Share

الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي تسلط الضوء على أهمية تمكين المرأة من خلال التعليم

باعتبارها مدافعة عن تعليم المرأة وتمكينها، تفخر الشيخة بدور بالبرامج المتوافقة مع القطاعات والتعاونات الدولية التي تعزز قيادة المرأة
الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي تسلط الضوء على أهمية تمكين المرأة من خلال التعليم
سعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس الأمناء ورئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة

التعليم حافز أساسي للتغيير. وبينما مهدت رائداتٌ عديدات الطريق أمام المزيد من النساء للوصول إلى المناصب القيادية، سواءً في الأوساط الأكاديمية أو الأعمال أو غيرها، فإن خلق فرص حقيقية يتطلب مؤسسات وبيئات تدعم قادة المستقبل وترعاهم.

من أبرز رواد هذه الرؤية سعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي. تشغل الشيخة بدور حاليًا منصب رئيسة مجلس الأمناء ورئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة وترأس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق). وقد حققت إنجازًا تاريخيًا عندما أصبحت أول امرأة عربية وثاني رئيسة للاتحاد الدولي للناشرين، وهو اتحاد قائم منذ العام 1896.

الشيخة بدور صاحبة الرؤية الثاقبة التي أسست مجموعة كلمات للنشر وجمعية الناشرين الإماراتيين ومؤسسة “ببليزهير” (PublisHer)، وغيرها من المؤسسات المرموقة. في هذه المقابلة، تتحدث الشيخة بدور عن التنوع ودور الجامعات، مثل الجامعة الأميريكية في الشارقة، في مساعدة النساء على تخطي الحواجز وتولي المزيد من الأدوار القيادية. كما تشارك رؤيتها حول المبادرات الاستراتيجية للجامعة الأميركية في الشارقة الهادفة إلى دعم القيادات النسائية المستقبلية، بدءًا من مواءمة البرامج مع متطلبات القطاعات ووصولًا إلى تسهيل اتفاقيات التبادل مع أفضل الجامعات حول العالم.

بصفتك مدافعة عن قيادة المرأة في قطاعات متعددة، ما هي التغييرات الضرورية لتمكين المزيد من النساء في الأوساط الأكاديمية وخارجها؟

يتطلب تمكين المرأة في الأوساط الأكاديمية وخارجها أكثر من مجرد إيجاد مسارات قيادية، بل يتطلب تحولاً جذرياً في كيفية هيكلة الفرص ودعمها واستدامتها. يجب العمل بجد لإزالة العوائق التي حدّت تاريخياً من وصول المرأة إلى القيادة، بما يضمن حصولها على الإرشاد والرؤية والدعم المؤسسي اللازمين للنهوض.

من الأولويات الرئيسية تعزيز سياسات شاملة تُمكّن النساء من تحقيق التوازن بين طموحاتهن المهنية والشخصية دون أي تنازلات. يجب على الجامعات وأماكن العمل أن تُدرك أن المرونة والمساواة أمران أساسيان، لا اختياريان. يتطلب استبقاء النساء وتقدمهن بيئات تُقدّرهن وتُعترف بإنجازاتهن وتُحقق إمكاناتهن القيادية على أكمل وجه. فالتمثيل لا يقتصر على الحضور فحسب، بل يشمل التأثير أيضًا.

يجب أن ترى النساء أنفسهن في مناصب قيادية في مجالس الإدارة ومختبرات الأبحاث وإدارات الجامعات حتى ينشأ الجيل القادم مدركًا أن هذه المساحات ملكٌ لهنّ. الأمر لا يقتصر على العدالة فحسب، بل يتعلق أيضًا بالتقدم والابتكار وتعزيز عملية صنع القرار. في الجامعة الأميركية في الشارقة، التمثيل واقعٌ ملموس، حيث تُشكل النساء 44 في المئة من أعضاء الكليات والموظفين و52 في المئة من الطلاب، و38 في المئة من أعضاء مجلس الأمناء. إنهن أكثر من مجرد مشاركات، بل يُسهمن بنشاط في رسم مستقبل المؤسسة على جميع المستويات.

