بالنسبة لشركة “ألف للتعليم”، تمتد تكنولوجيا التعليم إلى ما هو أبعد من مجرد الابتكار والاستفادة من البرامج والأجهزة لتعزيز تجربة التعلم. وفي عالم اليوم، ينبغي للتعليم أن يتشابك حتمًا مع الاستدامة والإشراف البيئي.
في حديثنا مع الدكتورة عائشة اليماحي، مستشارة مجلس إدارة شركة “ألف للتعليم”، شاركتنا كيف تتبنى شركة تكنولوجيا التعليم الحركة الخضراء. تناقش مستشارة مجلس إدارة “ألف للتعليم” أيضًا كيفية دعم المنظمة للتعليم المستدام من خلال رفع مستوى الوعي ليس فقط داخل الأكاديمية ولكن أيضًا في الحكومة.
إيكونومي ميدل إيست: كيف تقوم ألف للتعليم بدمج مبادئ الاستدامة في عملياتها الأساسية والتعليمية، خاصة في سياق مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP 28) وأهداف المناخ العالمي؟
د. عائشة اليماحي: نولي في “ألف للتعليم” أهمية كبيرة لإدماج الاستدامة ضمن مُختلف مفاصل العملية التعليمية، وكافة أنشطتنا كمزود لتكنولوجيا التعليم. ويضطلع التعليم المناخي بدور محوري، إذ يفضي إلى تعزيز الوعي بضرورة تحقيق أهداف الاستدامة على صعيد التغير المناخي لدى الطلبة منذ مراحل عُمرية مبكرة. وتمكين الكوادر التدريسية من المساهمة بشكلٍ أكبر في دفع عجلة العمل المناخي.
وتتنوع منهجيات دعم المسار المناخي في البيئة التعليمية. فتشمل توفير المحتوى والأدوات والبرامج التعليمية المتمحورة حول الاستدامة وحماية البيئة. وتتضمن إتاحة مُختلف السبل الكفيلة بتطوير قدرات الموارد البشرية على تقديم التعليم الموجَّه لتعزيز العمل المناخي. وتحفيز الطلبة على المشاركة في أنشطة وحملات التوعية بكيفية الحد من وطأة تغير المناخ، وآليات التكيف مع تداعياته.
وفي هذا الصدد، نحرص في ألف للتعليم على تنفيذ وإطلاق البرامج والمبادرات البيئية، ومن ضمنها برنامج “فرسان البيئة” (Alef EcoChamps)، والذي يتضمن دروساً مصمَّمة بالمواءمة مع موضوعات المقررات الدراسية المُعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم، بما فيها الطاقة؛ والمحيط الحيوي لكوكب الأرض؛ والاستهلاك؛ والعمل المناخي؛ والابتكار من أجل الاستدامة. ويتاح البرنامج باللغتين العربية والإنجليزية، ووفق منهجية التعلم الذاتي، ويتزامن مع اقتراب انطلاقة أعمال الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (COP 28)، والتي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة إكسبو دبي.
كما نؤمن بأهمية تعزيز التعاون وتضافر الجهود لتطوير التعليم المناخي، وتمَّ في هذا الإطار إبرام اتفاقية تعاون بين “ألف للتعليم” ووزارة التربية والتعليم في سبيل ترسيخ ثقافة العمل المناخي في المدارس ومؤسسات التعليم في دولة الإمارات، وتعزيز وعي الطلبة والمجتمع الأكاديمي بالتغير المناخي. وتجسد هذه الشراكة الحرص المشترك على تمكين التعليم الأخضر، وتسهيل الوصول إلى موارد التعليم المناخي.
إيكونومي ميدل إيست: في أعقاب انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP 28)، ما هي الخطوات المحددة التي تتخذها ألف للتعليم لرفع مستوى الوعي بين الطلاب حول تغير المناخ وأهمية الاستدامة؟
د. عائشة اليماحي: تشكل الاستدامة وحماية المناخ محاور رئيسية ضمن برامج ومبادرات “ألف للتعليم”، حيث نسعى من خلال هذا التوجُّه إلى تعزيز وعي الطلبة بضرورة اتخاذ زمام المبادرة لمواجهة التداعيات المتفاقمة للتغير المناخي، وأهمية مساهمة كل فرد في تحقيق مستهدفات الاستدامة. وتتمثل الغاية الرئيسية لهذا النهج في تمكين جيلٍ جديد من قادة العمل المناخي انطلاقاً من مقاعد الدراسة.
في هذا الصدد، يبرُز برنامج “فرسان البيئة” (Alef EcoChamps)، والذي أطلقته “ألف للتعليم” بالتعاون مع كل من وزارة التربية والتعليم وكامبردج ومشروع محو أمية الكربون، باعتباره برنامجاً متكاملاً يرفد الطلبة بفهم أوسع لقضايا التغيُّر المناخي والاستدامة. ويتضمن البرنامج محتوى تعليمي موجَّه. يشمل الألعاب التفاعلية ومقاطع الفيديو التعليمية والرحلات الميدانية، وغيرها من الأنشطة المبتكرة لتعزيز إشراك وتفاعُل الطلبة. كما قمنا أيضاً بتطوير مبادرة “صوت التربويين” في إطار التعاون مع وزارة التربية والتعليم. وذلك لإتاحة منصة لإيصال صوت المعلمين، وتمكينهم من دمج قضايا تغير المناخ في المناهج الدراسية. وترسيخ الاستدامة كثقافة لدى الطلبة، وتوفير مساحاتٍ لمشاركة الرؤى وتبادل الخبرات بين الكوادر التدريسية.
