Share

السعودية شريكة رئيسية في صناعة القرارات الدوليّة الخاصّة بالذكاء الاصطناعي

حصلت السعودية على المركز الأول عالميًا في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي
السعودية شريكة رئيسية في صناعة القرارات الدوليّة الخاصّة بالذكاء الاصطناعي
احتلت المملكة عام 2020 المركز الأول عربيًا والمركز 22 عالميًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي

تميّزت المملكة العربية السعودية بكونها الدولة العربية الأولى إلى جانب الإمارات المتحدة العربية التي شاركت في قمة الذكاء الاصطناعي التي عقدت في بلتشلي بارك في المملكة المتحدة البريطانية. وساهمت في إصدار أول إعلان عالمي لضوابط الذكاء الاصطناعي، لضبط الخطر الكارثي للذكاء الاصطناعي، باسم إعلان بلتشلي. هذه الخطوة تعكس المستوى المتقدّم العالمي الذي وصلت إليه السعودية في قطاع الذكاء الاصطناعي. والذي أهّلها لتصبح شريكة رئيسيّة في صناعة القرارات الدوليّة الخاصّة في هذا القطاع. فكيف تمكّنت السعودية من احتلال هذا المركز العالمي في قطاع الذكاء الاصطناعي؟

السعودية الأولى عالميا في الحكومة الذكية

حصلت السعودية على المركز الأول عالميًا في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي. وهو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن “تورتويس انتليجينس” (Tortoise Intelligence). والذي يقيس أكثر من 60 دولة في العالم، فيما حلت ألمانيا ثانيًا والصين ثالثًا في هذا المؤشر.

ويقيس التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي أكثر من 100 معيار ضمن سبعة مؤشرات. وهي: الاستراتيجية الحكومية، والبحث والتطوير، والكفاءات، والبنية التحتية، والبيئة التشغيلية، والتجارة، الذي نالت المملكة فيه المركز الأول في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي. والمركز 31 في إجمالي مؤشرات التصنيف الصادر عن “تورتويس” وهي شركة عالمية لديها مجلس استشاري عالمي يضم خبراء في الذكاء الاصطناعي من أنحاء العالم.

وحققت المملكة نسبة 100 في المئة في معايير المؤشر. من أبرزها: وجود استراتيجية وطنية مخصصة ومعتمدة للذكاء الاصطناعي بالمملكة، ووجود جهة حكومية مخصصة للذكاء الاصطناعي. ووجود تمويل وميزانية خاصة بالذكاء الاصطناعي، وتحديد ومتابعة مستهدفات وطنية خاصة بالذكاء الاصطناعي.

Gloved hand interacts with AI digital interface displaying data and robotics.

السعودية الثانية عالميا من حيث الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي

كما توجت المملكة العربية السعودية بالترتيب الثاني على مستوى العالم في الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي. بعد أن كشف استطلاع للرأي ارتفاع معدل ثقة المواطنين السعوديين بالتعامل مع منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي في المملكة. وذلك وفقَا لتقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي بنسخته السادسة (Artificial Intelligence Index Report 2023) الصادر عن جامعة ستانفورد الأميركية خلال شهر أبريل/نيسان.

فيما أتت السعودية في المركز الثاني عالميًا متقدمةً على كوريا الجنوبية والبرازيل عند الحديث “عما إذا كانت منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي ستجعل حياة المشاركين في الاستطلاع أسهل”. كما جاءت السعودية في المركز الثاني عالميًا متقدمة على الهند وفرنسا وروسيا عند سؤال المشاركين “حول معرفتهم بالفوائد والقيمة من منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي”.

السعودية في المرتبة 22 عالميا في مؤشر الذكاء الاصطناعي

واحتلت المملكة عام 2020 المركز الأول عربيًا، والمركز 22 عالميًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي، مقارنة بالمركز 29 عالميًا عام 2019، وفقًا لتقرير مؤشر “Tortoise  Intelligence “. وسط طموح كبير من القيادة السعودية بأن تكون المملكة من أفضل دول العالم في الذكاء الاصطناعي.

ولمعالجة التحديات الأخلاقية التي قد تنتج في مجالات الذكاء الاصطناعي، تم في عام 2022 إطلاق مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. لأخذ مرئيات العموم والتي لها دور في تسهيل التطبيق العملي للأخلاقيات أثناء مراحل دورة حياة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، ودعم مبادرات تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة.

كما انضمت السعودية في العام ذاته إلى شراكة التنمية الرقمية تحت مظلة البنك الدولي. وهي شراكة تعاونية بين القطاعين العام والخاص لمساعدة الدول النامية، على الاستفادة من الابتكارات الرقمية، لحل بعض القضايا الأكثر تحدياً.

الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي

واهتمام القيادة السعودية بالذكاء الاصطناعي، هو الدافع الرئيسي للنجاح الذي حققته المملكة في هذا المجال. حيث أشار ولي العهد  السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته أثناء قمة العشرين 2019 في أوساكا إلى “أنّنا نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة. ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل: الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل، أن تجنب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة”.

