تراجعت أسعار النفط اليوم الخميس بعد أن أظهرت بيانات رسمية زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأميركية، في حين قلصت وكالة الطاقة الدولية أيضًا توقعاتها لنمو الطلب على النفط للعام 2024، مشيرةً إلى أن تخمة في المعروض تلوح في الأفق.
على الرغم من ذلك، تراجعت الانخفاضات الأكبر في أسعار النفط الخام مع انخفاض الدولار الأميركي في أعقاب بيانات تضخم أكثر ليونة من المتوقع، حتى مع خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير توقعاته لخفض أسعار الفائدة في العام 2024.
وأبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير يوم أمس الأربعاء.
وقال محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الصادر عن الفيدرالي إنه بينما تشير المؤشرات الأخيرة إلى أن النشاط الاقتصادي استمر في النمو بوتيرة قوية، ظلت المكاسب الوظيفية قوية، وحافظت معدلات البطالة على انخفاضها، في حين بقي التضخم مرتفعًا.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس/آب 0.5 في المئة إلى 82.24 دولار للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 0.5 في المئة إلى 77.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 21:31 بالتوقيت الشرقي (01:31 بتوقيت غرينتش).
ارتفاع المخزونات الأمريكية.. وتوقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن تخمة المعروض
وكانت أظهرت بيانات حكومية يوم أمس الأربعاء أن مخزونات النفط الأميركية نمت بشكل غير متوقع بمقدار 3.7 مليون برميل في الأسبوع الأول من يونيو/حزيران، مقابل توقعات بسحب 1.2 مليون برميل. كما أثار الارتفاع في نواتج التقطير ومخزونات البنزين مخاوف من أن الطلب على الوقود لم يرتفع كما هو متوقع لموسم الصيف.
جاء الارتفاع في المخزونات في الوقت الذي أظهر فيه تقرير شهري من وكالة الطاقة الدولية أن الوكالة قلصت بشكل طفيف توقعاتها لنمو الطلب في 2024 بمقدار 100 ألف برميل يوميًا إلى 960 ألف برميل يوميًا. كما حذرت وكالة الطاقة الدولية من أنها تتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على النفط ذروته بحلول العام 2029، ليبدأ في الانكماش خلال السنوات التالية. كما كان من المتوقع أن تؤدي زيادة المعروض من الولايات المتحدة ومناطق أخرى خارج منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) إلى تخمة في المعروض في نهاية المطاف.
أوبك تبقي على توقعاتها بشأن الطلب
تتناقض توقعات وكالة الطاقة الدولية مع توقعات أوبك، التي حافظت في تقرير شهري في وقت سابق من هذا الأسبوع على توقعاتها للطلب لهذا العام. كما أكدت أوبك للأسواق أن أي خطط لزيادة الإنتاج ستعتمد إلى حد كبير على أسعار النفط، بعد أن تلقت الأسواق خططًا أولية لبدء تقليص تخفيضات الإمدادات هذا العام بشكل سلبي.
سياسة متشددة للفيدرالي وسط ضعف الدولار
استفادت أسعار النفط من ضعف الدولار الأميركي، الذي انخفض حيث استوعبت الأسواق إشارات متباينة بشأن أسعار الفائدة الأميركية. وارتفعت الرغبة في المخاطرة على نطاق أوسع حيث جاءت بيانات تضخم المستهلكين الأميركيين لشهر مايو/أيار أقل قليلاً من المتوقع، مما زاد الآمال في أن تجارة التضخم كانت سارية.
في المقابل، قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي إنه شهد خفضًا واحدًا لسعر الفائدة هذا العام، حتى أن بعض أعضاء البنك المركزي طالبوا بعدم إجراء تخفيضات في أسعار الفائدة، في مواجهة التضخم المستمر. إن احتمال بقاء المعدلات مرتفعة لفترة أطول يبشر بضعف النمو الاقتصادي ويمكن أن يضعف الطلب على النفط في الأشهر المقبلة في حال حدوث تباطؤ في النمو.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.
