أبقت منظمة “أوبك” توقعاتها لإمدادات النفط العالمية والطلب عليها ثابتة، مما يشير إلى أنها تتوقع تأثيراً ضئيلاً حتى الآن من المحاولات الغربية وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي على تدفقات الخام العالمية.
وتركت المنظمة توقعاتها لنمو إمدادات النفط من الدول غير الأعضاء في “أوبك” إلى حد كبير دون تغيير عند 1.9 مليون برميل يومياً في عام 2022 و1.5 مليون برميل يومياً في عام 2023.
ولم تجر المنظمة مراجعة لتوقعاتها لنمو الطلب على النفط لهذا العام والعام المقبل. فهي تتوقع أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 2.6 مليوني برميل يومياً هذا العام و2.2 مليوني برميل يومياً في عام 2023. أي ان التوقعين لم يتغيرا عن الشهر الماضي.
وقد اتسم التقرير الأخير للمنظمة هذا العام بنظرة حذرة ربطاً باستمرار الاضطرابات الجيوسياسية، والنشاط الاقتصادي المتفاوت للدول، وعدم وضوح الإجراءات المتعلقة بسياسة “صفر كوفيد” في الصين، ومؤكداً على استمرار الجهود الاستباقية لتحالف “أوبك+” حفاظاً على استقرار السوق. وقال في هذا السياق إن “حل الصراع الجيوسياسي في شرق أوروبا وتخفيف سياسة صفر-كوفيد في الصين من شأنه أن يوفر بعض الدعم الصعودي”.
لكن اللافت أن أحدث توقعات “أوبك” تشير إلى أن المنظمة لا ترى سبباً يذكر حتى الآن لتوقع تضرر إنتاج النفط الخام الروسي بشدة من جراء أحدث العقوبات الغربية الشاملة التي تستهدف عائدات النفط الروسية.
ودخل حظر الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الخام الروسي حيز التنفيذ في بداية الشهر، بالاضافة الى خطة مجموعة السبع لتحديد سعر النفط الروسي المباع دولياً.
وفي حين أن الإجراءات أثارت مخاوف من احتمال تعطل المزيد من النفط الخام الروسي في البلاد، فإن رد الفعل الأولي من أسواق النفط كان صامتاً. وفي غضون ذلك، لم تنفذ روسيا بعد تهديدات بأنها سترد بقطع الإنتاج.
علما انه في تقريرها الشهري، عدّلت “أوبك” توقعاتها المرتفعة لإنتاج الخام الروسي العام المقبل إلى 10.11 ملايين برميل يومياً من تقدير سابق يبلغ 10.08 ملايين برميل يومياً، لكنها أشارت إلى أن هناك “حالة عدم يقين كبيرة” تحيط بإنتاج الخام الروسي.
وقالت “أوبك” إن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسي أدى إلى انخفاض تدفقات النفط الخام الروسي إلى أوروبا بما يقرب من مليون برميل يومياً في نوفمبر/تشرين الثاني على أساس سنوي، لكن الدول الأخرى اشترت المزيد من النفط الروسي. وأشارت “أوبك” إلى ارتفاع واردات تركيا من الخام الروسي، لتصل إلى 400 ألف برميل يومياً من مستويات ثانوية العام الماضي.
وفي تقريرها أيضاً، قالت “أوبك” إن إنتاجها انخفض بمقدار 744 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني إلى 28.8 مليون برميل يومياً، مع انخفاض إنتاج المملكة العربية السعودية بنحو 400 ألف برميل يومياً.
الى ذلك، رفعت “أوبك” توقعاتها للنمو الاقتصادي في 2022 إلى 2.8 في المئة وتركت توقعاتها لعام 2023 دون تغيير عند 2.5 في المئة.
وقالت “أوبك” “فرص الصعود- أو على الأقل العوامل التي تحقق التوازن- ربما تأتي من نجاح مجلس الاحتياطي الفدرالي في قيادة سفينة الاقتصاد إلى بر الأمان في الولايات المتحدة إلى جانب استمرار تراجع أسعار السلع الأولية وتسوية التوترات في شرق أوروبا”.