Share

“إمستيل” تقود جهود تبني الاستدامة

تم تعيين الشركة الرائدة في مجال تصنيع الحديد ومواد البناء في الإمارات مؤخرًا كرئيس مشارك للتحالف العالمي لإزالة الكربون من القطاع الصناعي
“إمستيل” تقود جهود تبني الاستدامة
المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إمستيل"

ينتج العالم حوالي 2 مليار طن من الحديد سنويًا، ما يمثل حوالي 7 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم. ويسلط هذا المعدل الضوء على أهمية تبني ممارسات أكثر استدامة في عمليات القطاع.

وفي دولة الإمارات التي تفخر بأهدافها الطموحة في مجال الاستدامة، تضع شركة “إمستيل” معيارًا لكيفية تمكن اللاعبين في القطاع من تبني هذا التغيير. وتعد “إمستيل” المنتج الرائد للحديد ومواد البناء في الدولة وتعمل كمركز شامل لقطاعي التصنيع والبناء المستدامين. وقد غيرت الشركة مؤخرًا هويتها المؤسسية من شركة “حديد الإمارات أركان” إلى اسمها الجديد في محاولة لدفع التطور التشغيلي والنمو العالمي.

في هذه المقابلة، يتحدث المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إمستيل”، عن مبادرات الشركة وشراكاتها مع المجموعات الرئيسية مثل أدنوك ومصدر لإزالة الكربون من مجال تصنيع الحديد وسوق التصنيع الأوسع.

باعتبارها علامة تجارية مقرها الإمارات تعمل على الصعيدين المحلي والدولي، كيف استفادت “إمستيل” من التقنيات المتطورة لتوسيع حضورها في الأسواق العالمية مع الحفاظ على دعمها القوي للسوق المحلية؟

تعتبر “إمستيل” أكبر شركة مصنعة للحديد ومواد البناء في الإمارات وتستفيد من التقنيات المتطورة لتزويد السوق المحلية وأكثر من 70 سوقًا دوليًا بمنتجات عالية الجودة ومنخفضة الكربون، مما يجعلها مركزاً شاملاً لقطاعي التصنيع والبناء المستدامين.

لقد كشفنا مؤخرًا عن هويتنا التجارية الجديدة، “إمستيل”، وكان هذا الإعلان علامة فارقة في رحلتنا لتسريع التحول التشغيلي وتوسيع نطاق حضورنا العالمي. وباعتبارها أكبر شركة للحديد ومواد البناء في الإمارات تبلغ قيمتها 13 مليار درهم، تعتمد “إمستيل” على أساس استراتيجي قوي وتستعد للنمو الكبير في كل من الأسواق المحلية والدولية.

وتدير “إمستيل” 16 مصنعًا متطورًا ولدينا قدرة إنتاج سنوية مذهلة تبلغ 3.5 مليون طن من الحديد و4.6 مليون طن من الأسمنت. وتم تصميم هيكل المجموعة لتسهيل التكامل السلس للأقسام الجديدة وتمكين التوسع في أسواق وخطوط المنتجات المتنوعة.

وعلى مر السنين، قمنا بتوسيع نطاق أعمالنا بشكل كبير، حيث توسع وجودنا من 38 دولة في العام 2019 إلى أكثر من 70 دولة اليوم، والتي تمثل الآن 30 في المئة من مبيعاتنا. وتؤكد خططنا الطموحة للتوسع والنمو والرقمنة على التزامنا الراسخ بتقديم منتجات وخدمات وحلول مبتكرة لبناء عالم أفضل في الإمارات وخارجها.

تعتبر “إمستيل” شركة رائدة عالميًا في إنتاج الحديد منخفض الكربون والاستدامة. ما هي أبرز المبادرات والشراكات التي تتوافق مع استراتيجية الإمارات لتحقيق صافي الصفر بحلول العام 2050؟

تماشيًا مع استراتيجية الإمارات لتحقيق صافي الصفر بحلول العام 2050، تعد “إمستيل”، الرائدة عالميًا في إنتاج الحديد منخفض الكربون، أول شركة حديد على مستوى العالم تلتقط ثاني أكسيد الكربون وتعمل بكفاءة في استخدام الطاقة. وتعتمد الشركة على الطاقة النظيفة لتلبية معظم احتياجاتها من الكهرباء وتستخدم الخردة المعاد تدويرها في عملياتها.

ودعماً لالتزامنا الطويل الأمد بإزالة الكربون، تعاوننا مع أدنوك منذ العام 2017 على مشروع منشأة “الريادة” لتقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، والتي تعالج ثاني أكسيد الكربون الملتقط من عملياتنا.

وفي العام 2023، استخدمت المجموعة 84 في المئة من الكهرباء النظيفة في وحدة أعمال الحديد الخاصة بها. وقد قطعت الشركة أشواطاً نحو إزالة الكربون من عملياتها ومنتجاتها وسلسلة التوريد حيث زادت نسبة استخدام المواد المتجددة في إنتاج الحديد بأكثر من 50 في المئة على أساس سنوي.

وتعاونت المجموعة أيضاً مع مصدر لإطلاق أول مشروع تجريبي للهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لصناعة الحديد، والذي بدأ الإنتاج في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام. ويتيح هذا المشروع للمطورين المهتمين بالاستدامة فرصة استخدام الهيدروجين الأخضر المنتج محليًا وفرصة لتمكين اقتصاد الهيدروجين في الإمارات.

