تدرك الشركات المزودة لخدمات الاتصالات أنه لا يمكن التنبؤ بحركة البيانات على الشبكة بسبب طبيعتها المتغيرة والمتوسعة لهذه البيانات، الأمر الذي يصعب من عملية تقديم الخدمات المتسقة التي يتوقعها العملاء. ومع ذلك، يُمكن لتقنية الجيل الخامس (5G) تغيير هذا الأمر من خلال الجمع بين التغطية الواسعة لشبكات الاتصالات العامة والخصائص التي تمتاز بها شبكة الجيل الخامس (5G) الخاصة.
وتتوفر هذه الفوائد من خلال آلية تقسيم الشبكة التي تعمل على تقسيم وتوفير مجموعة متنوعة من الشبكات الافتراضية ضمن بنية تحتية مادية واحدة، الأمر الذي يتيح للشركات المزودة للخدمات تحسين حركة مرور البيانات لحالات استخدام محددة، بما يشمل الحالات التي تتطلب موثوقية عالية أو زمن انتقال منخفض أو تحتاج لمستويات أمنية خاصة.
الأدوات المناسبة تساهم في تحقيق عائدات أكبر على استثمارات البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس (5G)
يتيح تقسيم الشبكات للشركات المزودة لخدمات الاتصالات تقديم خدمات متميزة ومتنوعة للعملاء من الشركات والمستخدمين الأفراد. ومع ذلك، يتعين على الشركات المزودة لخدمات الاتصالات تطوير أدوات توفر رؤية شاملة وغير مسبوقة للشبكة لجعل هذا الأمر حقيقة واقعة.
تشير دراسة خاصة بعنوان “تقسيم الشبكة: سبل الوصول إلى السوق للحصول على إمكانات عالية الإيرادات” أن تقسيم الشبكة يمكن أن يحقق إيرادات تصل إلى 200 مليار دولار للشركات المزودة لخدمات الاتصالات بحلول عام 2030. ويمكن للشركات المزودة لخدمات الاتصالات التي تمتلك شبكات جيل خامس أساسية تقديم مستويات خدمة متخصصة للعملاء من المؤسسات والمشتركين الأفراد لتعويض الاستثمارات التي ضختها هذه الشركات في البنية التحتية ولتوليد تدفقات إيرادات إضافية. ويمكن أن تتيح هذه الإيرادات المتزايدة للشركات المزودة لخدمات الاتصالات الحد من التكاليف الكبيرة المرتبطة بإنشاء شبكات الجيل الخامس (5G).
وإذا ما أرادت الشركات المزودة لخدمات الاتصالات النجاح في تقديم خدمات مخصصة، فيتيعن عليها أن تكون قادرة أيضاً على ضمان هذه العروض الجديدة مع الحفاظ على مستوى الخدمة المتميز الذي اعتاد عليه العملاء. وستحتاج الشركات المزودة لخدمات الاتصالات إلى أدوات توفر رؤية شاملة للشبكة للتعامل مع التعقيدات المتزايدة للشبكة والانتقال أيضاً من وظائف ومميزات شبكة الجيل الرابع (4G) إلى شبكة الجيل الخامس (5G). وإن النهج المثالي الذي يمكن أن تعتمده الشركات التي تتطلع لتعزيز خدماتها ورفدها بهذه القدرات الجديدة هو التأكيد على اعتماد “أنظمة الملاحظة” من البداية، وليس اعتمادها لاحقاً لتلبية حاجة الأعمال، حيث يتعين على “أنظمة الملاحظة” قياس المعايير الحيوية لاتفاقية مستوى الخدمة (SLA)، مثل زمن التأخير في الشبكة والتطبيقات، والوصلة الصاعدة/الهابطة. كما يجب أتمتة آلية التعامل مع انقطاع الخدمة باستخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحديد نقاط المشاكل، وتوجيه الاستجابة، والتعامل تلقائيًا مع الانقطاع الروتيني للخدمة في الشبكة.
أقرأ المزيد: تزايد اشتراكات شبكات الـ 5G في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 30%
تقسيم عروض الخدمة الجديدة لصالح العملاء من الشركات والمشتركين الأفراد
يتيح تقسيم الشركة للشركات المزودة لخدمات الاتصالات أعلى مستويات المرونة عند تخصيص موارد الشبكة، الأمر الذي يسمح للشركات المشغلة للخدمات التعامل مع الفعاليات والأحداث الكبيرة قصيرة الأمد مثل الحفلات الموسيقية أو البطولات الرياضية. ويتم ذلك من خلال التخصيص المؤقت لموارد الشبكة المطلوبة لضمان تنظيم سلس للمضيفين والمشاركين والمشاهدين، ثم إزالة التقسيم بمجرد انتهاء الحدث. وتمتد فوائد تقسيم الشبكة إلى ما هو أبعد من استضافة الفعاليات الخاصة بقطاع الترفيه لتشمل حالات استخدام مختلفة للشركات والمؤسسات.
يمكن لقسم محدد وموثوق من الشبكة أن يوفر الدعم للأجهزة الروبوتية في صناعات متقدمة مثل التصنيع والطب، حيث يتواجد مشغل خدمات الاتصالات والأجهزة الروبوتية في مواقع منفصلة. بالإضافة إلى ذلك، يتيح تقسيم الشبكة أيضًا اتفاقيات متخصصة لقياس مستوى الخدمة، الأمر الذي يسمح للشركات المشغلة للخدمات تزويد عملائها من الشركات بعمليات وخدمات أمن وأتمتة خاصة.
كما يعتبر تقسيم الشبكة مثالياً للمؤسسات التي ترغب بتطوير إجراءات مؤتمتة آمنة لتوفير التكنولوجيا والعمليات التشغيلية للعملاء بشكل أسرع وأكثر أمانًا.
أهمية التمتع برؤية شاملة وواضحة لحركة البيانات عبر مختلف أقسام الشبكة
إذا ما أرادت الشركات المزودة لخدمات الاتصالات التألق والتميز كشركات عالمية مزودة لخدمات الجيل الخامس التي تمتاز بالسلاسة والموثوقية، فإنها يجب أن تتمتع برؤية شاملة وواضحة لحركة البيانات عبر جميع الشبكات التابعة لها، وهذا يشمل أقسام الشبكة المختلفة. كما نعلم جميعاً، فإن قدرات ومميزات شبكة الجيل الخامس (5G) تختلف اختلاقاً جوهرياً عن شبكة الجيل الرابع (4G). لذلك، فإن الانتقال من العمل من شبكة الجيل الرابع إلى شبكة الجيل الخامس لا يؤدي إلى زيادة حجم الشبكة فحسب، بل يعزز أيضاً من مستوى تعقيدها.