ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022، انطلقت أمس الدورة الأولى لقمة “إنفستوبيا” للاستثمار، بمشاركة أكثر من 90 متحدثاً و1000 شخصية من صناع القرار من دولة الإمارات والمنطقة والعالم، ورؤساء المؤسسات والشركات الاستثمارية والخبراء، لمشاركة الأفكار وتشكيل ملامح الفرص وتعزيز الاستثمارات المستقبلية في جميع أنحاء العالم.
وقال وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق المري في كلمته الافتتاحية بالقمة، إن من شأن القمة أن توفر فرص الاستثمار المستقبلي والتي ستتيح إنشاء منظومة عالمية جديدة وتضع أسس اقتصادات مسؤولة ومستدامة للمستقبل، فـ”من خلال إنفستوبيا، نتمكّن من تقديم نهج مختلف ونساهم في تغيير توجهات الاستثمار العالمية، وهي جهود لا تهدف إلى التركيز على الاقتصاد فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب البشرية والاجتماعية والبيئية”، وفق ما جاء في وكالة الانباء الاماراتية (وام).
وتهدف قمة “إنفستوبيا” إلى تعزيز الشراكات العالمية للنهوض بالقطاعات الاقتصادية والاستثمارية، حيث تجمع القمة مستثمرين ومفكرين ورجال أعمال، وتشكّل منصة محفزة لتحقيق النمو في الاقتصادات الجديدة، وتطوير الحلول للتحديات التي تواجهها اقتصادات الحاضر بما يعود بالخير على المجتمعات حول العالم.
استراتيجيات اقتصادية شاملة تواكب التحديات
استضافت الجلسة الأولى بعنوان “من الحاضر نحو المستقبل: آفاق الاستثمار العالمي” كلاً من وزير التنمية والاستثمار في اليونان سبيريدون أدونيس جورجيادس، والمديرة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” ربيكا غرينسبان، والمؤسس والشريك الإداري لـ “سكاي بريدج كابتيال” أنتوني سكاراموتشي.
وأكدت غرينسبان أهمية تبني الحكومات استراتيجيات اقتصادية شاملة تواكب التحديات ومتطلبات الاستثمار على المديين القصير والطويل، وقالت إن تجربة دولة الإمارات في هذا الإطار تعد نموذجاً في تطبيق هذا التوجه، مدفوعة برؤية واضحة من حيث الهدف الذي تسعى لتحقيقه في المستقبل.
تصميم الصناعات الإبداعية
وشاركت وزيرة الثقافة والشباب في الامارات نورة بنت محمد الكعبي في جلسة رئيسية بعنوان “الاستثمار في الصناعات الإبداعية” إلى جانب الرئيس التنفيذي لـ”ماجد الفطيم القابضة” آلان بجاني، والشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في “أنغامي” إيلي حبيب، والرئيس التنفيذي لمجموعة “شلهوب” باتريك شلهوب، والمؤسس والرئيس التنفيذي في “ميتاكوريو” صوفي واتس، وأدارها راشيل بيثر كبير مستشاري “سكاي بريدج.”
وأشار المتحدثون في هذه الجلسة إلى أهمية تركيز الحكومات على إعادة بناء اقتصاداتها ليكون الاقتصاد الإبداعي محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي في حقبة ما بعد الجائحة، مؤكدين أن وتيرة تقدم الصناعات الإبداعية تمضي بوتيرة تفوق سرعة الاقتصاد العام على مستوى العالم.
الرؤى المستقبلية لقادة الاستثمار العالمي
وشارك الرئيس التنفيذي لمجموعة “مبادلة” خلدون المبارك، والرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك” لاري فينك، في جلسة رئيسية حملت عنوان “الرؤى المستقبلية لقادة الاستثمار العالمي” وأدارها جون ديفتريوس. وسلطت الضوء على تغير المشهد الاستثماري العالمي في ظل التغييرات المتسارعة التي شهدناها خلال الفترة الأخيرة.
آفاق الاستثمار في دولة الإمارات
كما شهدت أعمال القمة تنظيم جلسة بعنوان “آفاق الاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة في الخمسين عاماً المقبلة” استضافت رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي محمد علي الشرفاء، ومدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي هلال سعيد المري. وسلطت الضوء على أهمية المبادرات والبرامج التي أعلنت عنها الدولة في مسيرتها خلال السنوات الخمسين المقبلة، ورؤيتها المستقبلية لبناء اقتصاد متنوع وتعزيز مكانة الدولة مركزاً عالمياً للاستثمار والابتكار.
دور المرأة في الاقتصاد المستقبلي
واستعرضت جلسة “قائدات الاستثمار والتغيير” أهمية دور المرأة في الاقتصاد المستقبلي وضرورة تمكين المستثمرات ليصبحن مموّلات لروّاد الأعمال والشركات الصغيرة، وقادة لصناديق رأس المال الاستثماري، وتشجّيع المزيد من النساء للانخراط في القطاعات الاستثمارية والاقتصادية.
شارك في الجلسة فراني ليوتر، الرئيس التنفيذي، “ساوثبريدج إنفسمينت”، ورولا أبو منة الرئيسة التنفيذية لمصرف “ستاندرد تشارترد الإمارات”، وأليسار فرح أنطونيوس الرئيسة التنفيذية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “سيتي غروب”، وأماندا بولينجر الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ” 100 امرأة في التمويل”، وأدارها فادي غندور مؤسس “ومضة كابيتال.”
فرص توظيف التكنولوجيا الصحية
كما ناقش المشاركون في جلسة “من الرعاية الصحية إلى التكنولوجيا الصحية” الدور المحوري للتطوّر التقني في مساعينا الرامية إلى تحسين صحة المجتمعات وزيادة إمكانيات الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية في العال بسهولة والاستفادة من تقدم العلوم والتقنية لننعم بحياة أكثر صحة وأطول عمراً.
مستقبل التمويل
وناقش المشاركون في جلسة “التمويل المستدام يقود التحول العالمي” أحدث الاتجاهات التي تشكل مستقبل التمويل المستدام والاستثمار الأخضر، وسبل تطوير قطاعات وفرص نمو جديدة توفر مزيداً من الفرص للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة وروّاد الأعمال، وبناء اقتصاد مستقبلي مسؤول ومستدام.
تكنولوجيا الزراعة
وناقشت جلسة “من الزراعة إلى تكنولوجيا الزراعة” أهمية تبني أحدث الممارسات المبتكرة في مجال الأمن الغذائي وتطوير نظم الأغذية الزراعية، وتطوير عمليات تخزين المحاصيل، وتطوير تطبيقات الهندسة الجيولوجية والتكنولوجيا الحيوية في تحويل الصحراء إلى أرض خصبة وبنية تحتية خضراء.
كما ناقشت قمة إنفستوبيا مستقبل العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى، مثل تأثير الـ “ميتافيرس” على مستقبل الاستثمارات في العالم والفرص التي توفرها، وأهمية الريادة في مجال التغير المناخي والاستثمارات بما يمكّن من التعامل مع التحديات المناخية، والحلول التي تقدمها تكنولوجيا الزراعة لمواجهة التحديات في سلسلة الإمداد للأغذية، وغيرها من المواضيع التي ركزت على الاستثمارات ومشاركة الأسواق الناشئة، والقدرات التي تحظى بها هذه الأسواق من أجل توفير حلول واضحة للتحديات العالمية، وقيادة توجهات على امتداد الصناعات.
