منذ عدة سنوات، قرأتُ مقولة لأحد رؤساء مجالس إدارة شركات البرمجة أدلى بها أمام منتدى دافوس الاقتصادي، مفادها “إن السرعة باتت العملة الجديدة في عالم الأعمال”.
يقول جو شدياق الرئيس التنفيذي لمجموعة جي سي ميديا جروب: “لم أكن أعلم المعنى العميق للسرعة التي كان يشير إليها هذا القيادي إلى أن اجتاح كورونا حياتنا وقلَبها، كما عالم الأعمال، رأساً على عقب”.
فهذا الفيروس المخيف الذي اجتاح كل دولة، أوقف حياتنا اليومية، وفرض قواعد جديدة من التعاملات، لاسيما المالية منها بين المصارف وزبائنها.
كان على المصارف أن تبتكر أفكاراً جديدة، وأن تطور التكنولوجيا المستخدمة في توفير خدماتها، للاستجابة لاحتياجات عملائها والتعامل مع التغيرات التنافسية بفعالية أكبر.
بمعنى آخر، كان على المؤسسات المالية اعتماد الابتكار كأساس لنماذج أعمالها من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية والتميز، وتبني التغيير السريع وإنشاء حلول محدثة كي لا تتخلف عن المهمة الموكلة إليها، لتلبية توقعات عملائها.. وتعزيز وضعها التنافسي والحفاظ على حصتها في السوق.
إقرأ أيضاً: إنفستوبيا توقع مذكرة تفاهم مع جي سي ميديا جروب
من هنا، أصبح الدور الحيوي، الذي تلعبه التقنيات الرقمية في حياتنا اليومية، أكثر أهمية من أي وقت مضى، وباتت القدرات والمهارات الرقمية ضرورية لضمان مرونة واستمرارية النمو الإقتصادي.
واليوم، مع تنامي التنافس والتطور السريع في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، باتت فرص البقاء أمام المصارف مقترنة بسرعة التطوير والابداع والابتكار في أساليب عملها وتقديم منتجات متطورة ومبتكرة ترضي حاجات عملائها، وذلك لكي تضمن ميزتها التنافسية.
من هذا المنطلق، ولأن الابتكار لا يقتصر على النجاح على المدى الطويل فحسب، بل يتعلق بالبقاء على قيد الحياة، بتنا نقرأ كثيراً عن الاستثمارات التي تخصصها المصارف على التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، من منصات وتطبيقات وغيرها، وحتى تقنية البلوكتشين لتسهيل المدفوعات عبر الحدود مثلا، أو الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء.
لكن كلمة حق تقال. ففي الوقت الذي تكافح مصارف الغرب من أجل المنافسة وتواجه تحديات كبيرة قد تؤخر استثماراتها في التكنولوجيا المالية، نرى مصارف الخليج تحجز موقعها الريادي من خلال تخصيص استثمارات كبيرة في تطوير بنيتها التحتية التكنولوجية وطرح المنتجات المبتكرة والخدمات الرقمية والتي تتماشى مع الخطط التنموية والرؤى الاقتصادية الطموحة لدول مجلس التعاون الخليجي الرامية إلى تحويل المنطقة إلى مركز مالي واقتصادي وثقافي عالمي.
ويختم شدياق بالقول: “لم يعد الابتكار خياراً بل تحوّل إلى حاجة للصناعة المصرفية إذا أرادت أن تبقى على الساحة. فإما أن تجدد نفسها أو.. تبقى في القاطرة الأخيرة”.
أنقر هنا للمزيد حول أخبار المصارف والتمويل.