المجموعة المالية هيرميس القابضة تغير علامتها التجارية إلى مجموعة إي اف چي القابضة وهو ما يشير إلى التحول الاستراتيجي إلى مؤسسة مالية رائدة لديها بنك شامل في مصر وبنك استثمار رائد في الأسواق الناشئة والمبتدئة.
تلتزم مجموعة إي اف چي القابضة (EFG Holding) باتباع استراتيجيات مختلفة عبر ثلاثة قطاعات متنوعة، مع التركيز القوي على تعزيز الشمول المالي في مصر والتي يزيد عدد سكانها عن 100 مليون نسمة. وخلال مقابلة حديثة مع “إيكونومي ميدل إيست”، يلقي كريم عوض، رئيس اللجنة التنفيذية والرئيس التنفيذي لمجموعة إي اف چي القابضة، الضوء على الفكر وراء جهود الشركة لتحويل وتنويع القطاع المالي من خلال الرقمنة. ويقرّ عوض بأن الشعب المصري هو الدافع الأساسي وراء مبادرات التنويع للشركة.
فمع التركيز على تحقيق النمو المستدام في اقتصاد الشرق الأوسط المتغير باستمرار، تعدّ مجموعة إي اف چي القابضة كيانًا يتّسم بالديناميكية. وفي هذا السياق، يجدر استكشاف رؤية الشركة للمستقبل وكيف تعتزم تحقيقها.
هل يمكنك تحديد العوامل الأساسية الثلاثة التي دفعت تنويع بنك الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط إلى ثلاثة قطاعات مختلفة؟ بالإضافة إلى ذلك، ما هي المخاطر المحتملة للتنوع عن الأنشطة التقليدية للشركة؟
قبل عدة سنوات، كانت استراتيجيتنا للتنويع مدفوعة بثلاثة عوامل رئيسية. أولاً، سعينا إلى تعزيز مجموعة منتجاتنا من خلال تقديم خدمات تمويل تكميلية لعملائنا تكمل وتبني على عروضنا المصرفية الاستثمارية التقليدية. ثانيًا، عملنا على توفير رؤية أفضل لمساهمينا من خلال توقعات الأرباح الأقل تقلباً المرتبطة بالمؤسسات المالية غير المصرفية (NBFI) والخدمات المصرفية التجارية. وهدَف هذا التنويع أيضًا إلى خلق قيمة مضافة للمساهمين من خلال تحسين عائدنا على حقوق الملكية (ROE)، ملتزمين بدورنا النشط والمؤثر في تعزيز الشمول المالي في مصر، والذي يتماشى مع سياسة شركتنا في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
وستظل عمليات بنك الاستثمار هي أساس أعمالنا والقوة الدافعة الرئيسية وراء نمونا. فنحن في توسّع مستمر في هذا المجال، كما أن تركيزنا يتمحور بشكل خاص على منطقة الخليج، حيث اكتسبنا سمعة قوية في المنطقة. ويتمثل الهدف الأساسي لبنك الاستثمار في زيادة حصتنا في السوق، لا سيما في أسواقنا المستهدفة في كل من الإمارات والسعودية. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بإضافة خطوط عمل تكميلية بصورة استراتيجية على مدى السنوات الثمانية الماضية، بحيث تآزرت بشكل جيد مع عملياتنا الأساسية ولعبت دورًا حاسمًا في التزامنا بتقديم خدمات متميزة لعملائنا.
ما هي استراتيجية إي اف چي هيرميس (EFG Hermes) للحفاظ على مكانتها القيادية كمنصة مصرفية استثمارية تقدم مجموعة واسعة وشاملة من الخدمات الاستشارية وخدمات إدارة رأس المال في الأسواق الناشئة والمبتدئة (FEM)؟ هل يمكنك اطلاعنا على المزيد حول ميزتكم التنافسية في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية والوساطة في الأوراق المالية والبحوث والاستثمار المباشر وإدارة الأصول داخل هذه الأسواق؟
تتمثل ميزتنا التنافسية في إي اف چي هيرميس EFG Hermes في فريقنا الموهوب، الذي يلتزم بتزويد العملاء بمشورة الخبراء عبر مجموعة من الخدمات التي تشمل الوساطة والخدمات المصرفية والأبحاث وإدارة الأصول والاستثمار المباشر. ففي حين أن تركيزنا الأساسي ينصبّ على كل من مصر والإمارات والكويت، فقد توسّعنا على نحو انتقائي في الأسواق الناشئة والمبتدئة (FEM)، حيث نؤمن أننا سننجح في تحقيق مكانة خاصة لنا بين أبرز خمس مؤسسات مالية من ناحية الحصة السوقية. فبغض النظر عن السوق، فإننا نعطي الأولوية لتوظيف أفضل الكوادر التي تجسد المبادئ التشغيلية لمجموعة إي اف چي القابضة (EFG Holding)، ونلتزم بتزويد العملاء بأفضل وأصدق النصائح. ويُعتبر هذا النهج ضرورياً للحفاظ على مكانتنا الريادية في جميع الأسواق التي نعمل فيها بصفتنا بنك الاستثمار المفضّل لعملائنا.
