بعد حوالي شهرين من المحادثات والخلافات، توصلت دول الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على سقف “ديناميكي” لأسعار الغاز. وهو ما وصفته موسكو بانه إجراء “غير مقبول”.
وكانت العديد من دول الاتحاد الأوروبي دعت الى اتخاذ إجراءات مشددة لكبح الأسعار بعد وصول أسعار الجملة للغاز الطبيعي إلى ذروتها في أغسطس/آب الماضي نتيجة تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية.
لكن هذه المسألة أثارت الكثير من الانقسامات بين دول التكتل. ففيما سعى بعضها إلى خفض فوري لأسعار الغاز التي ارتفعت بعد بدء الحرب الروسية – الأوكرانية عبر تحديد سقف لأسعار الغاز المستخدم في توليد الكهرباء، تخوف البعض الآخر بقيادة ألمانيا من أن تحديد سقف متدن لأسعار الغاز من شأنه أن يدفع بإمدادات الغاز الطبيعي نحو أسواق أكثر ربحية في آسيا.
لكن في نهاية المطاف، صوّتت ألمانيا لصالح سقف عند 180 يورو للميغاوات/ ساعة، وهو سقف أدنى بكثير من ذاك الذي كانت المفوضية الأوروبية قد اقترحته.
وسيبدأ تنفيذ الاتفاق في حال تجاوزت أسعار عقود أقرب شهور الاستحقاق في منصة عقود الغاز التي مقرها هولندا (تي.تي. إف) 180 يورو/ميغاوات في الساعة لمدة ثلاثة أيام.
وبحسب وثيقة تم تسريبها، فإن يمكن البدء بتطبيق الحد الأقصى من 15 فبراير/شباط، ولن يتم تطبيقه على الصفقات التي تتم خارج البورصة في البداية.
وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت بادئ الأمر تشغيل آلية تحديد السقف تلقائياً بمجرد تجاوز الأسعار 275 يورو للميغاوات/ ساعة لمدة أسبوعين متتاليين، بشرط أن تكون أعلى بما لا يقل عن 58 يورو من “متوسط السعر المرجعي العالمي” للغاز الطبيعي المسال. لكن شروط المفوضية خفّفت من دون أن تلغى بالكامل.
والإثنين، تم تداول الغاز الطبيعي الذي يتم ضخّه عبر خطوط الأنابيب دون 112 يورو للميغاوات/ ساعة. وفي الصيف، بلغ سعر هذه المادة نحو 340 يورو للميغاوات/ ساعة.
“لقد قمنا بعملنا، وصلنا إلى الصفقة”، قال جوزف سيكيلا، وزير الصناعة في جمهورية التشيك، التي تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحافي. واضاف “أنجزت مهمة أخرى كانت مستحيلة”.
اضاف “ستكون لدى أوروبا حزمة من التدابير لمساعدتها على الاستعداد للشتاء المقبل وحماية المواطنين والشركات من التقلّب الحاد للأسعار”.
وشدد سيكيلا على أن ما تم التوصل إليه ليس سقفاً صارماً، حيث من المحتمل أن تتجاوز الأسعار الحد الأقصى إذا ارتفعت الأسعار في سوق الغاز الطبيعي المسال عن مستوى معين. وأضاف “بعبارة أخرى، هذا ليس سقفاً ثابتاً لكنه ديناميكي”.
وكتبت تيني فان دير سترايتين، وزيرة الطاقة البلجيكية، على “تويتر”: “اليوم، توصلنا إلى اتفاق بشأن مقترح لآلية تصحيح السوق لحماية المواطنين والاقتصاد من أسعار الطاقة المرتفعة بشكل مفرط”.
“منذ البداية كان هناك هدف مشترك: إبقاء الأسعار تحت السيطرة وتأمين التوريد. اليوم ، حققنا هذا الهدف “.
وردت موسكو على ما تم الاتفاق حوله. إذ اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن تحديد سقف لسعر الغاز هو “انتهاك لعملية السوق لتحديد الأسعار”، مضيفا أن “أي إشارة إلى تحديد سقف للأسعار هي أمر غير مقبول”.