شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في الاجتماع الوزاري العالمي الأول للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، الذي تم تنظيمه في مدينة جوهانسبرغ بجمهورية جنوب إفريقيا، بالتعاون بين مركز التجارة الدولية التابع للأمم المتحدة (ITC) ووزارة تنمية الأعمال الصغيرة في جنوب إفريقيا. وقد مثّل الدولة في هذا الاجتماع سعادة عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة.
تهدف المشاركة إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والاقتصاد الأخضر والتمويل والتحول الرقمي. وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية دولة الإمارات التي تهدف إلى تعزيز أطر التعاون الدولي والعمل المشترك مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم نمو قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتمكينه من مواجهة التحديات وتحقيق الاستدامة.
الإمارات: نموذج رائد في دعم المشاريع الصغيرة
قال سعادة عبدالله آل صالح، في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع: “تُعتبر المشاريع الصغيرة والمتوسطة اليوم ركيزة محورية في دفع عجلة النمو الاقتصادي على الصعيد العالمي، نظراً لما تمثّله من نسبة تتجاوز 90 في المئة من إجمالي الشركات العاملة في مختلف الدول. وتسهم هذه المشروعات بدور فعّال في توفير فرص العمل لمختلف فئات المجتمع، وتعزيز التنوع الاقتصادي، ودعم بيئة الابتكار والإبداع”.
ولفت سعادته إلى أن الاجتماع يمثل محطة جديدة للنقاش والتحاور حول تطوير مبادرات وسياسات اقتصادية تدعم نمو وازدهار المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجهها، وعلى رأسها صعوبة الحصول على التمويل اللازم لتوسيع أنشطتها واستدامة أعمالها. وأكد أن هذا الأمر يتطلب جهوداً جماعية لصياغة حلول عملية وتمكينية تتيح لها النمو والمنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.
وأضاف سعادته: “أولت دولة الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، اهتماماً كبيراً بتطوير منظومة تشريعية وتنظيمية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، اعتماداً على أفضل الممارسات في هذا المجال. حيث تستحوذ الشركات الصغيرة والمتوسطة اليوم على 95 في المئة من إجمالي الشركات العاملة في الدولة، وعلى ما يقرب من 86 في المئة من حجم العمالة في القطاع الخاص. وتعد الدولة اليوم موطناً لأكثر من 50 حاضنة ومسرعة أعمال حكومية وخاصة. كما حصدت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً للعام الرابع على التوالي في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2024/2025، والذي صنفها بأنها أفضل مكان لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة من بين 56 اقتصاداً شملها التقرير لهذا العام”.
زيادة مشاركة الشركات الصغيرة في المناقصات
إلى ذلك، سلّط سعادته الضوء على ممكنات وفرص التمويل التي تتيحها الجهات والمؤسسات من قِبل القطاعين الحكومي والخاص في الدولة، والتي توفر التدريب والتمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء الإمارات. كما استعرض سعادته المبادرات والمشاريع الوطنية التي عملت وزارة الاقتصاد والسياحة على تطويرها لتعزيز تنافسية بيئة ريادة الأعمال وترسيخ مكانة الإمارات كوجهة رائدة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومنها إطلاق منظومة ريادة الأعمال وصندوق ريادة، والمنصة الرقمية لـ “موطن ريادة الأعمال”، التي أسهمت في تعزيز ربط رواد الأعمال بالفرص التدريبية والتمويلية. كما تم رفع نسبة مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في المناقصات والعقود الخاصة بالمشتريات الحكومية للجهات الاتحادية إلى 10 في المئة، مع توفير الدعم الفني والتدريب لتعزيز مشاركتها في هذه المناقصات.
يُذكر أن الاجتماع الوزاري العالمي الأول للمشاريع الصغيرة والمتوسطة شهد مشاركة أكثر من 700 شخص من الوزراء والمسؤولين وقادة من القطاع الخاص ورواد الأعمال من أكثر من 60 دولة، لمناقشة سبل دعم وتمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم.
