كشفت شركة “شل” مصر، بالتعاون مع المقاول “ستينا دريلينج” (Stena Drilling)، عن حقل غاز جديد في في منطقة شمال شرق العامرية في مصر بالبحر الأبيض المتوسط. وقد كشفت عمليات الحفر التي تقع في دلتا النيل البحرية على عمق حوالي 250 مترًا تحت مستوى سطح البحر عن بيانات مثيرة. وتشير العملية إلى وجود مخزون كبير للغاز الطبيعي في المنطقة.
ويعتبر هذا التطور خبر إيجابي آخر لمصر بعد الانتهاء من أول بئر في مبادرة استكشاف بئر غرب مينا. ويمثل ذلك خطوة كبيرة في سعي البلاد لتحقيق استقلال الطاقة.
الخبرات التقنية
يعدّ هذا الاكتشاف شهادة على المهارة الفنية لشركة “شل مصر” ويحمل وعدًا كبيرًا لأمن الطاقة في البلاد. ولتنفيذ عمليات الحفر المعقدة، استعانت شركة “شل مصر” بخبرة المقاول المستقل “ستينا دريلينج”. ويؤكد تشغيل وحدة الحفر البحرية المتنقلة على الجهود التعاونية التي تقود هذا الإنجاز الرائد.
تعزيز النمو
يتماشى نجاح مبادرة غرب مينا التابعة لشركة “شل” بسلاسة مع خطة الطاقة الطموحة في مصر. وفي يوليو/تموز، كشف طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية في مصر، عن خطة شاملة بقيمة 1.8 مليار دولار. جاء ذلك خلال الندوة الدولية الثامنة لمنظمة “أوبك” في فيينا. وتهدف المبادرة إلى حفر 35 بئر غاز جديد في البحر الأبيض المتوسط بحلول العام 2025.
وأوضح الملا أن الخطة تتضمن حفر 21 بئرًا للغاز خلال العام المالي 2023-2024. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حفر 14 بئرًا آخر في الأشهر الـ 12 التالية. ومن بين اللاعبين الدوليين الجديرين بالذكر هم “إيني” (Eni)، و”شيفرون” (Chevron)، و”إكسون موبيل” (ExxonMobil)، و”شل” (Shell)، و”بي بي” (BP). فهذه الشركات جزء لا يتجزأ من تحقيق هذا المشروع الطموح، ويسلط ذلك الضوء على الطبيعة التعاونية لقطاع الطاقة في مصر.
اقرأ أيضًا: السعودية تعلن عن اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي في هذه المناطق
أهميّة الطاقة
لقد حقق التزام مصر بالتنقيب عن الطاقة نتائج ملحوظة في السنوات الخمس الماضية. اكتشفت مصر 284 حقلاً جديداً، منها 217 بئراً للنفط و67 بئراً للغاز. وأكد الوزير الملا أن إضافة 1.32 مليار برميل من النفط إلى احتياطيات البلاد عزز الإنتاج بشكل كبير.
ومع ذلك، أدركت مصر أهمية الانتقال إلى الطاقة المتجددة. ولذلك، وقعت مصر اتفاقية في يوليو/تموز لتخصيص أرض لشركة “سكاتيك” (Scatec) النرويجيّة. سيتم استخدام الأرض لإنشاء محطة طاقة رياح بقيمة 5 مليارات دولار في منطقة سوهاج. ومن المتوقع أن تنتج المحطة 5 جيجاواط من الكهرباء سنويًا. ولذلك، يتماشى هذا المشروع مع هدف مصر للعام 2030 المتمثل في الحصول على 42 في المئة من طاقتها من مصادر متجددة.
إن انتصار “شل مصر” في مبادرة غرب مينا يدفع البلاد نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة. ومع ذلك، فإنه يدل أيضًا على تحول أوسع نحو مصادر الطاقة المتنوعة والمستدامة. ويشدد أن مصر لاعب رئيسي في مشهد الطاقة العالمي.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الطاقة.