رصد جهاز سونار صوت “طرقات” خلال عمليات البحث عن الغواصة السياحية الصغيرة OceanGate’s Titan، التي فقدت قرب حطام سفينة “تايتانيك” في شمال المحيط الأطلسي وعلى متنها خمسة أشخاص، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية اليوم الأربعاء، فيما تتواصل عمليات البحث عن الغواصة المفقودة لليوم الرابع على التوالي، وتجري عملية البحث والإنقاذ بمشاركة وكالات حكومية، وقوات البحرية الأميركية والكندية، وشركات تعمل في أعماق البحار.
وقال خفر السواحل الأميركي إن طائرتين وغواصة وحوامات تحمل معدات مسح بالموجات الصوتية تشارك في عمليات البحث، ومن بين المفقودين على متن الغواصة تيتان الملياردير البريطاني هامش هاردنغ، الذي يقيم منذ سنوات طويلة في دبي.
واختفت الغواصة أثناء نقلها ركابا أثرياء في رحلة إلى حطام السفينة تايتانيك بالمياه العميقة قبالة ساحل كندا.
وأوردت مجلة “رولينغ ستون” أن طائرة “بي 8″ كندية “سمعت أصوات طرقات في هذا القطاع كل ثلاثين دقيقة وبعد أربع ساعات، نشر جهاز سونار إضافي وكانت الطرقات لا تزال تُسمع“، فيما نقلت شبكة “سي أن أن” عن وثيقة داخلية للإدارة الأميركية سماع الطرقات بدون أن توضح متى تم رصدها.
اقرأ أيضاً: القارة المفقودة التي استغرق اكتشافها 375 عامًا
أقل من 30 ساعة
والغواصة تيتان مصممة لتبقى تحت المياه لمدة 96 ساعة، مما يعطي الركاب الخمسة على متنها فترة حتى صباح غد الخميس قبل أن ينفد الهواء بداخلها. وتملك الغواصة حالياً أقل من 30 ساعة من الأكسجين المتبقي. وكان قائد الغواصة وأربعة أشخاص داخلها في وقت مبكر من يوم الأحد عندما فقدت الاتصال بالسفينة الأم على السطح بعد ساعة و45 دقيقة من انطلاقها في رحلة غوص تستغرق ساعتين.
السيناريوهات المحتملة
وتطرق البروفيسور المساعد إريك فوسيل، مدير مركز بناء السفن في “جامعة أديلايد” الأسترالية، إلى السيناريوهات المحتملة لما حدث للغواصة، والأسباب الكامنة وراء اختفائها.
وأشار فوسيل إلى أن فقدان الطاقة في “تيتان يعني فقدان الاتصالات.
وأضاف شارحاً: “بعض الغواصات لديها مصدران للطاقة، الكهرباء وغيرها مثل الهواء المضغوط أو الهيدروليكي، لتشغيل أنظمة السلامة. من غير الواضح ما إذا كانت خيارات دعم الطاقة في حال حدوث عطل، موجودة على تيتان”.
وفي حالة تعرض أي من الدارات الكهربائية القصيرة الموجودة على متن الغواصة لزيادة في تدفق الجهد، فمن المحتمل أن ينشب حريق، مما قد يتسبب في تدمير أنظمة الاتصال بالغواصة وخلق أبخرة سامة للركاب، بحسب فوسيل.
من جهته ذهب البروفيسور ستيفان ويليامز، من المركز الأسترالي للروبوتات بـ”جامعة سيدني”، إلى أن: “الاحتمال الآخر هو أنه قد يكون هناك حريق نجم عن ماس كهربائي. هذا يمكن أن يضر بالأنظمة الإلكترونية للغواصة التي تستخدم للملاحة والتحكم”.
فيما يطرح آخرون احتمال أن تكون التيارات القوية تحت الماء قد دفعت الغواصة إلى مسافة قريبة جدا من “تايتانيك”، بحيث التصقت بها أو تشابكت مع حطامها.
يذكر أن الغواصات تواجه ضغطا متزايدا كلما تعمقت في الغوص، وحتى التسرب الصغير يمكن أن يكون كارثيا في الأعماق الكبيرة.
المواصفات والمزايا
ولا تتوفر معلومات كثيرة عن الغواصة المفقودة التي كانت تقل 3 سياح.
كل المعروف عنها، أن وزنها 11,340 كيلوغراما، وتبدأ رحلتها التي تستمر عادة 8 أيام على الأكثر، من ساحل Newfoundland البعيد بالشرق الكندي 592 كيلومترا عن حطام “تايتانيك” الغارق عند عمق 3800 متر، حيث تدوم كل غطسة كاملة تقوم بها “الغاطسة” لمعاينته 8 ساعات تقريبا، نصفها للنزول والصعود، وفق الوارد بموقع شركة OceanGate المالكة 3 غواصات.
وبحسب السيرة الذاتية للشركة، “فإن تيتان” التي تسَع 5 أشخاص – هم 3 سياح يدفع كل منهم 250 ألف دولار للقيام بالرحلة، إضافة إلى قبطان و”خبير محتوى” مهندس – هي الوحيدة القادرة “غاطستها” بين الغواصات الثلاث، كما في العالم، على النزول إلى ما يكفي لبلوغ رفات أشهر سفينة غارقة في مثواها الأخير بالعالم.
فضلاً عن أنها مزودة بوسائل داعمة للحياة، منها أكسيجين لمدة 96 ساعة، وبإمكانها الوصول الى 4000 متر عمقاً.
دعوى قضائية سابقة؟
وكانت ذكر تقرير صحفي أن OceanGate واجهت دعوى قضائية في العام 2018، بعد أن ادعى موظف سابق اعفائه من الخدمة بعد إثارته لمخاوف بشأن الأعماق التي يمكن للغواصة السفر إليها بأمان.
وفقًا لوثائق المحكمة التي حصلت عليها “ذا نيو ريبابليك”، نشرت المجلة الأميركية عن مزاعم ديفيد لوكريدج، الذي شغل منصب مدير العمليات البحرية في OceanGate، الذي أكد أنه جرى طرده بصورة تعسفية.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار السياحة والسفر.