إمستيل

تهدف الاستراتيجية الصناعية الطموحة لدولة الإمارات، “مشروع 300 مليار”، إلى تعزيز القدرة التنافسية الصناعية للدولة. ما هو الدور “إمستيل” في تحقيق هذه الرؤية، وكيف ساهمت في نمو القطاع الصناعي؟

يرتبط تأسيس مجموعة “إمستيل” ارتباطًا وثيقًا بالخطط الاقتصادية طويلة الأمد ورؤية حكومة أبوظبي منذ أكثر من عقدين من الزمان. في وقت قصير جداً، تطورت مجموعة “إمستيل” من شركة إعادة لف الحديد المستورد إلى منشأة تصنيع الحديد المتكاملة الوحيدة في دولة الإمارات ولعبت دورًا محوريًا في تقدم الأمة وتطورها.

وُلدت مجموعة “إمستيل” من الرؤية الاقتصادية الشاملة والتطلعية لقيادتنا الحكمية لتلبية الطلب المتزايد على الحديد ومواد البناء في الإمارات والعالم.

وتساهم مجموعة “إمستيل”، باعتبارها محركاً رئيسياً لاقتصاد أبوظبي، اليوم بنحو 11 في المئة من الناتج الصناعي للإمارة. وتركز المجموعة أيضاً على المشتريات المحلية من خلال إنفاق 2.4 مليار درهم على برنامج القيمة الوطنية المضافة. الإضافة إلى ذلك، نحن ملتزمون برعاية المواهب الوطنية وإعدادها لقيادة مستقبل القطاع الصناعي في دولة الإمارات كما يتضح من معدل التوطين لدينا، والذي يبلغ الآن 55 في المئة.

تعد إزالة الكربون وتحقيق الاستدامة من الركائز الأساسية نحو مستقبل أكثر خضرة. كيف تعمل “إمستيل” على ابتكار عملياتها لضمان النمو المستدام والتوافق مع المعايير البيئية العالمية؟

تم تعيين مجموعة “إمستيل” مؤخرًا كرئيس مشارك للتحالف العالمي لإزالة الكربون من القطاع الصناعي الذي تديره الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”. ويعزز هذا التعيين التزام المجموعة بإيجاد حلول لبناء عالم أفضل وأكثر استدامة ودفع جهود إزالة الكربون العالمية في القطاع الصناعي من خلال الترويج لسلسلة توريد منخفضة الكربون بالتعاون مع شركائها.

وباعتبارها واحدة من الشركات المصنعة للحديد الرائدة في المنطقة، والتي تسيطر على 60 في المئة من حصة سوق الحديد في الإمارات، ينعكس التزام “إمستيل” بالابتكار منخفض الكربون في منتجاتها حيث تعيد قضبان التسليح المبتكرة “ES600” تعريف الاستدامة والكفاءة من خلال خفض استهلاك الحديد بنسبة 18 إلى 24 في المئة. ويشكل استخدام “ES600” ضمن مشروعين بارزين في دبي، برج الحبتور التابع لمجموعة الحبتور وبرج “كريست” التابع لشوبا العقارية، خطوة مهمة نحو تحقيق منهجيات البناء المستدام في واحدة من أكثر أسواق العقارات ازدهارًا في العالم.

اقرأ أيضاً: كيف تقود مؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية التحول الاقتصادي في دبي

تجمع “إمستيل” بين التكنولوجيا والتقاليد بطريقة فريدة من نوعها. كيف ساهم هذا المزيج في رحلة الشركة وكيف يعكس قصة النجاح الأوسع للعلامات التجارية الإماراتية في الصناعات الثقيلة؟

تُعد “إمستيل” مثالاً للتكامل السلس بين التكنولوجيا المتقدمة والتقاليد الدائمة، وكان هذا المزيج محوريًا في رحلتها ونجاحها. وقد أدت الاستفادة من التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وتقدم الثورة الصناعية الرابعة إلى رفع مستوى عملياتها وتعزيز الكفاءة وتطوير أهداف الاستدامة لديها.

وتتوافق هذه الابتكارات مع الأسس التقليدية، بما في ذلك الالتزام الراسخ بالجودة والتعاون والتنمية الوطنية والتي تعتبر من السمات المميزة للإنجازات الصناعية في دولة الإمارات.

ويعكس هذا التكامل بين التقاليد والابتكار قصة النجاح الأوسع للعلامات التجارية في قطاع الصناعات الثقيلة في الإمارات. ويسلط تحول “إمستيل” إلى منشأة تصنيع الحديد المتكاملة الوحيدة في الإمارات الضوء على دور الشركة كمساهم رئيسي في التقدم الوطني. وتجسد مشاركة المجموعة في مشاريع رائدة في دولة الإمارات وتوافقها مع خطة مئوية الإمارات 2071 وجهودها في التوسع عالمياً، طموح الدولة للريادة في التميز الصناعي والاقتصادي.

ويعزز التكامل بين التراث والتقدم التكنولوجي المستقبلي مكانة “إمستيل” كرمز لريادة دولة الإمارات في الصناعات الثقيلة ونموذج للنمو المستدام والمبتكر.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.