Share

مستقبل التكنولوجيا المالية في متناول أيدي المستخدمين – بالمعنى الحرفي للكلمة

كيف أحدثت خدمة بالم باي من أسترا تك ثورة في الدفع بدون تلامس
مستقبل التكنولوجيا المالية في متناول أيدي المستخدمين – بالمعنى الحرفي للكلمة
عبدالله أبو الشيخ، مؤسس شركة أسترا تك والرئيس التنفيذي لشركة بوتيم

في محادثة شيقة وثاقبة، يتعمق عبدالله أبو الشيخ، مؤسس شركة أسترا تك والرئيس التنفيذي لشركة بوتيم في استراتيجية “بالم باي” ويقدم رؤى حول قطاع التكنولوجيا المالية في المنطقة. ويؤكد أبو الشيخ على الابتكار والشمول المالي واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق التأثير الاجتماعي.

تعدّ شركة أسترا تك في طليعة الثورة الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. باعتبارك المؤسس، برأيك ما هي أكبر التحديات التي تواجهها شركات التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

يتطلب تحقيق ثورة رقمية مفيدة ضمان شمول الجميع، وهذا ضروري بشكل خاص في سياق مدى سرعة تطور المشهد التكنولوجي، ويعني ذلك أن الحلول يجب أن تكون في متناول الجماهير التي يتم تطويرها من أجلها.

لذلك، ألحظ تحديين رئيسيين أمام شركات التكنولوجيا. أولاً، يعدّ ضمان الوصول واسع النطاق إلى التكنولوجيا والحلول الرقمية أمرًا بالغ الأهمية. ويعد الوصول إلى الإنترنت عالي الجودة وبأسعار معقولة أمرًا حيويًا للتبني الرقمي. وبينما تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل انتشار للإنترنت يبلغ 92 في المئة، فإن منطقة شمال إفريقيا تتخلف بشكل كبير عن هذا التطور بنسبة انتشار تبلغ 64.5 في المئة فقط. ويسلط هذا التناقض الضوء على أهمية سد الفجوة الرقمية لضمان الوصول العادل إلى التكنولوجيا في جميع أنحاء المنطقة.

ثانيًا، يُعتبر الشمول المالي أمرًا بالغ الأهمية لتقدم شركات التكنولوجيا، وخاصة في قطاع التكنولوجيا المالية. على الرغم من النمو السريع للتكنولوجيا المالية في المنطقة، لا يزال 32 في المئة من سكان الإمارات لا يملكون حسابات مصرفية. ويؤكد هذا التفاوت أهمية توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المالية الرقمية والتغلب على العوائق التي تحول دون الشمول المالي. ومن خلال معالجة هذه التحديات بشكل مباشر، يمكننا خلق مستقبل رقمي أكثر شمولًا وازدهارًا للجميع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لقد أطلقت مؤخرًا خدمة بالم باي في قمة دبي للتكنولوجيا المالية. كيف يمكن لخدمة التعرف على راحة اليد بدون تلامس أن تُحدث ثورة في عملية الدفع؟

تعدّ “بالم باي” أكثر من مجرد وسيلة أخرى للدفع – إنها قفزة جريئة نحو مستقبل غير نقدي في الإمارات. ومن خلال تقديم ميزة التعرف الآمن على راحة اليد إلى جانب الأساليب الرقمية الأخرى مثل البطاقات والهواتف، فإننا بصدد إعادة كتابة قواعد اللعبة.

ويكمن جوهر مساهمة “بالم باي” في استخدامها للمصادقة البيومترية، مما يضمن أمانًا لا مثيل له. لقد كان هدفنا دائمًا تسهيل تجارب الدفع السلسة والآمنة والشاملة وتقليل الاعتماد على العملة المادية وتعزيز كفاءة المعاملات وأمنها على نطاق عالمي. إن نجاح “بالم باي” لديه القدرة على إطلاق المزيد من التقدم في القياسات البيومترية وتقنيات الدفع بدون تلامس.

وتتمثل رؤيتنا في العمل نحو مستقبل تكون فيه المدفوعات سلسة وحيث تعمل التكنولوجيا لصالح الأشخاص مما يجعل الحياة أكثر سلاسة وأمانًا وبساطة تمامًا. وتعد خدمة “بالم باي” جزءًا من تلك الرؤية القادمة إلى الحياة.

يُعتبر الأمان مصدر قلق كبير لمستخدمي الدفع الرقمي. ما هي الإجراءات الأمنية التي تستخدمها بالم باي، خاصة فيما يتعلق بالمصادقة البيومترية؟

يعدّ الأمن أمرًا بالغ الأهمية في تصميم “بالم باي” والتزامنا بحماية بيانات المستخدم لا مثيل له. تميز “بالم باي” نفسها من خلال استخدام المصادقة البيومترية المتقدمة، وذلك باستخدام بصمة راحة اليد الفريدة كمعرف آمن للغاية.

