شهدت أسعار النفط تراجعًا اليوم الجمعة، مسجلة أسبوعًا باهتًا بعد قرار أوبك+ بتمديد تخفيضات الإمدادات الحالية حتى العام 2025. أدى هذا القرار إلى زيادة المخاوف بشأن تراجع الطلب، حيث تفاقم الأداء الضعيف هذا الأسبوع بفضل بيانات المخزون الأميركية المتباينة، مما زاد من القلق مع اقتراب موسم الشتاء. ومع ذلك، حافظ التجار على درجة من المخاطر في السوق بسبب التوترات المستمرة بين إسرائيل ولبنان، حتى بعد وقف إطلاق النار الأخير.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت لشهر فبراير/شباط بنسبة 0.4 في المئة لتصل إلى 71.80 دولارًا للبرميل، في حين تقلصت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنفس النسبة، لتبلغ 67.67 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 20:57 بالتوقيت الشرقي (01:57 بتوقيت جرينتش). وكان كلا العقدين في طريقهما لإنهاء الأسبوع بتغيرات طفيفة.
قرار أوبك+ بتمديد تخفيضات الإمدادات
خلال اجتماع يوم الخميس، وافقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك+) وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، على تمديد تخفيضات الإمدادات حتى أبريل/نيسان 2025. تخطط الكارتل لزيادة الإنتاج تدريجيًا بدءًا من أبريل مع الإبقاء على تخفيضات الإمدادات حتى نهاية العام 2026.
في البداية، كانت أوبك+ تعتزم زيادة الإنتاج في أكتوبر 2024، لكن هذه الخطة تأخرت بسبب تراجع أسعار النفط نتيجة ضعف الطلب، خصوصًا من الصين، أكبر مستورد. كما قامت الكارتل بمراجعة توقعاتها لنمو الطلب للعامين 2024 و2025 بشكل متكرر نحو الأسفل.
على الرغم من أن هذا القرار يشير إلى تشديد توقعات سوق النفط للعام 2025، إلا أنه أثار قلق المتداولين بشأن تراجع الطلب. تمثل أوبك+ حوالي نصف إمدادات النفط العالمية، لكنها تواجه منافسة متزايدة من الإنتاج غير العضو، وخاصة من الولايات المتحدة.
إنتاج النفط الأميركي والمنافسة المتزايدة
ظل إنتاج النفط الأميركي قريبًا من مستويات قياسية، حيث يحوم حول 13 مليون برميل يوميًا، ومن المتوقع أن يزداد أكثر مع الإدارة القادمة للرئيس دونالد ترامب. أشار ترامب إلى خطط لفرض رسوم جمركية على الصين، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد ويزيد من تراجع الطلب على النفط. بالإضافة إلى ذلك، أشار المحللون في ANZ إلى أن زيادة اعتماد السيارات الكهربائية في الصين تضغط أيضًا على الطلب على الوقود.
السوق تستعد لبيانات اقتصادية مهمة
يمارس تجار النفط الحذر ويمتنعون عن القيام باستثمارات كبيرة قبل صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية. اليوم الجمعة، من المتوقع أن تؤثر بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية على توقعات أسعار الفائدة.
الأسبوع المقبل، سيتم إصدار أرقام التضخم والتجارة الصينية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، بالإضافة إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، والذي من المتوقع أن يوفر مزيدًا من الأفكار حول أكبر مستورد للنفط في العالم. كما ستصدر بيانات التضخم الأميركية خلال الأسبوع.
مخزونات النفط الأميركية
أشارت البيانات الأخيرة إلى تراجع مخزونات النفط الأميركية بمقدار 5.07 مليون برميل أكبر من المتوقع في الأسبوع الأخير من نوفمبر/تشرين الثاني. ومع ذلك، زادت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، مما يشير إلى أن الطلب الإجمالي على الوقود لا يزال ينخفض في أكبر مستهلك للوقود في العالم. من المتوقع أن يرتفع الطلب على وقود التدفئة خلال أشهر الشتاء، لكن انخفاض نشاط السفر قد يؤثر سلبًا على الطلب العام على النفط.
تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الأربعاء بعد ارتفاع كبير في الجلسة السابقة، التي غذتها تحذيرات إسرائيل من عمل عسكري محتمل ضد لبنان في حال انهيار وقف إطلاق النار. واجه هذا الزخم التصاعدي عقبات بسبب تقارير الصناعة التي كشفت عن ارتفاع غير متوقع في مخزونات النفط الأميركية، مما أبقى معنويات السوق متوترة قبل اجتماع أوبك+.
وكان أفاد معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الأميركية ارتفعت بمقدار 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، على عكس التوقعات بانخفاض قدره 2.1 مليون برميل. أثارت هذه الزيادة غير المتوقعة مخاوف بشأن ضعف الطلب في أكبر مستهلك للوقود في العالم، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء. غالبًا ما تسبق بيانات المعهد تقارير الجرد الحكومية المماثلة، والتي كانت متوقعة في وقت لاحق.
وكشفت بيانات حكومية سابقة عن انخفاض في مخزونات النفط الأميركية بمقدار 1.8 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، في حين ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 3.3 مليون برميل، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من الزيادات الكبيرة، إلى جانب ارتفاع مخزونات نواتج التقطير. أدت هذه الزيادة في المخزون إلى تفاقم المخاوف بشأن تباطؤ الطلب المحتمل في الولايات المتحدة، خاصة مع انخفاض السفر خلال فصل الشتاء.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.