بينما يستمتع معظم الناس بأربعة مواسم في السنة، يتسبب الاستخراج المفرط للمياه الجوفية في حدوث تحول في محور الأرض، مما قد يؤدي إلى موسم واحد على مدار العام، باستثناء أولئك الذين يعيشون بالقرب من القطبين. يساهم هذا التحول في المحور، إلى جانب ارتفاع مستويات سطح البحر الناجم عن نضوب المياه الجوفية، في تصعيد أنماط الطقس الكارثية.
على عكس الكواكب مثل عطارد والزهرة والمشتري، التي تكون محاورها عمودية تقريبًا، فإن ميل الأرض أو انحرافها يبلغ حوالي 23.5 درجة. يسمح هذا الميل للشمس أن تشرق بزوايا مختلفة على خطوط العرض المختلفة على مدار العام، مما يؤدي إلى المواسم الأربعة. تدور الأرض على محور بين الشمال والجنوب بسرعة تقارب 1,609 كيلومترات في الساعة.
اقرأ أيضاً: أدنوك وطاقة يستعدّان لتطوير مشروع للمياه ضخم بتكلفة 2.4 مليار دولار في الإمارات
للتوضيح، إن تقليل خزانات المياه الجوفية ليس العامل الوحيد الذي يساهم في تحول الأرض في المحور. يمكن أن تتسبب عوامل أخرى مثل تيارات المحيطات، واحتباس المياه في الخزانات من صنع الإنسان، وذوبان الأنهار الجليدية أيضًا في نقل توزيع الكتلة على الأرض، مما يؤدي إلى انجراف خفيف في محورها بسبب طبيعتها الدورية.
ومع ذلك، ما لم نوقف الاستخراج المفرط للمياه الجوفية، فقد نخسر موسمًا في النهاية، مما يقلل مواسمنا الأربعة الحالية إلى ثلاثة أو حتى واحد فقط.
مصادر المياه الجوفية
وتخزن المياه الجوفية، وهي مصدر هام لمياه الشرب وري المحاصيل، في خزانات صخرية تسمى مستودعات المياه الجوفية، ويقدر أنها تحتوي على مياه تزيد ألف مرة عن جميع الأنهار والبحيرات السطحية في العالم.
تظهر البيانات أنه خلال الفترة الممتدة من 1993 إلى 2010، أدى أكثر من ألفين و150 غيغا طن من المياه الجوفية المستخرجة، والتي تتدفق في النهاية إلى المحيطات، إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 6,24 مل. خلال الأعوام 2006 و2015، ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بنحو 3.6 ملم سنويًا.
وفقًا لمسح أجرته الحكومة الأميركية، هناك حوالي مليونين و340 ألف كم مربع من المياه الجوفية في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل 1,69 في المئة من إجمالي مياه الأرض. ويوجد حوالي 30 في المئة من المياه العذبة على الأرض في شكل مياه جوفية.
على الرغم من أن ضخ المياه الجوفية يمكن أن يدعم المناطق ذات الأمطار القليلة أو التي تعاني من الجفاف بسبب تغير المناخ، إلا أن احتياطيات المياه الجوفية هذه محدودة ويصعب تجديدها بمجرد استخراجها.
محور الاضطرابات
كشفت دراسة حديثة أن أكثر من عقد من الاستخراج المستمر للمياه الجوفية تسبب في تحول في محور دوران الأرض، مما جعله يميل نحو الشرق بمعدل 4.3 سم تقريبًا سنويًا.
وفقًا لـ كي وون سيو، مؤلف الدراسة وأستاذ في قسم تعليم علوم الأرض في جامعة سيول الوطنية، كوريا الجنوبية، “توضح دراستنا أنه من بين العوامل المتعلقة بالمناخ، فإن إعادة توزيع المياه الجوفية لها الأثر الأكبر على انجراف القطب الدوراني”.
تشير نماذج الدراسة إلى أن إعادة توزيع المياه الجوفية قد مالت محور دوران الأرض شرقًا بأكثر من 78.7 سم في أقل من عقدين.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير المرتبطة بالطاقة.