كيف يمكن لجامعات مثل الجامعة الأميركية في الشارقة أن تدعم الطالبات وأعضاء الكليات بشكل أفضل في تطوير مسيرتهن المهنية وكسر الحواجز وتولي أدوار قيادية؟

تعتبر الجامعات منصات انطلاق للقيادة. فهي تُشكّل الجيل القادم من المبتكرات وصانعات القرار وصانعات التغيير وهذا يعني تهيئة بيئة تُمكّن المرأة من القيادة، لا مجرد المشاركة. في الجامعة الأميركية في الشارقة، هذا هو التزامنا. يجب أن تحصل كل طالبة وعضوة كلية على الأدوات والإرشاد والفرص اللازمة للنجاح. نحن لا ننتظر التغيير، بل نبنيه. الإرشاد هو الأساس.

عندما تتواصل المرأة مع متخصصين بارعين، تُفتح الأبواب لها وتنمو ثقتها وتتعزز عندها مسارات القيادة. من خلال ورش العمل والمؤتمرات والشراكات، نضمن لكل قائدة طموحة الوصول إلى نماذج يُحتذى بها تلهمها وترشدها. السياسات مهمة أيضًا. يجب أن تُبنى القيادة على الجدارة، بعيدًا عن التحيز، ومدعومة بدعم مؤسسي حقيقي. يجب أن تُمنح النساء فرصًا متساوية، ليس فقط للتفوق، بل لإعادة تشكيل القطاعات ودفع عجلة الابتكار.

في الجامعة الأميركية في الشارقة، هذا ليس مجرد نظرية، بل هو الحال. يعزز كرسي أستاذية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي لقيادة المرأة، الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، القيادة من خلال البحث والتعليم والتوعية. يستقطب برنامج الفنان المقيم رائدات إلى الجامعة الأميركية في الشارقة لتوجيه الطلاب وتشكيل الجيل القادم من القيادات الإبداعية.

American University of Sharjah (AUS)

مع الموافقة الأخيرة على الإطار الاستراتيجي الخماسي للجامعة الأميركية في الشارقة، ما هي أهم الأولويات في رسم مستقبل الجامعة؟

يُعدّ الإطار الاستراتيجي الخماسي للجامعة بيانًا واضحًا للنوايا، فهو يرسّخ مكانة الجامعة كجامعة رائدة في التميز الأكاديمي والبحث العلمي والمشاركة العالمية. كل خطوة نخطوها تعزز قدرتنا على التثقيف والإلهام والقيادة. نحن نُعيد تعريف تجربة الدراسة الجامعية فالمعرفة وحدها لا تكفي. يجب أن يتخرج طلابنا بتفكير نقدي وقدرة على التكيف وقدرة على مواكبة عالم سريع التطور. ويُعدّ التعليم العالي محورًا رئيسيًا آخر.

لا تقتصر جهود الجامعة الأميركية في الشارقة على توسيع برامجها الأكاديمية فحسب، بل نبني مؤسسة بحثية عالمية التأثير وتستقطب نخبة من العلماء وتعزز الفضول الفكري وتضمن ترجمة الأبحاث إلى حلول عملية. ويشكل أعضاء الكليات والموظفون حجر الأساس في الجامعة.

من خلال الاستثمار في نموهم وتبسيط إجراءاتهم وتعزيز التعاون، نهيئ بيئة تُمكّن المعلمين والباحثين من التفوق. المشاركة العالمية والاستدامة المالية ليستا أمرين ثانويين، بل هما أساسيان لنجاحنا على المدى الطويل. سيضمن تعزيز الشراكات الدولية وتنويع مصادر الدخل وتعزيز سمعة الجامعة الأميركية في الشارقة عالميًا لنا البقاء في طليعة التعليم العالي والبحث العلمي.

