“المرأة في الدفاع”، هو عنوان برنامج خصصه معرض الدفاع العالمي الذي أقيم في الرياض هذا الأسبوع، بهدف إبراز الدور المتنامي للمرأة العربية عموماً والخليجية خصوصاً في أماكن ومهن كانت حكراً على الرجال في السابق.
ففي مناسبة اليوم العالمي للمرأة تحت شعار “المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام”، كرّمت المرأة في حدث استثنائي، حيث اجتمع نخبة من القيادات النسائية الملهمة في المجال حول العالم للاحتفال بمشاركتها في صناعة الدفاع والأمن.
هذا الأمر يعكس تحولاً جذرياً في دول مجلس التعاون الخليج التي سارت في طريق التنوع الاقتصادي لتحجز مكاناً مهماً للمرأة فيه، حيث تنضم أعداد متزايدة من النساء إلى الجيش في إطار السعي لتعزيز دورها في المجتمع والحكومات والشركات.
لقد باتت مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي جزءاً لا يتجزأ من نجاح الرؤى المختلفة لدول مجلس التعاون الخليجي. كما أصبحت سياسياً تتمتع بفرصة واسعة للمشاركة بصنع القرار وتولي المناصب السيادية بجميع دول الخليج.
وخلال السنوات الماضية، سعت دول الخليج إلى سن التشريعات الكفيلة بإزالة المعوقات من طريق المرأة، ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات كجزء من أهداف التنمية المستدامة وأيضاً تعزيزاً للسياسات الوطنية.
السعودية ترسم رؤية مستقبلية طموحة للمرأة
ففي السعودية مثلا، منحت رؤية 2030 المرأة الحق في تولي المناصب القيادية لترتفع نسبة النساء في سوق العمل. ورسمت لها رؤية مستقبلية طموحة بأن المرأة عنصر رئيسي، وشريك ثابت في في التنمية الوطنية في جميع المجالات وفي صناعة منجزات الوطن ومستقبله. ومن هذا المنطلق، تسارعت خطوات المرأة السعودية نحو التمكين بصدور العديد من القرارات والتشريعات والأنظمة التي تعزز مكانتها في المجتمع.
وقد تم انشاء مراكز لخدمة سيدات الاعمال في الرياض والذي يشير وفق تسميته إلى أن العمل الخاص وإنشاء المشاريع لم يعد مقتصراً على رجال الأعمال فقط، إنما أصبح مجال العمل مفتوحاً لسيدات الأعمال حيث يمكنهن القيام بمشاريعهن الخاصة.
تشير وزارة الموارد والتنمية الاجتماعية في السعودية إلى أن المملكة حققت قفزات نوعية في ما يخص تمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل. وانعكست الجهود والتشريعات الإصلاحية التي تمت خلال السنوات الأخيرة وفق رؤية 2030 على مستهدفات تمكين المرأة.
وبلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 15 سنة فما فوق 33.5 في المئة بنهاية 2020، في حين تضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17 في المئة إلى 31.8 في المئة متجاوزة بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30 في المئة.
كما بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 30 في المئة في القطاعين العام والخاص خلال العام 2020. وأظهرت المؤشرات ارتفاع نسبة النساء السعوديات في الخدمة المدنية إلى 41.02 في المئة بنهاية 2020.
الامارات: حماية المرأة من أشكال التمييز في العمل والمجتمع
وفي الامارات أيضاً إنجازات خاصة بالمرأة عابرة للقارات تجاوزت الأرض إلى الفضاء.
وقد خصت رؤية الدولة المرأة العاملة حين كتبت: “إن احترام العادات والتقاليد الإماراتية يدعم الدور المتنامي للمرأة دعماً تامّاً، مما يجعلُنا نستمر في تمكين المرأة الإماراتية للمشاركة في المجالات كافة، كما تسنح فرص أكبر للمرأة لتجمع بين المشاركة النَشِطة في الحياة العملية ونعمة الأمومة، وبهدف تحقيق هذه الأهداف السامية يجب أن تتمّ حماية المرأة من أشكال التمييز في العمل والمجتمع.”
وسجلت المرأة الإماراتية حضوراً لافتاً في قطاعات الأعمال، بعد أن بلغت نسبة الإناث 24 في المئة من إجمالي أعداد المشتغلين في الدولة. كما سجلت الإناث من فئة الشباب حضوراً لافتاً في مجالس إدارة الجهات الاتحادية، بنسبة تمثيل بلغت 46 في المئة.
واحتلت الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير البنك الدولي “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون” 2021، محقّقة العلامة الكاملة في 5 محاور هي: حرية التنقل، والعمل، والأجور، وريادة الأعمال، والمعاش التقاعدي.
ومعلوم أن الامارات تحتفل في 28 أغسطس/آب بيوم المرأة الإماراتية، وهو اليوم الذي تأسس فيه الاتحاد النسائي العام.
البحرين، الكويت، قطر
في البحرين، يقود المجلس الأعلى للمرأة الجهود الرامية إلى تشجيع النساء على أن يصبحن صاحبات أعمال. وتوجد في هذا البلد حاضنة لأنشطة الأعمال يمكن للنساء من خلالها إقامة أساس لمشاريعهن وتسويق منتجاتهن. ويُتاح للنساء أيضا الحصول على قروض تمويل صغرى ذات أسعار فائدة مدعومة لبدء مشاريعهن.
وشهدت الكويت تجربة مماثلة، مع سعي مجلسها الأعلى للتخطيط والتنمية من أجل مستقبل يقوم على مبادرة القطاع الخاص للنساء والرجال على السواء.
وفي قطر، احتلت المرأة دوراً بارزاً حيث أصبحت تنافس الرجل في أعلى المناصب الإدارية والعلمية وقامت بجهد فاعل من خلال إسهامها في شتى المجالات داخل المجتمع القطري وخارجه.
تحديات
على رغم كل التقدم المحرز، الا ان شركة الاستشارت الدولية ماكنزي تعتبر ان مشاركة المرأة في سوق العمل في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا عموماً لا تزال الادنى في العالم بنسبة 24.6 في المئة أي نصف ما تمثله النساء العاملات عالمياً. وترى في المقابل أن هناك حاجة ماسة لتغيير العقليات من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين.