أعلن مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) عن إطلاق “بوابة الشارقة للاستحواذ”، وهي أول منصة حكومية رقمية على مستوى المنطقة، تتيح للشركات والمستثمرين إتمام عمليات الدمج والاستحواذ في الشارقة في مناخ من الثقة والشفافية. يهدف هذا المشروع إلى تسريع النمو وتعزيز المرونة والاستقرار، وجذب المزيد من الاستثمارات النوعية إلى أسواق الإمارة، وذلك بالشراكة مع شركة “ترانس وورلد”، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في تقديم خدمات الاستشارات في هذا القطاع.
قيمة نوعية مضافة للمستثمرين
تقدم “المنصة” قيمة نوعية مضافة متعددة الأبعاد للمستثمرين، حيث يمكنهم الوصول إلى الشركات المتواجدة في الشارقة من كافة أسواق العالم. كما تستفيد الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال والأسواق المحلية من هذه المنصة. تُعد هذه المبادرة تحولاً استراتيجياً في منهجية بناء الجسور بين رؤوس الأموال والفرص الواعدة، مما يعزز ديناميكية السوق، ويوفر بدائل مرنة للتوسع أو الانسحاب أو إعادة التموضع، مما يعزز استقرار الأعمال وتنوعها. كما تدعم هذه الجهود التكامل الاقتصادي، وترسخ مكانة الشارقة كمركز إقليمي مؤثر على خارطة الاقتصاد العالمي.
جاء إطلاق هذه المنصة نتيجةً لاتفاقية تعاون بين “استثمر في الشارقة” و”ترانس وورلد”، حيث وقعها سعادة محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، والسيد أحمد إبراهيم، المدير التنفيذي لشركة “ترانس وورلد” في دول مجلس التعاون الخليجي. وقد حضر التوقيع سعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق). تعكس الاتفاقية المساعي المستمرة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما يرتقي بفعالية المنظومة الاستثمارية في الإمارة.
مسارات جديدة للمستثمرين نحو سوق بقيمة 3.5 تريليون دولار
تفتح المنصة نافذة استراتيجية جديدة للمستثمرين، تتيح لهم الوصول إلى فرص نوعية في أسواق الإمارة بشكل عام والسوق المتوسطة بشكل خاص، وهي الشريحة الأكثر ديناميكية وربحية في قطاع الأعمال اليوم. كما تمنحهم أدوات ومسارات استثمارية جديدة للاستفادة من معدلات النمو والعوائد المالية العالية في سوق الدمج والاستحواذ العالمي، الذي بلغ نحو 3.5 تريليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 15 في المئة مقارنة بالعام السابق 2023، وفقاً لتقرير شركة Bain & Company.
وعلى الصعيد الإقليمي، يواكب إطلاق المنصة النمو الملحوظ في سوق الدمج والاستحواذ والتخارج، حيث سجلت الأسواق الإقليمية 701 صفقة استحواذ واندماج بقيمة إجمالية بلغت 92.3 مليار دولار في 2024، وفقاً لتقرير EY MENA M&A لعام 2024. يُظهر هذا التنامي أهمية وجود منصة محلية ذات طابع عالمي، تسهل وترعى هذه العمليات ضمن بيئة موثوقة وقانونية ومنظمة.
بيئة نمو أوسع للشركات الصغيرة والمتوسطة
بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، تشكل هذه المنصة فرصة استراتيجية للاندماج في بيئة نمو أوسع، عبر شراكات وتحالفات تمكنها من النمو والتطور، أو الخروج الآمن، أو إعادة التموضع. تسهم المنصة في تعزيز استقرار قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تشكل أكثر من 94 في المئة من الشركات العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة. سجلت الشارقة نمواً ملحوظاً في معدلات تأسيس واستدامة الشركات، حيث بلغ إجمالي الرخص الصادرة والمجددة في الإمارة خلال العام الماضي 2024، 71.32 ألف رخصة، وبنسبة نمو بلغت 7 في المئة.
