بفضل أهدافها الطموحة ومبادراتها الرائدة، اكتسبت برامج الفضاء الإماراتية اعترافًا دوليًا كبيرًا. تجسد هذه المشاريع الحديثة تفاني الإمارات العربية المتحدة الثابت في دعم استكشاف الفضاء وتعزيز نظرتها الحكيمة. فيما بلي على لمحة عامة موجزة عن أبرز برامج الفضاء الإماراتية.
الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030
منذ إطلاقها في مارس/آذار 2019، لعبت الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030 دورًا محوريًا في تعزيز إطار صناعة الفضاء في البلاد. وتعمل هذه الاستراتيجية الشاملة كمخطط توجيهي يحدد الأنشطة والمبادرات الرئيسية التي يتعين الاضطلاع بها في كل من القطاعين العام والخاص.
في طليعة هذا المسعى وكالة الإمارات للفضاء، التي تقود الطريق في قيادة هذه الجهود. تعمل وكالة الفضاء جنبًا إلى جنب مع الشركاء الاستراتيجيين، وتتعاون مع أكثر من 20 وكالة دولية ومراكز فضائية لدعم الإمارات في تحقيق أهدافها الطموحة في مجال استكشاف الفضاء.
مشروع الإمارات لاستكشاف “حزام الكويكبات“
بدأ برنامج الإمارات الفضائي البارز، المعروف باسم مشروع استكشاف حزام الكويكبات، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال حفل أقيم في قصر الوطن.
بعد ذلك، أعلن مسؤولو وكالة الإمارات للفضاء في مؤتمر صحفي في دبي أنه من المقرر أن تقوم مركبة الفضاء التي سمّيت “MBR Explorer” بمرحلتها الفضائية في مارس/آذار 2028.
والجدير بالذكر أن هذه المهمة الرائدة ستكون أول جولة وهبوط لكويكبات متعددة في العالم، مع التركيز على استكشاف حزام الكويكبات الرئيسي الواقع بين المريخ والمشتري.
قدم محسن العوضي، مدير مشروع مهمة الإمارات لاستكشاف الكويكبات، مؤخرًا تفاصيل أساسية. وأكد أن الجدول الزمني للبعثة يمتد لأكثر من 13 عامًا، مع ست سنوات مخصصة للتنمية وسبع سنوات مخصصة للاستكشاف.
علاوة على ذلك، يمتد مسار MBR Explorer لمسافة تبلغ 5 مليارات كيلومتر في الفضاء السحيق. خلال رحلته، سيحلق MBR Explorer بجانب الأرض والمريخ وستة من الكويكبات، لببلغ ذروته في الهبوط المخطط له على الكويكب الأخير بحلول العام 2034.
اقرأ أيضاً: المستكشف راشد يُكمل شهرًا في الفضاء
برنامج الإمارات لرواد الفضاء
تم إطلاق هذا البرنامج الفضائي الإماراتي في العام 2017، ويهدف إلى تدريب وإعداد فريق من الإماراتيين لمختلف المهام العلمية في الفضاء.
يتمثل أحد الجوانب الرئيسية لهذه المبادرة في تركيزها على إشراك شباب الأمة، وتعزيز اهتمامهم بمواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. في الوقت نفسه، تعمل المبادرة على تعزيز ثقافة البحث والابتكار والاستكشاف.
كمشروع رائد في المنطقة العربية، حقق البرنامج أول إنجاز رئيسي له. وتمثل أحد الإنجازات الرائعة في الرحلة الاستكشافية الناجحة التي استمرت ثمانية أيام إلى محطة الفضاء الدولية والتي قام بها هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي الرائد.
وقد أمكن القيام بهذه المهمة من خلال اتفاق تعاوني بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الروسية، روسكوزموس. علاوة على ذلك، لعبت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية دورًا أساسيًا في توفير الدعم المالي لمتطلبات البرنامج.
المريخ 2117
مع جدول زمني محدد لمدة قرن تقريبًا، يتم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون مع مؤسسات الفضاء الدولية الرائدة. وبالتالي، تجد استراتيجية المريخ 2117 نفسها جزءًا لا يتجزأ من برنامج الفضاء الشامل للإمارات العربية المتحدة.
يمتد هذا المشروع الطموح على مدى قرن تقريبًا، ويتم تنفيذه بالتعاون مع مؤسسات فضائية دولية رائدة. وتم دمج استراتيجية المريخ 2117 ضمن برنامج الإمارات الوطني للفضاء، مما يؤكد على تفاني الأمة في دفع حدود استكشاف الفضاء إلى أبعد المستويات.
مدينة المريخ العلمية
بالإضافة إلى ذلك، تخطط الإمارات لبناء مجمع بناء يسمى مدينة المريخ العلمية. سيضم هذا المرفق المبتكر مختبرات مخصصة للبحوث حول الغذاء والطاقة والمياه والاختبارات الزراعية ودراسات الأمن الغذائي المستقبلية.
وتعزيزاً لقدراتها، ستدمج مدينة المريخ العلمية إعدادات مختبرية مخصصة. ستحاكي هذه المختبرات التضاريس الصعبة والظروف القاسية الموجودة على الكوكب الأحمر، باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المتقدمة وتتضمن تدابير عزل الحرارة والإشعاع.
وسيقيم فريق مختار بعناية من العلماء ورواد الفضاء داخل هذه البيئة المحاكاة لمدة عام واحد، وينغمسون تمامًا في هذا المكان الذي يشبه المريخ.
مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات 2028
يمثل هذا البرنامج الفضائي المقرر إطلاقه في العام 2028 فصلاً جديدًا ضمن المساعي الإماراتية الطموحة استكشاف الفضاء.
من خلال الاعتماد على المعرفة العميقة والخبرة المكتسبة من مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، يعرض هذا البرنامج أيضًا مشاركة كبيرة من الشركات الخاصة في الإمارات.
على مدار خمس سنوات، ستشرع المركبة الفضائية في مسار شاسع يمتد على مسافة رائعة تبلغ 3.6 مليار كيلومتر. ومن المتوقع أن يحدث أول اقتراب من كوكب الزهرة في منتصف العام 2028.
بعد ذلك، في منتصف العام 2029، ستمر البعثة بالقرب من الأرض. ومن المتوقع أن يكون المعلم الذي طال انتظاره في المواجهة الأولية للمركبة الفضائية مع جسم من حزام الكويكبات الرئيسي في عام 2030.
واستمرارًا لرحلتها، ستستكشف المركبة الفضائية ما مجموعه سبعة كويكبات حزام رئيسية. أخيرًا، في العام 2033، تسعى المهمة إلى تحقيق هدفها النهائي. ويتحقق ذلك من خلال الهبوط على كويكب يقع على بعد 560 مليون كيلومتر تقريبًا من الأرض.
سيحفر هذا الإنجاز التاريخي اسم الإمارات باعتبارها رابع دولة في التاريخ تهبط بنجاح بمركبة فضائية على كويكب.
كلمة أخيرة
تجسد برامج الفضاء الإماراتية روحًا رائدة ورؤية طموحة، مما يدل على التزام الأمة الثابت بدفع التقدم وتوسيع فهمنا للكون.
علاوة على ذلك، تدفع هذه المساعي رحلتنا الجماعية من حيث النوع والحضارة، وتدفع حدود الاستكشاف إلى ما وراء عالمنا.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير التقنية.