أطلق مجلس أمناء الجامعة الأميركية في الشارقة مبادرات رئيسية، تشمل تحسينات في الحوكمة وبرامج أكاديمية متوافقة مع متطلبات القطاعات. كيف تُعزز هذه الجهود دور الجامعة كمؤسسة رائدة إقليميًا في مجال التعليم العالي؟

تُعدّ الحوكمة القوية والاستدامة طويلة الأمد أساس نجاح أي مؤسسة، إذ تضمن اتخاذ قرارات استراتيجية ومرنة ومصممة لتحقيق الأثر المطلوب. وقد عزز مجلس أمناء الجامعة هذه المبادئ من خلال تحسينات تعزز الشفافية والكفاءة والقيادة الاستشرافية. وبوجود إطار مؤسسي قوي، يمكننا التركيز على ما هو مهم حقًا: إعداد الطلاب للمستقبل. وإعداد الطلاب للمستقبل يعني تجاوز التفوق الأكاديمي.

الشهادة الجامعية وحدها لا تكفي. يجب على الجامعات أن تزوّد ​​الطلاب بالمهارات والقدرة على التكيف وعقلية النجاح في سوق عمل متغيرة. ولذلك، توائم الجامعة الأميركية في الشارقة برامجها مع متطلبات القطاعات، وتدمج التعلم التجريبي وتعزز التفكير الريادي وتوسع فرص البحث متعدد التخصصات. خريجونا لا يتخرجون بالمعرفة فحسب، بل يتخرجون أيضًا بالقدرة على تشكيل القطاعات وإعادة تعريف القيادة.

وأثر هذه المبادرات واضح. فنحن نساهم في بناء الجيل القادم من المبتكرين وصنّاع الحلول والتغيير. ويتجاوز دورنا التعليم، فنحن نبني مؤسسة تسهم في دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ليس في دولة الإمارات فحسب، بل عالميًا.

اقرأ أيضاً: تحقيق المساواة بين الجنسين في مصر ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي

كيف يعزز التعاون الدولي فرص الطلاب وأعضاء الكليات، وخاصةً النساء الساعيات إلى دخول مسارات مهنية في البحث وريادة الأعمال؟

يوسّع التعاون الدولي آفاق الإمكانيات، إذ يربط الطلاب وأعضاء الكليات بشبكات عالمية ويدعم التقدم البحثي ويساهم في النمو المهني. في الجامعة الأميركية في الشارقة، لا ننتظر الفرص فحسب، بل نبنيها. تضمن شراكاتنا أن مواهب الجامعة لا تقتصر على مشاركتها في الحوارات العالمية، بل تقودها أيضًا. من خلال اتفاقيات التبادل مع جامعات رائدة – بما في ذلك جامعة ألبرتا وجامعة ماكماستر وجامعة إيواف في البندقية، وجامعة كارلوس الثالث في مدريد – يكتسب طلابنا وأعضاء الكليات تجارب غامرة في بيئات أكاديمية متنوعة.

تمنح البرامج الأكاديمية المتسارعة بصيغة 4+1 مع جامعة إدنبرة وجامعة تكساس في دالاس طلاب الجامعة الأميركية في الشارقة ميزةً فريدةً في سوق العمل التنافسي. وإلى جانب هذه الاتفاقيات، تلعب الجامعة الأميركية في الشارقة دورًا فاعلًا في الشبكات الأكاديمية الدولية، مثل الاتحاد العربي لمراكز التعليم والتعلم واتحاد أميركا الدولي للمكتبات الاكاديمية. وتدفع هذه الشراكات عجلة الابتكار في التدريس والبحث والتعاون، مما يعزز مكانة الجامعة الأميركية في الشارقة كجامعة رائدة عالميًا في مجال التعليم العالي.

بالنسبة للنساء في المجال الأكاديمي وريادة الأعمال، تُتيح الشبكات الدولية أكثر من مجرد فرصة للظهور، بل تُتيح لهن الوصول إلى فرص جديدة. فالتوجيه والبحوث عالية التأثير وفرص القيادة العابرة للحدود تُحدث تغييرًا حقيقيًا. ومن خلال دمج الباحثات والمتخصصات في هذه البيئات العالمية، تضمن الجامعة الأميركية في الشارقة الاعتراف بمساهماتهن وتقديرها ورفع مستواها محليًا ودوليًا.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.