قد لا يكون هناك عدد كبير جداً من رائدات الأعمال في منطقة metaverse، كما قال لنا أحد الخبراء مؤخراً، لكن هناك بالتأكيد عدد قليل في مجال التكنولوجيا المالية. عدد غير قليل في الواقع. فريق كامل يقود ويدير فكرة جديدة تلقى صدى جدياً لدى أصحاب العمل والموظفين: منصات الوصول إلى الأجور المكتسبة.
نتالي شمعة،كبيرة مسؤولي الإستراتيجيات (CSO) في منصة الأجور المكتسبة FlexxPay، أمضت السنوات العشر الماضية في مجال التكنولوجيا المالية.
“هناك اهتمام كبير بالتكنولوجيا لدى الإناث. كانت وظيفتي الأولى في مجال التكنولوجيا المالية في المدفوعات عبر الهاتف المحمول،” قالت ناتالي “لإيكونومي ميدل إيست” في مقابلة: “بعد تخرجي من الكلية، لم يكن لدي أي معرفة تقنية، لكنني تعلمت أثناء العمل مع العديد من النساء التقنيات”.
“في FlexxPay ، تتألف رزمة منتجاتنا بالكامل من النساء. لدينا مطوّرات ومهندسات في مجال تأمين الجودة ومختبِرات وموظفات تقنية أخرى، وجميعهن نساء”.
على الرغم من أن هذه القصة لا تتعلق بكبار المديرات التنفيذيات ورائدات الأعمال، فقد كان من الجيد أن نرى كيف كانت التكنولوجيا هي العامل الأكبر في تحقيق المساواة، وتوفير الفرص، والمساحة الحقيقية التي لا يوجد فيها التحيز بين الجنسين، حقاً.
فنحن هنا للحديث عن تقنية الوصول إلى الأجور المكتسبة، وهي تقنية وخدمة ولدت في هذه الأوقات الرقمية التي نعيش فيها.
التكنولوجيا المالية (Fintech) في ارتفاع
“أرى الكثير من قطاعات التكنولوجيا المالية تحظى باهتمام أكبر من المستثمرين،”،قالت ناتالي لتبرز الاتجاهات التي تشكل مستقبلنا الرقمي والمالي.
“الشركات توفر وصولاً أكبر وإدماجاً أكبر مع صناعات الدفع عند الطلب، ولكن أيضاً الخدمات المصرفية الرقمية الإبداعية التي تمنح المستهلكين أسعاراً أفضل، ومزيداً من الراحة، والوصول الرقمي الفوري إلى الإقراض والائتمان”.
تقوم المصارف بإنشاء تنسيقات رقمية خاصة بها لتقديم ذلك، خاصة لجيل من المستخدمين الرقميين الجدد القادمين إلى القوى العاملة قريباً جداً. إنهم يرغبون في رؤية منتجات متخصصة مثل الخدمات المصرفية المفتوحة والإقراض الرقمي وأنظمة نموذج BNPL (اشترِ الآن وادفع لاحقاً) ومحافظ تداول العملات المشفرة وكسب أجر في عملات البيتكوين.”
نحن نعيش في عالم متغير حيث ستكون للشركات التي تفعل ذلك الحظ الأوفر، و التي ستحظى باهتمام أكبر من المستثمرين والمستخدمين.
وهناك أفكار تقنية مربحة للجانبين.
ما هو “الوصول إلى الراتب المكتسب”؟
FlexxPay هي عبارة عن منصة للحصول على أجر مكتسب. في الأساس، تحاول الشركة، مثل الشركات الأخرى المماثلة في المجال نفسه، حل مشكلة واجهها كل واحد منا في وقت ما وسيواجهها في المستقبل.
قالت ناتالي: “لقد مر الجميع بلحظة لم يتمكنوا فيها من دفع فاتورة خدمات، أو ما هو أسوأ، من اجراء دفعة ناتجة عن حالة طبية عاجلة”.
إنها حقيقة. وربما لهذا خلقت بطاقات الائتمان، جزئياً ، بالإضافة إلى مساعدة مساعينا في أساليب الرفاهية في الحياة.
و بطاقات الائتمان جيدة و مفيدة طالما أن سجلك الائتماني جيد أيضاً، ولديك رصيد كافٍ، ولم تنته صلاحية البطاقة أو تم تجديدها تلقائياً.
“و لكنها أيضاً ليست أموالك. أنت تقترض المال. أما مع منصات الأجور المكتسبة، فالأموال التي تحصل عليها هي ملكك منذ البداية”، أوضحت ناتالي.
“و هناك شهية كبيرة على كلا وجهي العملة، أي من كل من الموظفين وأرباب العمل.”
لمن هذه الخدمة؟
افترض أنك في محطة المترو وتجد نفسك، لسبب أو لآخر، من دون نقود لشحن بطاقتك للذهاب إلى العمل أو العودة إلى المنزل.