هل تعمل إي اف چي فاينانس (EFG Finance)، منصة المؤسسات المالية غير المصرفية، في مصر أم أن لها وجودًا في الأسواق الناشئة والمبتدئة أيضًا؟ من بين مجموعة الخدمات التي تقدمها إي اف چي للحلول التمويلية (التأجير التمويلي والتخصيم)، و”تنمية” (تمويل المشروعات المتناهية الصغر)، وڤاليو (خدمات التكنولوجيا المالية)، وشركة “بداية” (التمويل العقاري)، و بيتابس مصر (خدمات الدفع الإلكتروني)، و كاف (خدمات التأمين).. ما هي الخدمات الثلاث التي تعتقد أن لديها إمكانات نمو كبيرة ضمن منطقة/مناطق تغطيتكم؟
في الوقت الحالي، تركز منصة إي اف چي فاينانس على مصر بصورة حصرية، فمصر تشكل سوقاً كبيراً نظراً لعدد سكانها الذي يزيد عن 100 مليون نسمة ومعدل الاختراق المنخفض نسبيًا، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على خدماتنا هناك. وعلى الرغم من ذلك، فبعض عروضنا، لا سيما ڤاليو، منصة التكنولوجيا المالية، لديها إمكانات تصديرية، أي أنها قابلة للتصدير. ونحن بصدد استكشاف الأسواق المحتملة لذلك. أنا متفائل بشأن آفاق النمو لـڤاليو، في كل من مصر وخارجها.
تعدّ “تنمية”، منصتنا المتخصصة في مجال التمويل متناهي الصغر، مجالًا آخر من شأنه أن يدفع النمو المستقبلي لـ إي اف چي فاينانس. ونحن نقوم بتطوير قدراتنا التكنولوجية وتعزيز كفاءاتنا التشغيلية بتوجيه من فريق الإدارة العليا المعيّن حديثًا. بالإضافة إلى ذلك، ننتظر حالياً ترخيصاً من جانب الهيئة العامة للرقابة المالية في مصر للشروع في أعمال تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة. ويمثل ذلك الخط التجاري الثالث، الذي أضع آمالاً كبيرة عليه، بالنظر إلى حجم السوق المصرية، وأوجه التآزر مع خطوط الأعمال الأخرى الحالية، والجهود الحكومية المستمرة نحو تحقيق الشمول المالي.
ما هي العوامل التي ساهمت في تطوير خدمات التجزئة والشركات والخدمات المصرفية الإسلامية في aiBANK، وما هي استراتيجية مجموعة إي اف چي القابضة EFG Holding للحفاظ على هذا النمو؟ بالإضافة إلى ذلك، هل يشير مصطلح “ai” في aiBANK إلى الذكاء الاصطناعي، وإذا كان الأمر كذلك، فما هو الدور الذي تلعبه هذه التقنية على مستوى أنشطة البنك وعملياته؟
في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، استحوذنا على حصة 51 في المئة في aiBANK. منذ ذلك الحين، قمنا بتعيين فريق إداري ديناميكي كان يقود النمو، لا سيما فيما يتعلق بالخدمات المصرفية المخصصة للأفراد، وهو محور تركيز مستقبلي ورئيسي للبنك. نتعاون كذلك مع فريقنا الإداري لتطوير استراتيجية لمدة خمس سنوات لا تهدف فقط إلى إحداث تغيير على صعيد عروضنا ومنتجاتنا المصرفية فحسب، ولكن أيضًا لتعزيز المكانة العامة للبنك في السوق المصرية.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أننا في مجموعة إي اف چي القابضة EFG Holding، نضطلع بدور مزدوج: فنحن ننشط في المشاركة كأعضاء في مجلس الإدارة. ثانيًا، والأهم من ذلك، أننا نعمل كمحركات للتعاون والتضافر بين المنتجات التي نقدمها سواء في “إي اف چي هيرميس” (البنك الاستثماري) أو منصة “إي اف چي فاينانس” (المؤسسة المالية غير المصرفية) أو aiBANK (البنك التجاري). تشير الـ”ai” في aiBANK إلى الاستثمار العربي، وليس الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإننا نبحث حاليًا في خيارات تغيير العلامة التجارية لمواءمة اسم البنك مع مرحلة النمو الجديدة واستراتيجيته المستقبلية.
ما هي الطرق التي تستفيد بها مجموعة إي اف چي القابضة من التكنولوجيا لتخصيص تجربة المستخدم (UX) عبر قطاعاتها الثلاثة ونقاط الاتصال المتعددة؟ وهذا يشمل تعزيز التواصل مع العملاء، وضمان الرضا الكامل عن المنتجات وسرعة أوقات الاستجابة، وتسهيل الرحلات غير التلامسيّة، من بين أمور أخرى.
إن نمو شركتنا مدفوع بشكل أساسي بالتكنولوجيا، التي تأخذ حيّزاً أساسياً ضمن ميزانية الإنفاق الرأسمالي السنوية الخاصة بنا. فقد أصبحت تجربة المستخدم ذات أهمية متزايدة عبر جميع منتجاتنا، سواء الحديثة والعصرية منها نسبيًا مثل ڤاليو أو الأكثر تقليدية مثل الوساطة في الأوراق المالية. فعلى سبيل المثال، قمنا بتطوير تطبيق التداول عبر الإنترنت، EFG Hermes One، لتلبية احتياجات العملاء الذين يرغبون في تداول الأسواق الإقليمية من خلالنا أو عبر الأسواق الدولية من خلال شريكنا، Saxobank. وسيتم أيضاً تقديم منتجاً آخر قائماً على التكنولوجيا لعملائنا في الشركة الجديدة لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) لتزويد عملائنا في هذا القطاع بحلول جديدة ومبتكرة.
في النهاية، آمل أن تصبح EFG يومًا تطبيقًا فائقًا حيث يمكن لعملاء التجزئة أو المؤسسات القيام بكافة أنشطتهم المالية من خلاله. اليوم، وبالرغم من امتلاك مجموعتنا لجميع المكوّنات المادية، ستتطلب المرحلة المقبلة منا تسخير التكنولوجيا لإنشاء تجربة أكثر سلسة لعملائنا قادرة على دمج كافة العناصر مجتمعة.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار المصارف والتمويل.
