قفزت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الإثنين عقب الإعلان المفاجئ من لاعبي “أوبك+” الرئيسيين عن خفض طوعي في إنتاج الخام بأكثر من مليون برميل يومياً اعتباراً من أول مايو/أيار وحتى نهاية العام.
وخلال الدقائق الأولى من تعاملات بداية الأسبوع الأول من أبريل/نيسان، قفزت أسعار النفط بأكثر من 7 في المئة قبل أن تقلص من مكاسبها لتصل نسبة المكاسب إلى 5 في المئة تقريباً، ليتداول خام غرب تكساس الأميركي عند مستوى 79.8 دولار اًللبرميل، فيما بلغت أسعار خام برنت مستوى 84 دولاراً للبرميل.
وبينما كانت الأسواق تترقب تراجع الأسعار مع الاقتراب من توقيع اتفاق يعيد نفط كردستان العراق إلى الأسواق بعد انقطاعه لنحو أسبوع جاء قرار خفض الإنتاج ليغير مسار التوقعات.
وأصدر المنتجون الرئيسيون للنفط في تحالف “أوبك+”، مساء الأحد بيانات متزامنة ومستقلة تتضمن الإعلان عن خفض طوعي للإنتاج، تضمنت إعلان المملكة العربية السعودية – اللاعب الأكبر في التحالف – عن خفض طوعي في إنتاجها من النفط بمقدار 500 ألف برميل يومياً، ابتداءً من شهر مايو/أيار وحتى نهاية 2023، بالتنسيق مع عددٍ من الدول في “أوبك+”، بحسب مصدر في وزارة الطاقة السعودية.
وهي خطوة اعتبرت “إجراءً احترازياً” لتحقيق “الاستقرار والتوازن” في أسواق الخام بحسب وكالة الانباء السعودية نقلاً عن المصدر المسؤول في وزارة الطاقة السعودية.
إقرأ أيضاً: النفط يحقق مكاسب لليوم الثالث على التوالي
وفي التفاصيل، قررت السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والجزائر بشكل منسق خفض إنتاجها اليومي بإجمالي أكثر من مليون برميل يوميا، بدءا من مايو/أيار المقبل حتى نهاية العام الجاري.
إذ ستخفض السعودية 500 ألف برميل يوميا والعراق 211 ألف برميل، والإمارات 144 ألف برميل، والكويت 128 ألف برميل والجزائر 48 ألف برميل وسلطنة عمان 48 ألف برميل، على ما أعلنت كل دولة.
وبالمثل، أعلنت روسيا المنضوية في تحالف “أوبك+” أنها ستمدد خفض إنتاجها من النفط الخام بواقع 500 الف برميل يوميا حتى نهاية العام 2023، مشيرة إلى “إجراء مسؤول ووقائي”.
وهو أكبر خفض للإنتاج منذ قرار منظمة الدول المصدّرة للنفط وشركائها في أكتوبر/تشرين الاول 2022 بخفض مليوني برميل يومياً.
ويأتي هذا الخفض رغم مخاوف من أنّه قد يؤدي إلى زيادة التضخم ودفع المصارف المركزية إلى رفع أسعار الفائدة أكثر.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) عن وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي قوله إن “هذا الخفض الطوعي هو إجراء احترازي يتم لتحقيق التوازن في سوق النفط”.
وجاء القرار عشية اجتماع لجنة المراقبة الوزارية لـ”أوبك+” اليوم الاثنين عبر تقنيات الاتصال المرئي، بحسب ما جاء في البيان الإماراتي.
جاء الإعلان المفاجئ عن الخفض في إنتاج النفط، رغم دعوات الولايات المتحدة المتكررة لزيادة الإنتاج، خصوصا مع زيادة الاستهلاك وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل في الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم، بعد الإغلاقات المرتبطة بجائحة كوفيد.
وكانت أسواق النفط شهدت ارتفاعات قوية خلال الأسبوع الماضي بسبب توقف صادرات نفط كردستان العراق في ضوء حكم دولي يمنع تركيا من تلقي صادرات نفط الإقليم دون موافقة الحكومة العراقية، وهو ما يتم تسويته حالياً بين كافة الأطراف، حيث قالت حكومة إقليم كردستان العراقية، شبه المستقلة، إنها توصلت إلى اتفاق مع الحكومة الفدرالية لاستئناف صادرات النفط عبر ميناء جيهان التركي هذا الأسبوع.
أنقر هنا لمتابعة المزيد حول أخبار الطاقة.