مع خدمة الوصول إلى الأجور المكتسبة، لا توجد مشكلة. سوف تتلقى أموالاً فورية ترجعك الى وجهتك على الفور.
“إنه الوصول إلى المدفوعات في الوقت الفعلي، وعلى الفور، إلى راتبك المكتسب بالفعل، مما يسمح لك بدفع تلك الفاتورة بنقرة واحدة، وإكمال مشوارك، من دون الحاجة إلى الاعتماد على بدائل أكثر تكلفة. أوضحت ناتالي أن القروض أو بطاقات الائتمان هي أموال لم تكسبها، و إذا لم تكن حريصًا على حسن استعمالها، فيمكن أن تضعك في مكان أسوأ.”
“الخدمة التي نقدمها، نحن وآخرون مثلنا، يمكن أن تجري في أي وقت من الأسبوع ، في أي ساعة من اليوم. هناك إقبال كبير على ذلك من قبل الموظفين. بالنسبة لهم ، إنها مثل فائدة إضافية”.
ماذا عن أرباب العمل؟ كيف يستفدون منها؟
قالت ناتالي: “يحرص أرباب العمل على تعميم هذا على موظفيهم، لأنهم عندما يفعلون ذلك، لن يكون له أي تأثير على تدفقهم النقدي ، ولا يوجد عبء عمل إضافي، ويأتي بتكلفة رمزية للغاية”.
“تبيّن أن قيمة الخدمة ضخمة اذ تسفر عن زيادة أداء الفريق، حيث يصبح الموظفون أكثر إنتاجية وتحفيزاً. لقد ثبت أنها مفيدة في نجاح الشركات”.
يمكن لأصحاب العمل التسجيل ويمكن إجراء العناية الواجبة على الشركات في أقل من ساعة، وفقاً لناتالي، التي بذالك كانت تصف عملية الانضمام لشركتها.
المهمة الوحيدة للشركات بعد ذلك هي أن تدفع لشركة Flexxpay الأموال التي دفعتها الأخيرة لموظفي تلك الشركات.
هل يمكن للموظفين زيادة إنفاق رواتبهم المكتسبة؟
قالت ناتالي إن قاعدة البيانات الحالية للشركة، والتي تغطي عمليات الشركة ل3 سنوات منذ إطلاقها، لا تظهر أن الأشخاص يسيئون استخدام الخدمة.
“يستخدمونها فقط عندما يحتاجون إليها. لدينا أيضا ضمانات”. وأضافت: “لا يمكنك الوصول إلى راتبك بالكامل ولدينا حد أقصى قدره 3000 درهم إماراتي”.
ولأنها خدمة نقدية عند الطلب، فقد أنشأ FlexxPay فريقاً مخصصاً على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع لراحة رحلة تجربة المستخدم.
نموذج العمل
تتبع Flexxpay نموذج رسوم ثابتة بغض النظر عن مقدار الأموال التي يحصل عليها الموظفون مقدّماً على رواتبهم.
“نجمع 25 درهماً، سواء أخذت 2000 درهم إماراتي أو 100 درهم إماراتي. و أيضا لدينا طريقة تسمح لصاحب العمل بدعم هذه الرسوم، كخدمة لموظفيهم،” أشارت ناتالي.
“نحن نعمل على الحجم، لذلك ندرج أي شركة من أي حجم في أي قطاع، خاصاً أو عاماً. كلما كان حجم الشركة أكبر، كان ذلك أفضل، ولكن لن نضيع الفرصة على شركة من 10 أشخاص فقط، أيضًا.”
أوجه التشابه مع BNPL
يختلف مخطط التجارة اشترِ الآن وادفع لاحقاً (BNPL) الذي أصبح رائجاً اليوم أيضاً عن نماذج مختلفة لمنصات الوصول إلى الأجور المكتسبة (EWA) . صحيح أن كلاهما يسمح بالوصول إلى المال مبكراً ومقدماً للأشياء التي يحتاجها المستهلكون، ولكن هنا تتوقف أوجه التشابه.
“يمنح BNPL المستخدمين النهائيين القدرة على الحصول على العناصر أو الأشياء التي يحتاجونها ولكن على أساس الائتمان. مع EWA ، فإن الأموال التي تقترضها ملكك، ولا تدفع فائدة عليها. بمجرد أن تكسبها، فهي ملكك،” شرحت ناتالي.
“الناس يستخدمون هذه الأموال في حالات الطوارئ وليس للتبذير”.
ماذا بعد؟
ووفقًا لناتالي، قامت Flexpay بإدخال حوالي 100 شركة منتشرة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مع 50,000 مستخدم مسجل على المنصة. و الأن توسّع نطاق عملها.
“نحن نتوسع في مصر، وسنبدأ عملنا في المستقبل القريب.”