أثر اقتصادي كلي ومستدام
على مستوى الأثر الاقتصادي الكلي، تشكل منصة الدمج والاستحواذ أداة محورية لتحفيز الابتكار وإعادة الهيكلة الاقتصادية بطريقة أكثر مرونة وفعالية. تسهم المنصة في إعادة توجيه الموارد إلى مشاريع وشركات ذات قيمة مضافة، وتمكن صناع القرار من توجيه الاستثمارات نحو القطاعات النوعية ذات الأولوية، مما يعزز التنويع الاقتصادي ويقلل من الاعتماد على القطاعات التقليدية. يؤكد إطلاق المنصة من الشارقة ما تتميز به الإمارة من بيئة استثمارية متكاملة ورؤية اقتصادية طويلة المدى، حيث تحتضن الإمارة اقتصاداً متنوعاً قائماً على المعرفة، وتدعم باستمرار قطاعات حيوية مثل الصناعة والتقنية والرعاية الصحية، إلى جانب موقعها الجغرافي الاستراتيجي، مما يعزز من جاذبيتها كنقطة انطلاق إقليمية لعمليات الدمج والاستحواذ وإتمام صفقات السوق ذات البعد الاستراتيجي.
المشرخ: المنصة تضع الشارقة في موقع الريادة لصناعة فرص النمو المستقبلي
قال سعادة محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لـ “استثمر في الشارقة”: “تمثل هذه المنصة خطوة استراتيجية ضمن جهود (استثمر في الشارقة) لترسيخ مكانة الإمارة كمركز إقليمي موثوق لعمليات الدمج والاستحواذ في أسواق الشركات الصغيرة والمتوسطة. يُعد هذا القطاع من أكثر القطاعات الاستثمارية الواعدة، ويحمل فرصاً كبيرة للنمو والتوسع، مدعوماً بمقومات الشارقة الاقتصادية والتشريعية التي تجعل منها بيئة مثالية لعقد الصفقات وإطلاق التوسعات النوعية”.
وأضاف المشرخ: “من خلال شراكتنا مع “ترانس وورلد”، نفتح نافذة جديدة للمستثمرين المحليين والدوليين، تجمع بين الخبرة العالمية والرؤية التنموية المحلية والتكنولوجيا، لتقديم تجربة سلسة وآمنة وفعّالة. لا تواكب هذه المنصة فقط التحولات في بيئة الأعمال، بل تضع الشارقة في موقع الريادة لصناعة فرص النمو المستقبلي على مستوى المنطقة”.
منهجية مبسطة وفعالة لإجراء الصفقات
تعتمد المنصة على نهج مبسط وفعال، يبدأ من التسجيل الرقمي، وصولاً إلى جلسات استشارية فردية، وخدمات دعم ما بعد البيع، مع الحفاظ على سرية البيانات من خلال اتفاقيات عدم الإفصاح (NDA) والفحص النافي للجهالة. توفر المنصة قناة موثوقة تتيح لأصحاب الأعمال في الشارقة الانسحاب عبر طرح شركاتهم للاستحواذ.
تُعد “ترانس وورلد” واحدة من أبرز الشركات في قطاع الدمج والاستحواذ العالمي، حيث نفذت أكثر من 2500 صفقة خلال عام 2024، وتمتلك أكثر من 250 مكتباً في 27 دولة، وتضم أكثر من 1000 مستشار متخصص. تم تصنيفها من بين أفضل 100 شركة استشارية عالمية للدمج والاستحواذ وفقًا لتصنيف Axial.
تتولى الشركة قيادة جهود بناء النظام التشغيلي للمنصة، وتقديم ورش عمل تدريبية للشركات المحلية في الإمارة حول جاهزية الدمج والاستحواذ، بالإضافة إلى إطلاق برنامج دولي للتوفيق بين المستثمرين والشركات في الشارقة، وتنظيم جولات تعريفية قطاعية تستهدف الأسواق الدولية ذات الإمكانات العالية.
سيتم إدراج الفرص الاستثمارية المختارة في الشارقة على موقع “استثمر في الشارقة” في “بوابة الشارقة للاستحواذ“، مع تحديثها بانتظام، وإتاحة التسجيل لأصحاب الشركات الباحثين عن التوسع أو التخارج، وللمستثمرين المهتمين بدخول السوق الإماراتي بصفقات استراتيجية.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار المصارف والتمويل.