انطلقت أمس “القمة العالمية للحكومات 2022” تحت شعار “تشكيل حكومات المستقبل” في ختام تاريخي لـ”إكسبو 2020 دبي”، والتي تعتبر التجمع الأكبر من نوعه للقادة والوزراء والعقول والمختصين والأجندة الدولية الأهم من حيث بحث الآمال والطموحات البشرية. وتأتي القمة في ظل متغيرات ما بعد جائحة كورونا، وتشكل محفلاً عالمياً يعكس المكانة الاستثنائية لدولة الإمارات وسط مشاركة قياسية.
فأكثر من 4 الاف شخصية من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية ونخبة الخبراء ومستشرفي المستقبل، ورواد الأعمال وقادة القطاع الخاص، شاركوا في القمة التي حضر العديد من جلساتها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك لاستشراف مستقبل الحكومات وتصميم المسارات وابتكار الحلول التي تخدم الإنسانية.
القرقاوي: الاقتصاد الرقمي تضاعف 8 مرات في آخر عامين
في كلمة افتتاحية له، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات محمد بن عبدالله القرقاوي أن القمة تهدف إلى تقريب المسافة بين الحكومات والمستقبل عبر استشراف أهم التطورات اقتصادياً وعلمياً وتقنياً وسياسياً، ما يترجم رؤيتها ورسالتها وتوجهاتها بأن الاستعداد للمستقبل يجعل الحكومات جزءاً من صناعته.
ولفت إلى أن ما حدث في السنوات العشر الماضية من تطورات علمية واقتصادية واجتماعية وتقنية يفوق ما حدث في مئة سنة مضت، وما حدث في آخر عامين يفوق ما حدث في السنوات العشر التي سبقتهما، والقادم سيكون أسرع بكثير .
وأضاف “أن الاقتصاد الرقمي تضاعف 8 مرات في آخر عامين، ليصل إلى 4 تريليونات دولار، كما تضاعف التعليم عن بُعد 11 مرة في آخر عامين، وزاد التطبيب عن بُعد بنسبة 154 في المئة، فيما سيبلغ حجم السوق الخاص به 400 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وستتضاعف أعداد الأجهزة المتصلة بالإنترنت من 26 مليار جهاز بنهاية العقد الماضي إلى خمسين مليار جهاز في عامين فقط”.
وأكد أن القمة تسعى لتوضيح الصورة وإبراز الفرص وكشف التحديات التي يحملها المستقبل في موضوعات أمن الطاقة، ومستقبل التغيرات المناخية، والتطوير الحكومي، والثورة الجديدة في العملات المشفرة ودور المصارف المركزية.
جورجييفا: الصندوق لن يقوم بتعليق عضوية روسيا
ويستعرض “إيكونومي ميدل إيست” بعض جلسات الأمس. ففي جلسة رئيسية بعنوان “حوار مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي” من ضمن فعاليات اليوم الأول، وبحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحدثت المديرة العامة للصندوق كريستالينا جورجييفا، عن أبرز المستجدات العالمية من ضمنها الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، والتعافي من “كوفيد- 19″، وديون الدول الفقيرة.
وقالت جورجييفا إن التبعات الاقتصادية للأزمة بين روسيا وأوكرانيا ستمتد إلى أنحاء مختلفة من العالم الذي ما زال يتعافى من آثار جائحة كوفيد – 19، وكشفت أن صندوق النقد الدولي، ومنذ اليوم الأول أسّس غرفة أزمة تتيح له سرعة التصرف حيال التطورات، مشيرة إلى أن الصندوق “لن يقوم بتعليق عضوية روسيا”، قائلة: “هذا قرار كبير لن يتم اتخاذه في المرحلة الحالية … هناك حاجة لاستمرار الحوار من أجل انتهاء الحرب”.
وقالت إنه مع بدء التعافي من كوفيد 19 كانت الآمال معقودة على زيادة النمو والتحكم بالتضخم ولكن ما يحدث هو العكس تماماً حيث يتراجع النمو العالمي بسبب الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن الصندوق يعدل سياساته حسب المتغيرات، فبعد ما شهده شهر أكتوبر الماضي من انقطاعات في سلاسل التوريد، قدّم المصرف نصائح بالحذر في الشروط النقدية للإقراض.
ورداً على سؤال في ما إذا كان يجب شطب ديون الدول الفقيرة، أجابت جورجييفا: “بالنسبة لبعض الدول يجب القيام بإعادة هيكلة عميقة، ولكن دولاً أخرى قد تحتاج لإعادة تحديد سمات الدين وإطالة أمد السداد، والأولوية الآن لتحديد الدول التي لديها مخاطر.”
تسريع التعافي الاقتصادي العالمي
كما شهدت القمة نقاشاً موسعاً في محور “تسريع التعافي الاقتصادي العالمي” اعتبر خلالها المدير العام لمنظمة التجارة العالمية الأسبق روبيرتو أزيفيدو أن “الوضع تحسن الآن مقارنة ببداية أزمة كوفيد 19، لكن على العالم إعادة صياغة الخارطة الاقتصادية، على صعيد الموارد الداخلية، والعلاقات مع الموردين الخارجيين، وغير ذلك، خصوصاً، مع ضغوط الأسعار، وربما نحتاج إلى عامين على الأقل للتعافي من الوضع الحالي”.
المصارف المركزية ومستقبل العملات الرقمية
وعقدت جلستان حول “المصارف المركزية ومستقبل العملات الرقمية” و”التحديات في فضاء التمويل اللامركزي”، أكد فيهما المشاركون الحاجة إلى إيجاد حلول وسط تسمح بنمو العملات الرقمية على الرغم من القيود القائمة على صعيد الهياكل القانونية التي لم تواكب بعد سرعة التطور التكنولوجي، مشددين على أن العملات الرقمية هي وسيلة مثالية للتصدي للجرائم بحكم القدرة على متابعة تداولاتها.
نحو الاندماج الأكبر.. التكنولوجيا والحكومات
وشدّد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “IBM” العالمية العملاقة المتخصصة في صناعات التكنولوجيا، أرفيند كريشنا، في جلسة بعنوان “نحو الاندماج الأكبر.. التكنولوجيا والحكومات” على ضرورة أن تستعين الحكومات بالتكنولوجيا المتطورة وحلول الجيل الرابع لتطوير أعمالها، متوقعاً أن تصل مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي إلى 10 تريليون دولار خلال العقد المقبل.