أعلنت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان عن خططها لمشروع الواجهة البحرية المُطوّرة في وسط مدينة مسقط. وتولت شركة زها حديد للهندسة المعمارية مهمة وضع تصاميم مشروع وسط المدينة (الخوير داون تاون) وتطوير الواجهة البحرية، الذي يمتد على مساحة 3.3 مليون متر مربع بقيمة إلى 1.3 مليار دولار.
اقرأ أيضاً: عُمان تستهدف رفع الاستثمارات في قطاع النقل واللوجيستيات إلى 2.5 مليار ريال
تصميم قائم على الاستدامة
ويضع التصميم القائم على الاستدامة جودة حياة سكان المشروع وزواره على رأس الأولويات، في مسعى لإعادة رسم ملامح العيش الحضري في السلطنة، لا سيما في ضوء التوقعات بزيادة عدد سكان مسقط بمقدار الضعف تقريباً، من 1.5 مليون نسمة إلى 2.7 مليون نسمة، بحلول العام 2040. وتتمتع المدينة بشعبية متنامية بين أوساط الزوار العالميين، إذ استقبلت ما يزيد عن ثلاثة ملايين سائح خلال العام الماضي. وينسجم تصميم شركة زها حديد للهندسة المعمارية مع هذا النمو المتسارع، ويهدف إلى تحويل المنطقة الإدارية والصناعية الحالية في مسقط إلى منطقة حضرية جديدة نابضة بالحياة وتحتضن ما يصل إلى 64,500 نسمة.
خمس مناطق رئيسية
ويشتمل المشروع الجديد على خمس مناطق رئيسية، وهي مرسى السفن، والواجهة البحرية الترفيهية بما فيها من شواطئ ومنشآت رياضية، والممر المائي، والحي الثقافي والمقر الوزاري. ويتميز المشروع بطابعه المزدهر والمستدام والمرن بيئياً، فضلاً عن مجتمعه النابض بالحياة على مدار الساعة، حيث يضم مناطق سكنية واسعة متعددة الاستخدامات تلبي احتياجات الهيئات الحكومية والشركات التجارية، إلى جانب مساحات للفنون والثقافة والترفيه.
باقة من وجهات الجذب
ويتمحور مشروع تطوير الواجهة البحرية في الخوير حول إرث مسقط الغني كميناء تاريخي عريق ويحمل الطابع المحلي لثقافتها، على أن يكون مرسى السفن الركيزة الأساسية للمشروع، بحيث يلبي احتياجات السكان والزوار والسياح على حدٍ سواء. ويحتضن المشروع باقة من وجهات الجذب، إلى جانب المساحات الخضراء والأماكن العامة الموزعة على طول الواجهة البحرية، بما فيها تجارب الطعام ومنافذ التجزئة الفاخرة ومرافق الصحة والعافية والفنادق والمساحات السكنية.
وعمِلت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان وشركة زها حديد للهندسة المعمارية بالتعاون مع شركة بورو هابولد العالمية للهندسة والتصميم والاستشارات، لتنفيذ استراتيجية مواد تتضمن تدخلات محددة للمساعدة على تحقيق المرونة المناخية والساحلية، بما في ذلك الحد من أي آثار قد تنجم عن الجزر الحرارية الحضرية وإدارة مياه الأمطار وحواجز الأمواج. ويمنح هذا المشروع الأولوية لإعادة استخدام المواد، بما في ذلك مواد البناء المعاد تدويرها والتوريد المسؤول، علماً أنه سيجري إعادة تجهيز المباني داخل مقر الوزارة وإعادة استخدامها من خلال برنامج يقوم على أعمال التجديد.
مجتمع مدمج وصديق للمشاة
ويقدم المشروع الواعد مجتمعاً مدمجاً وصديقاً للمشاة، بينما تشجع مبادئ التنمية الموجهة نحو النقل على استخدام خدمات النقل العام مع توفير روابط جيدة مع خدمات النقل العابر وتركيز خاص على وسائط النقل الذكي، بما في ذلك النقل بالسكك الحديدية الخفيفة والنقل السريع بالحافلات ومركبات الأجرة المائية. كما يحفز المشروع أفراد المجتمع على المشي من خلال تظليل وتبريد الأماكن العامة، إلى جانب توفير البنية التحتية اللازمة لركوب الدراجات لتحسين جوانب السلامة وقابلية استخدام وسائط النقل النشطة، فضلاً عن الاستفادة من وفورات الكربون الناجمة عن الحد من استخدام المركبات الشخصية.
تسخير واستخدام الطاقة المتجددة
ويطمح المشروع لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من أشكال الطاقة المتجددة المتاحة في المكان، مع وضع الطاقة الشمسية على رأس أولويات استراتيجية التصميم بهدف الحد من الطلب على الطاقة وترشيد استهلاك المياه في المباني والمساحات الخضراء. ويستهدف المشروع تحقيق مكاسب صافية بنسبة 10 في المئة في التنوع البيولوجي، بالتوازي مع الحفاظ على الأنواع النباتية المحلية واستعادتها.
ويأتي هذا الإعلان بعد اختيار شركة زها حديد للهندسة المعمارية لتصميم المشروع في إطار 30 اتفاقية أخرى تم توقيعها مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان الشهر الماضي. وتتعاون الوزارة مع شركة سي بي آر إي كشريك استراتيجي مسؤول عن تنفيذ مشروع تطوير ناجح من حيث الجدوى المالية واحترام ثقافة المكان والتركيز على سكانه وزواره، مع وجود خطط لوضع إطار الحوكمة للجهة الإدارية المشرفة على المخطط الرئيسي للمشروع.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار العقارات.