اتفق منتجو النفط في تحالف “أوبك+” على تخفيضات طوعية للإنتاج تبلغ إجمالاً نحو 2.2 مليون برميل يومياً في الربع الأول من العام 2024، في الوقت الذي أعلنت السعودية تمديدها الخفض الطوعي البالغ مليون برميل يومياً.
وكان التحالف الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، ويضخ أكثر من 40 في المئة من النفط العالمي، عقد اجتماعاً عبر الإنترنت يوم الخميس وأصدر بيانا يلخص إعلانات الخفض الطوعي للدول بعد انتهاء الاجتماع.
كما دعت “أوبك+” البرازيل، وهي من أكبر عشرة منتجين، لتصبح عضوا في المجموعة. وقال وزير الطاقة في البرازيل إنه يأمل في الانضمام في يناير/كانون الثاني 2024.
واجتمعت المجموعة لمناقشة إنتاج 2024 وسط توقعات بأن السوق تواجه فائضا محتملا ومع انتهاء سريان خفض السعودية بمقدار مليون برميل يوميا الشهر المقبل.
وقالت “أوبك” في بيان إن إجمالي التخفيضات يصل إلى 2.2 مليون برميل يوميا من ثمانية منتجين، دون أن تعلن التفاصيل في البداية. ويتضمن هذا الرقم تمديد التخفيضات الطوعية السعودية والروسية البالغة 1.3 مليون برميل يوميا.
وتشمل التخفيضات الإضافية البالغة 900 ألف برميل يوميا التي تم التعهد بها الخميس خفضا 200 ألف برميل يوميا في صادرات الوقود من روسيا، أما باقي التخفيضات فهي مقسمة على ستة أعضاء.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن خفض روسيا الطوعي سيشمل الخام والمنتجات.
وستعزز موسكو خفض الصادرات خلال الفترة نفسها، من 300 ألف إلى 500 ألف برميل يوميا، حسبما أعلن نوفاك.
اقرأ أيضاً: أوبك+ تناقش تخفيضات أعمق في النفط قبل اجتماع الخميس
دول عدة
وقالت الإمارات إنها وافقت على خفض الإنتاج 163 ألف برميل يوميا. وبهذا الخفض، سيصبح إنتاج الإمارات النفطي 2 مليون و912 ألف برميل يوميا، حتى نهاية آذار/مارس 2024.
بينما قال العراق إنه سيخفض الإنتاج 220 ألف برميل يوميا إضافية في الربع الأول. وأوضح أن معدلات إنتاج النفط الخام العراقية ستكون بعد هذا الخفض بمعدل 4 ملايين برميل يوميا حتى نهاية شهر مارس/آذار 2024 دعما لاستقرار السوق، وستتم إعادة كميات الخفض الإضافي هذه تدريجيا حسب أوضاع السوق.
وكانت السعودية وروسيا والإمارات والعراق والكويت وقازاخستان والجزائر من بين المنتجين الذين قالوا إنه سيتم إلغاء التخفيضات تدريجيا بعد الربع الأول إذا سمحت ظروف السوق بذلك.
وينصب تركيز “أوبك+” على خفض الإنتاج في ظل انخفاض الأسعار من نحو 98 دولارا في أواخر سبتمبر/أيلول والمخاوف بشأن ضعف النمو الاقتصادي في عام 2024 والتوقعات بتسجيل فائض في المعروض.
رد فعل الأسواق
وعكس رد فعل الأسواق خيبة حيال هذه التخفيضات الطوعية، في ظل غياب اتفاق جماعي من “أوبك +”. وتراجعت أسعار النفط بعد أن كانت ارتفعت أكثر من واحد في المئة في وقت سابق من الجلسة، وفق ما ذكرت “رويترز”.
فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير/كانون الثاني 27 سنتا، أو 0.3 في المئة، إلى 82.83 دولاراً للبرميل عند التسوية. وتراجع عقد فبراير/شباط، الذي يبدأ التداول كأقرب شهر استحقاق اليوم الجمعة، دولارين أو 2.4 في المئة إلى 80.86 دولارا للبرميل.
كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الاميركي 1.90 دولاراً، أو 2.4 في المئة، إلى 75.96 دولاراً للبرميل، لتنخفض 6.2 دولارات هذا الشهر.
منذ نهاية عام 2022، خفضت “أوبك +” إنتاجها بحوالى 5 ملايين برميل يوميا، مستغلة ندرة الإمدادات لمحاولة رفع الأسعار التي يقوضها عدم اليقين الاقتصادي على خلفية ارتفاع معدلات الفائدة.
وخفّض التحالف في البداية الانتاج بنحو مليوني برميل، بمناسبة اجتماع أعضائه الثلاثة والعشرين حضوريا في فيينا، بعد سلسلة طويلة من الاجتماعات عبر الفيديو بسبب وباء كوفيد.
وفي مايو/أيار الماضي، أعلن تسعة أعضاء من بينهم السعودية وروسيا، عن تخفيضات طوعية بإجمالي 1.6 مليون برميل يوميا.
دعوة البرازيل للانضمام
ويأمل التحالف الذي ولد عام 2016 ردا على التحديات التي تفرضها المنافسة الأميركية، أن تنضم إليه البرازيل اعتبارا من مطلع عام 2024.
وحضر الاجتماع وزير الطاقة البرازيلي ألكسندر سيلفيرا دي أوليفيرا الذي رحب بالدعوة قائلا “إنها لحظة تاريخية بالنسبة للبرازيل، وهي تفتح فصلاً جديداً في الحوار والتعاون الدولي في مجال الطاقة”.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الطاقة.