أكدت المملكة العربية السعودية أن قرار تحالف “أوبك +” للدول المنتجة للنفط الاثنين إجراء أول خفض للإنتاج منذ أكثر من عام، يؤكد جديته في إدارة أسواق النفط الخام ورغبته في القيام بتحركات استباقية في السوق.
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وحلفاؤها (من ضمنهم روسيا) قررت في “أوبك +” الاثنين خفض انتاجها في أكتوبر/تشرين الأول بمقدار 100 ألف برميل يومياً لدعم الأسعار في مواجهة المخاوف من حصول انكماش، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من سنة والاقتطاعات الكبرى التي تمت بسبب وباء كوفيد-19.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مقابلة إن قرار “أوبك +” التي تضم منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها (من بينهم روسيا) “تعبير عن الرغبة في استخدام كل الأدوات المتاحة لدينا” في إدارة سوق النفط الخام العالمية، وذلك بعد قرار “أوبك +” خفض إنتاج الدول الأعضاء بمقدار 100 ألف برميل يومياً اعتباراً من أول الشهر المقبل، بعد شهور عديدة من زيادة الإنتاج بشكل مطرد.
وأضاف بن سلمان أن الخفض البسيط في الإنتاج يظهر “أننا سنكون يقظين واستباقيين ونشطين في التحرك لدعم الاستقرار والفاعلية في أداء السوق”.
جاء قرار خفض إنتاج” أوبك +” مفاجئا للكثيرين من المتعاملين في السوق، الذين توقعوا الإبقاء على مستويات الإنتاج خلال اجتماع اليوم في ظل بقاء سعر النفط الخام فوق مستوى 90 دولاراً للبرميل، بما يمثل ضغطاً قوياً على المستهلكين.
كما تتوقع السوق تراجعاً جديداً في الإمدادات خلال الأشهر المقبلة مع دخول قرار وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وضع سقف لسعر النفط الخام الروسي اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول المقبل في إطار العقوبات الغربية التي تستهدف روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا.
وقال ” أوبك +” في بيان إن “الاجتماع الوزاري لأوبك وغير الأعضاء بها أشار إلى الأثر السلبي للتقلبات، وانخفاض السيولة في سوق النفط الحالي والحاجة إلى دعم استقرار السوق وعمله بكفاءة”.
روسيا
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك لقناة “روسيا 24” التلفزيونية رداً على سؤال حول التخفيضات الإضافية المحتملة من قبل التحالف، إن “أوبك +” لا يستهدف أي مستويات للأسعار بل يسعى إلى تحقيق توازن في السوق عجزاً كان أم فائضاً”.
وقال نوفاك: “لقد أظهر القرار أن لدينا أداة مرنة تسمح بمراعاة ضرورة زيادة الإنتاج أو خفضه”. وأضاف أن المجموعة ستواصل مراقبة تطورات السوق، وأشار إلى العديد من الشكوك، بما في ذلك حول إنتاج الدول غير الأعضاء في “أوبك” وسقف السعر المخطط للنفط الروسي.
وحول النقطة الأخيرة، أبلغ وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف الصحافيين في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك، اليوم الثلاثاء، بأن روسيا سترد على وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي بشحن مزيد من الإمدادات إلى آسيا. وقال “أي إجراءات لفرض حد أقصى للأسعار ستؤدي إلى عجز في الأسواق (بالنسبة للدول التي تطبق ذلك) وستزيد من تقلب الأسعار”.
وكان وزراء مالية الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وفرنسا وكندا أعطوا الضوء الأخضر الأسبوع الماضي لفكرة وضع حد أقصى لسعر الخام الروسي لخفض إيرادات موسكو ردا على غزوها لأوكرانيا.
بايدن
وأثارت خطوة “أوبك +” استياء الولايات المتحدة لأنها ضغطت على التحالف لزيادة الإنتاج من أجل خفض أسعار الطاقة التي غذت التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته منذ عقود.
وأعلني البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن ملتزم باتخاذ كل الخطوات الضرورية لتعزيز إمدادات الطاقة وخفض الأسعار. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في بيان “الرئيس كان واضحاً بأن إمدادات الطاقة يجب أن تفي بالطلب لدعم النمو الاقتصادي وخفض الأسعار للمستهلكين الأميركيين والمستهلكين حول العالم”.
الأسعار
تراجعت أسعار النفط في وقت مبكر اليوم الثلاثاء لتقلص مكاسب اليوم السابق التي بلغت ثلاثة في المئة. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 33 سنتاً، أي 0.3 في المئة، إلى 95.44 دولاراً للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 89.13 دولاراً للبرميل، وزادت 2.26 دولارين، أي 2.6 في المئة، عن إغلاق الجمعة.