احتفت دول الخليج يوم الخميس بالربط الكهربائي بين شبكة هيئة الربط الكهربائي الخليجية وشبكة العراق، وذلك في حفل أقيم في مدينة الخبر شرق المملكة العربية السعودية.
فما هي أهمية هذا المشروع؟
يعتبر مشروع الربط الكهربائي بين دول الخليج والعراق من أهم مشاريع ربط البنية الأساسية لدول مجلس التعاون الخليجي. إذ أنه من شأنه تحقيق أهم أهدافه الاستراتيجية، المتمثلة في تعزيز أمن الشبكات الكهربائية في دول المجلس ورفع موثوقيتها.
ومن بين الفوائد التي يتوقع أن يحققها المشروع خفض الاحتياطي المطلوب في كل دولة والتغطية المتبادلة في حالة الطوارئ والاستفادة من الفائض وتقليل تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية.
ويتضمن المشروع تنفيذ خط بدائرتين من محطة الزور الثانوية 400 كيلوفولت، مروراً بمحطة الوفرة 400 كيلوفولت إلى محطة الفاو 400 كيلوفولت، وبطول كلي 322 كيلومتراً. أما مقدار القدرة المتوقع استيرادها من خلال الخطة فستبلغ 500 ميغاوات لتغذية محافظة البصرة.
ويتوقع تشغيل المرحلة الأولى من المشروع في نهاية العام المقبل (2024)، بتكلفة تصل إلى 228 مليون دولار.
وكان تم في العام 2001، تأسيس “هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون” للقيام بإنشاء المشروع وتشغيله وصيانته.
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبر حسابها في “تويتر”، بدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون والعراق.
وقائع التدشين
ودشن أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين دول الخليج وشبكة جنوب العراق، بحضور وزراء الطاقة بدول الخليج والعراق.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبد العزيز، خلال الحفل، إن بدء تنفيذ المشروع يُمثّل أحد المشاريع التي تهدف إلى تعزيز أواصر التعاون، بين دول المجلس والعراق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن الربط الكهربائي بين دول الخليج والعراق يحقق فوائد اقتصادية ملموسة. وقال إن المشروع كان حلماً وأصبح واقعاً، لافتاً إلى أنه “يعزز أمن الطاقة”.
وتعمل السعودية والعراق على تنفيذ مبادئ اتفاق الربط الموقع بينهما، ويمتد من مدينة عرعر (شمال السعودية) إلى اليوسفية (غرب بغداد)، بسعة أولية 1000 ميغاواط.
وسيدعم هذا الربط، بالإضافة إلى المشروع الخليجي- العراقي، عند اكتمالهما وتشغيلهما، الشبكة الكهربائية العراقية، ويُعزز قدرتها على تلبية احتياجات الشعب من الكهرباء في السنوات المقبلة، وأمن واستقرار الشبكات المترابطة.
واعتبر وزير الطاقة العراقي زياد علي فاضل الرزيج أن وضع حجر الأساس لمشروع الربط الكهربائي العراقي – الخليجي يعتبر من المشاريع الإستراتيجية المهمة على مستوى التكامل العربي في مجال الطاقة الكهربائية وشريان آخر يربط العراق بعمقه الخليجي العربي.
اقرأ أيضاً: الإمارات الأولى عربياً الأكثر إنتاجاً للكهرباء من الطاقة الشمسية
قال إن بلاده حريصة على تبني وإنجاز مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار ولاسيما الدول الشقيقة، لافتاً إلى أن مشروع الربط مع دول مجلس التعاون الخليجي والربط مع المملكة العربية السعودية يأتي ضمن هذا السياق.
من جانبه، يرى الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي أن المشروع يهدف إلى مواجهة فقدان القدرة على التوليد في الحالات الطارئة، وخفض احتياطيات التوليد في الدول الأعضاء، وخفض الانبعاثات الكربونية، وخفض تكاليف إنشاء شبكات الألياف البصرية، وتوفير أسس تبادل وتجارة الطاقة الكهربائية، ما يخدم النواحي الاقتصادية ويدعم موثوقية الإمداد الكهربائي، والتعامل مع الأزمات الطارئة.
الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي أحمد الإبراهيم يعتبر أن الربط الخليجي نجح في دعم الشبكات الوطنية لدول المجلس في مواجهة حالات الانقطاع الجزئي أو الكلي للشبكات الوطنية من خلال قدرة شبكة الربط الخليجي على تقديم الدعم اللحظي بنقل الطاقة اللازمة للحفاظ على استقرار الشبكات الكهربائية المترابطة.
ويتوقع أن يساهم مشروع الربط مع شبكة جنوب العراق يسهم في توطيد التعاون بين دول المجلس والعراق، ويمكِّن من إمداد شبكة كهرباء جنوب العراق بالطاقة الكهربائية، ورفع موثوقيتها. كما أن المشروع يعدُّ خطوة لتعزيز فرص تجارة الكهرباء عبر خطوط الربط الكهربائي بين الدول، وفق الإبراهيم.
ويشير الإبراهيم إلى أن مشروع الربط الكهربائي مع العراق يمثّل الخطوة الأولى، كاشفًا عن مفاوضات مع العراق لوضع رؤية للتوسع وربط بقية العراق، وربما ربط تركيا، والوصول الى أوروبا عن طريق العراق.
من جهته، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي الخليجي المهندس يعقوب الكيومي يرى أن رمزية الربط الكهربائي مع العراق كونها أول عملية ربط خارج منظومة دول مجلس التعاون، تفتح المجال لإنشاء الروابط مع دول أخرى.
وأشار إلى أن مشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج يفتح مجالات للتعاون في توفير الساعات للجانبين، وزيادة موثوقية في الشبكتين.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار النقل والإمداد.