إيكونومي ميدل إيست: كيف تدعو ألف للتعليم إلى التعليم المستدام على مستوى الحكومة والسياسات؟
د. عائشة اليماحي: نأخذ على عاتقنا في “ألف للتعليم” المساهمة في توسيع نطاق التعليم المستدام، وتسهيل الوصول إلى الموارد التعليمية المتمحورة حول حماية المناخ، وتعزيز الوعي بضرورة التركيز على محاور الاستدامة والمناخ ضمن المنظومة التعليمية لمواجهة تحديات اليوم واستشراف ملامح غدٍ أفضل. ويتجلى هذا الالتزام في شراكاتنا الاستراتيجية مع وزارة التربية والتعليم حول الاستدامة البيئية والتعليم المناخي، والتي تشكل إطاراً لتعاوننا وتضافر جهودنا لتحقيق أهدافنا المشتركة في مجال الاستدامة البيئية من المنظور التعليمي.
ويسهم هذا التعاون في توفير التعليم الأخضر وإتاحة موارده على نطاقٍ أوسع. ذلك من خلال مجموعة من مبادرات تنمية معارف ومهارات الطلبة والمجتمع الأكاديمي. كما يفضي هذا التعاون إلى مشاركة خبرات “ألف للتعليم” في تصميم وتطوير مبادرات التعليم الأخضر. فضلاً عن المشاركة في فعاليات التعليم المناخي التي تنظمها الوزارة.
إيكونومي ميدل إيست: ما هي أفكار ألف للتعليم حول دور التكنولوجيا في دعم التعليم المستدام؟
د. عائشة اليماحي: تعدُّ التكنولوجيا اليوم أداة تمكين رئيسية للعملية التعليمية، وتشكل الابتكارات الذكية والرقمية ركائز أساسية لبناء منظومة تعليمية أكثر مرونةً وشموليةً واستدامة. وخلال مشاركتنا في مؤتمر الدول الأطراف (COP28)، سنسلط الضوء على منصة “ألف ميتافيرس” التي طورناها لتعزيز التعليم المستدام، وإتاحة تجارب تعليمية غامرة وأكثر فعالية وإشراك للطلبة. كما تركز المنصة على زيادة وعي الطلبة والمُستخدمين حيال الانبعاثات الكربونية ومبادئ الاستدامة. فتقدم سلسلة من الأنشطة والمهام للتعريف بطرق الحفاظ على البيئة. وتوضيح تداعيات الأفعال والتصرفات في الوقت الفعلي ووضمن بيئةٍ تعليمية غامرة. كما توظف هذه المنصة أحدث ابتكارات الواقع الافتراضي والمؤثرات البصرية عالية الدق. وتستخدم تكنولوجيا الصوت المكاني المتقدمة، والمحتوى الرقمي الغامر.
اقرأ أيضًا: شركات سعودية ناشئة في مجال تكنولوجيا التعليم تقود الابتكار في المملكة
إيكونومي ميدل إيست: كيف ترين تطور دور ألف للتعليم في السنوات القادمة؟
د. عائشة اليماحي: تتمثل غاياتنا الرئيسية في تسهيل وصول الجميع إلى المحتوى التعليمي، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المعلمين والطلبة وزيادة كفاءة مُخرجات التعليم ومواءمتها للمتطلبات المتغيرة في عالم اليوم، وإعادة رسم ملامح مستقبل التعليم. وسنمضي قُدُماً نحو المستقبل بخطى واثقة. ونواصل العمل على دمج وسائل التكنولوجيا الحديثة في مُختلف جوانب العملية التعليمية. ونوظف تقنيات التعليم الرقمي وأدوات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس والبلوك تشين لدعم تطور العملية التعليمية في دولة الإمارات وخارجها.
لمحة عن د. عائشة اليماحي
بحوالي 30 عامًا من الخبرة في مجال التعليم، تشغل الدكتورة عائشة اليماحي منصب مستشارة مجلس إدارة شركة “ألف للتعليم”. مسيرتها المهنية هي شهادة على التزامها بهذا القطاع. بدأت مسيرتها كمعلمة للرياضيات. وأصبحت الآن أول إماراتية تحصل على درجة الدكتوراه في أبحاث الذكاء الاصطناعي في التعليم من الجامعة البريطانية في دبي.
عملت مع وزارة التعليم في البلاد. وفي هذا المسعى، أشرفت على تنفيذ “نظام ألف التعليمي” في 57 مدرسة حكومية في العاصمة. كما شغلت منصب مديرة اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في دولة الإمارات العربية المتحدة في اليونسكو.
تشمل الجوائز التي حصلت عليها كونها جزءًا من كتاب “51 امرأة إماراتية ناجحة” تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك. كما حصلت على مكان في مجلة “قادة العالم” “أكثر النساء تأثيرًا في العالم في مجال التعليم ، 2023”.
انقر هنا للاطلاع على المزيد عن التكنولوجيا.