كان لافتاً التقرير الذي أصدرته وكالة “ستاندرد أند بورز” حول التداعيات الاقتصادية المحتملة الحرب على غزة.
إذ رجحت أن أن يكون الضرر الاقتصادي الأكبر للحرب بين إسرائيل و”حماس”، على قطاع السياحة في كل من مصر ولبنان والأردن.
وقد عرضت الوكالة 3 سيناريوهات أكثرها حدّةً يُقدِّر بلوغ الخسائر الإجمالية للإيرادات السياحية في الدول الثلاث 16.1 مليار دولار.
قبل اندلاع الحرب في غزة كانت السياحة في البلدان الثلاث تشهد موسماً مميزاً، حيث ارتفعت الإيرادات السياحية خلال النصف الأول من عام 2023 بأكثر من 50 في المئة في الأردن و30 في المئة في مصر، وكانت عند مستويات قياسية عالية على مدى 12 شهراً حتى 30 يونيو/حزيران في كلا البلدين. وفي لبنان، ارتفع عدد السياح بنسبة 33 في المئة في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب.
ويلغي بعض المسافرين عطلاتهم إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو يؤجلونها في الوقت الحالي.
وكانت أرقام منظمة السياحة العالمية أظهرت زيادة في عدد السياح القادمين إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام بنسبة 20 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، ما يجعلها المنطقة الوحيدة التي عادت فيها السياحة إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا وتجاوزتها.
وتشمل الآثار المحتملة للحرب الدمار وهروب المحافظ الاستثمارية والودائع غير المقيمة وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر. كما أن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة أو التصعيد الخطير في الضفة الغربية يمكن أن يؤدي إلى موجة جديدة من تدفقات اللاجئين التي ستثقل كاهل الاقتصادات في المنطقة (كما حصل في الأردن ولبنان في أعقاب أزمة اللاجئين السوريين)، الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف المقاييس المالية والائتمانية.
كذلك، فإن إطالة أمد الصراع قد تؤدي إلى خسارة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي وإيرادات القطع الأجنبي في أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
مصر تحاول إنقاذ موسمها
ومن أجل إنقاذ الموسم السياحي، أعلنت مصر أنها تقدم حاليا حوافز لدعم قطاع السياحة في المناطق المطلة على البحر الأحمر في جنوب سيناء.
وقال وزير السياحة المصري أحمد عيسى في مقابلة يوم الاثنين إن قطاع السياحة، وهو مصدر رئيسي للعملة الأجنبية الشحيحة في مصر، يتجه لتحقيق إيرادات بأكثر من 13 مليار دولار هذا العام مع وصول 15 مليون زائر إلى البلاد على الرغم من تأخير بعض الحجوزات حتى نهاية العام.
وقال عيسى على هامش معرض سوق السفر العالمي في لندن “ينصب التأثير حتى الآن على العملاء الذين اشتروا المنتجات في المنطقة لأن قطاع السياحة في إسرائيل قد توقف عمليا، لذلك هذا هو المكان الذي نشهد فيه التأثير الأكبر”.
وأضاف “لكن من المنظور العام، فإن الحجم الإجمالي للحجوزات (التي تأثرت بالصراع) يمثل أقل من عشرة بالمئة من إجمالي عدد الحجوزات في مصر”.
اقرأ أيضاً: سياحة قياسية غير مسبوقة في مصر هذا العام
حوافز إضافية
وقال عيسى إن مصر تقدم حوافز إضافية بقيمة 500 دولار لكل رحلة تهبط في شرم الشيخ وذلك لأن هذا هو المكان الذي يطرح فيه العملاء “أكبر عدد من الأسئلة” ويتعاملون فيه عن قرب مع تجار الجملة وتجار التجزئة وشركات الطيران، وفق “رويترز”.
وذكر أن العدد الكبير من السائحين الألمان، الذين يمثلون نحو عشرة بلمئة من الحجوزات في مصر هذا العام، والسائحين الصينيين الذين وصلوا إلى مصر ساعد في رفع أعداد السائحين سبعة في المئة مقارنة بالعام السابق بنهاية أكتوبر/تشرين الأول.
وتسعى مصر إلى زيادة مشاركة القطاع الخاص وتعزيز دوره في تشغيل الخدمات في المواقع السياحية والمطارات وذلك في إطار خطة تستهدف رفع معدلات نمو القطاع السياحي 30 في المئة سنويا.
وقال عيسى “هناك العديد من مجموعات القطاع الخاص، المحلية والدولية، التي أبدت اهتمامها بالشراكة مع الحكومة المصرية في إدارة المطارات”.
وتأمل مصر أيضا أن يساهم المتحف المصري الكبير في إعطاء دفعة لقطاع السياحة. وقال عيسى إن من المتوقع افتتاح المتحف الذي يقع بجوار أهرامات الجيزة بين فبراير/شباط ومايو/أيار من العام المقبل.
وأضاف “نضع نحو 200 قطعة في واجهات العرض يوميا ونحن على وشك الانتهاء من أجهزة الإرشاد السمعية”.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من موضوعات السياحة والسفر.