كما تجلى اهتمام القيادة الرشيدة بهذه التقنية بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” عام 2019، لتتولى إدارة هذا الملف بصفة رسمية في المملكة. بصفتها الجهة المختصة في المملكة بالبيانات (بما في ذلك البيانات الضخمة) والذكاء الاصطناعي والمرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل. بما يضمن الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على المعلومات والبيانات والذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضا: قطاع تقنيات الروبوت في السعودية: نمّو 17 في المئة وقيمة سوقية ستتعدى الـ 320 مليار دولار في 2030

القمة العالمية للذكاء الاصطناعي

وكثفت سدايا الجانب التوعوي بالذكاء الاصطناعي واستخداماته. ومن ذلك تنظيمها للقمتين العالميتين للذكاء الاصطناعي خلال عامي 2020 و2022. إلى جانب دور أكاديمية سدايا في توفير معارف نوعية للمتدربين وضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، ونشر الدراسات المعرفية.

وأعدت كذلك معجم البيانات والذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى تسهيل مفاهيم مصطلحات البيانات والذكاء الاصطناعي ويحتوي على أكثر من 1,000 مصطلح مع تعريفه.

Hand holding a glowing circuit-board brain in a digital sphere.

رقمنة الخدمات الحكومية

وانعكست الأدوار والإنجازات التي حققتها المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على رقمنة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين والمقيمين. عبر تطبيقات متقدمة مثل: “تطبيق أبشر” الذي تشرف عليه وزارة الداخلية. وسهّل على مستخدميه الحصول على الخدمات الحيوية التي يحتاجها الإنسان في حياته بمجرد ضغطة زر.

علاوة على ذلك قدمت سدايا تطبيق “توكلنا خدمات” وغيره من التطبيقات الخدمية التي استفاد منها المواطن والمقيم. وأسهمت هذه الأدوار الناجحة في تفعيل دور الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال للمساهمة في بناء الوطن ورفعته. وذلك في إطار عمل حكومي منظم بالتعاون مع القطاع الخاص بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030.

كما أطلق المركز الوطني للذكاء الاصطناعي في سدايا نظام “صوتك” المتقدم، لتحويل الكلام إلى نصوص. اعتماداً على تقنيات التعرّف على الصوت بالتعاون مع الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.

وقدمت المملكة للعالم أفضل صورة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال مدينة المستقبل “ذا لاين”. وهي نموذج في كيفية تخطيط المدن خلال الـ 150 سنة القادمة، وكيفية تطويع المملكة لحلول الذكاء الاصطناعي والبيانات لبناء المجتمعات المستدامة.

الذكاء الاصطناعي في الزراعة

ومن نتائج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة، الاستفادة من البيانات الجغرافية المكانية في إيقاف التصحر والزراعة العشوائية والمحافظة على البيئة. ولدى شركة “أرامكو” السعودية أكبر استخدام صناعي للبيانات والذكاء الاصطناعي. حيث استخدمت حساسات الميثان وإنترنت الأشياء والبيانات والذكاء الاصطناعي، لتقديم أنظف الأنشطة في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق للعالم.

وأطلقت وزارة البيئة والمياه والزارعة بالشراكة مع “سدايا” بمسمى “مركز الذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة”، وبرنامج “الكوكب الذكي”. وذلك ضمنت الأولويات الوطنية لإيجاد حلول مبتكرة للمساعدة في الاستفادة من إمكانات الموارد غير المستغلة واستدامتها عبر تطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.

الجانب الأكاديمي

وفي الجانب الأكاديمي برز دور جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست). حيث تم تأسيس مركز للتميز في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي مع سدايا. إضافة إلى أدوار علمية أخرى تقوم بها الجامعات الحكومية والخاصة في سبيل تطوير مناهجها الأكاديمية، التي تدّرس علوم الذكاء الاصطناعي بمختلف مجالاته وهو ما سيسهم في بناء جيل سعودي قادر على التعامل مع هذه التقنيات بكل احترافية.

الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي

واستثمرت وزارة الصحة بالذكاء الاصطناعي، فعملت بالتعاون مع سدايا على إنشاء مركز للتميز في الذكاء الاصطناعي. يتم من خلاله تحديد الأمراض ذوات الأولوية (مثل سرطان الثدي، واعتلال الشبكية السكري) وتطوير الحلول الذكية للمساهمة في التنبؤ المبكر بمثل هذه الأمراض.

ويبقى الذكاء الاصطناعي حديث الحاضر والغد، لا سيما على صعيد بناء المدن الذكية التي تعمل عليها المملكة من أجل الارتقاء بمستوى خدمات المدن وتحسين جودة الحياة. من أجل خدمة البشرية والوصول إلى آفاق لا حد لها في استثمار تقنية البيانات والمعلومات، بغية صناعة الفرق نحو غد أفضل. حيث دخلت هذه التقنيات في مختلف جوانب الحياة الخاصة والعامة.

سوق تقنيات المعلومات

واستعرضت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية السعودية، خلال منتدى التقنية الرقمية 2023، أرقام التقنيات الناشئة وسوق تقنية المعلومات في السعودية. والذي بلغ 81 مليار ريال في عام 2022. فيما يتوقع أن يصل إلى 103 مليارات ريال في عام 2025.

ولفتت الهيئة إلى ارتفاع عدد الشركات التقنية المدرجة في السوق المالية إلى 18 شركة. ووصول عدد الشركات المسجلة في منصة “تك” إلى أكثر من 1,000 شركة تقنية. بما يتجاوز 150 منتج تقني محلي.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار التكنولوجيا.

مواضيع ذات صلة: