديسمبر/كانون الأول أيضًا بمقدار 15 سنتًا، أو 0.2 في المئة، إلى 69.31 دولارًا للبرميل. وشهد العقد الأكثر تداولًا (WTI) لشهر يناير/كانون الثاني ارتفاعًا مماثلًا بمقدار 13 سنتًا، أو 0.2 في المئة، ليصل إلى 69.30 دولارًا.

انقطاعات الإنتاج في النرويج

وشهدت كلا معيارَي النفط ارتفاعًا بأكثر من دولارين للبرميل يوم الاثنين بعد أن أعلنت شركة إكوينور، الشركة النرويجية للنفط، عن تعليق الإنتاج من حقل يوهان سفيردروب بسبب انقطاع الطاقة على اليابسة. وأشار متحدث باسم إكوينور إلى أن جهود استئناف الإنتاج جارية، لكن الجدول الزمني لعودة العمليات بالكامل لا يزال غير مؤكد.

تخفيضات إنتاج النفط في كازاخستان

إلى ذلك، خفض أكبر حقل نفط في كازاخستان، حقل تنغيز الذي تديره شركة شيفرون، الإنتاج بنسبة تتراوح بين 28 و30 في المئة بسبب أعمال الإصلاح الجارية، مما يزيد من تضييق إمدادات النفط العالمية. وقد أشارت وزارة الطاقة في البلاد إلى أن هذه الإصلاحات من المتوقع أن تكتمل بحلول يوم السبت.

في جبهة أخرى، شنت روسيا أكبر غارة جوية ضد أوكرانيا منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر يوم الأحد، مما أدى إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية للطاقة الأوكرانية. في ظل هذه التطورات، بدأ المتداولون في تحويل مراكز WTI إلى عقد يناير/كانون الثاني مع اقتراب انتهاء عقد ديسمبر يوم الأربعاء.

تقلبات الأسعار وسط الأعمال العدائية

شهدت أسعار النفط زيادة طفيفة أول من أمس الاثنين بعد عطلة نهاية أسبوع اتسمت بتصاعد الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا. ومع ذلك، تم تلطيف هذا الاتجاه الصعودي بسبب المخاوف المستمرة بشأن طلب الوقود في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، فضلاً عن التوقعات بفائض عالمي في النفط. بحلول الساعة 05:02 بتوقيت غرينتش، ارتفعت عقود نفط برنت بمقدار 29 سنتًا، أو 0.4 في المئة، إلى 71.33 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت عقود النفط الخام الأميركي بمقدار 18 سنتًا، أو 0.3 في المئة، إلى 67.20 دولارًا للبرميل.

وقال ساول كافونيك، محلل الطاقة في MST Marquee، أن صادرات النفط الروسية لم تتعرض حتى اللحظة لاضطرابات كبيرة. ومع ذلك، حذر من أنه إذا استمرت أوكرانيا في استهداف البنية التحتية النفطية، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط في السوق. في روسيا، توقفت على الأقل ثلاث مصافٍ عن العمل أو خفضت الإنتاج بسبب خسائر كبيرة تفاقمت بفعل قيود التصدير، وارتفاع أسعار الخام، وزيادة تكاليف الاقتراض، وفقًا لمصادر صناعية متعددة.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.