أثبتت المصادقة البيومترية أنها أكثر أمانًا بمقدار 1،300 مرة من الطرق الأخرى، مما يقلل بشكل كبير من مخاطر الاحتيال والمعاملات غير المصرح بها. على سبيل المثال، في حين أنه من الممكن سرقة الهواتف أو البطاقات أو اختراقها أو كسرها، فإن الدفع البيومتري يضمن أن الدفع يأتي مباشرة من المستخدم. ولذلك، فإن راحة اليد، بمعرّفاتها الفريدة والعديدة، توفر أمانًا استثنائيًا. ونأمل أن نجعل هذه الميزة متاحة بسهولة لعملائنا حتى يتمكنوا من التمتع براحة بال أكبر، مع العلم أن معاملاتهم المالية محمية بشكل أفضل.

بالنظر إلى المستقبل، ما هي الآفاق التكنولوجية الكبيرة القادمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكيف تخطط شركة أسترا تك لتكون جزءًا من هذه التطورات؟

نظرًا للموجة السريعة للذكاء الاصطناعي، أعتقد أن الأفق الكبير التالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيكون اعتماد هذه التكنولوجيا على نطاق واسع. وفي أسترا تك، نحن منخرطون بشكل كامل في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لدفع الابتكار ودفع المنطقة إلى الأمام. كما أن تركيزنا على دمج الذكاء الاصطناعي في نظامنا الأساسي، مثل الذكاء الاصطناعي للمحادثة داخل تطبيقنا، يعكس هذا الالتزام.

ولضمان تناسب وتميز حلولنا المبتكرة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في السوق، قمنا بتقديم “شات جي بي تي ” باللغة العربية. وكان ذلك أول تطبيق ذكاء اصطناعي للمحادثة باللغة العربية في العالم من دولة الإمارات.

إلى ذلك، أطلقنا هذا العام خلال شهر رمضان، أيضًا ” جي بي تي للصدقة” بالشراكة مع معاً على تطبيق بوتيم، مما يسمح للمستخدمين بالتبرع بشكل فوري بأسلوب “شات جي بي تي “. باستخدام أوامر نصية بسيطة، يمكن للمستخدمين المساهمة في القضية، مما يدل على التزامنا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق التأثير الاجتماعي. وتؤكد هذه المبادرة أيضًا إيماننا بقوة التكنولوجيا في إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات التي نخدمها.

كيف تكمل شركاتكم التابعة بوتيم وبايباي، ورزق، بعضها البعض تحت مظلة أسترا تك؟ 

من خلال أسترا تك، نقوم ببناء منظومة ضمن منظومات متعددة، ونقود العديد من ابتكارات التكنولوجيا المالية والمنتجات الاستهلاكية التي تغذي التقدم التكنولوجي الهادف في المنطقة. جميع الشركات التابعة لنا هي جزء لا يتجزأ من هذا النظام البيئي. ولذلك، فإن شركات بوتيم وبايباي، ورزق ليست كيانات قائمة بذاتها، بل هي مكونات أساسية لمؤسسة تقود التغيير التحويلي على المستويين الإقليمي والعالمي.

في صميم هذه المنظومة، وضعنا بوتيم وقمنا بتحويله ليصبح أول تطبيق متكامل في العالم. ومن خلال هذا التحول، تتكامل خدمات بوتيم الاجتماعية التي تشمل الاتصالات الصوتية عبر بروتوكول الانترنت والرسائل الفورية، بسلاسة مع خدمات التكنولوجيا المالية من أسترا تك، بما في ذلك بايباي، بالإضافة إلى العروض الأساسية الأخرى التي تقدمها رزق. ويسهل هذا الاندماج التكنولوجي التدفق السلس للمعاملات والخدمات ويعزز تجارب المستخدم من خلال نهج مترابط.

اقرأ أيضًا: مقابلة مع راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة حول الطفرة السياحية العالمية التي تستعد لها الإمارة

أسترا تك

كيف تناسب بالم باي مع المنظومة الأشمل للخدمات التي تقدمها أسترا تك؟

يعدّ تطبيق “بالم باي” جزءًا لا يتجزأ من رؤية أسترا تك لتطوير النظام المالي. وفي المستقبل القريب، سيتم دمج “بالم باي” بسلاسة مع خدمات أسترا تك الأخرى، مما يتيح للمستخدمين إجراء المعاملات داخل تطبيق متكامل يتضمن وظائف مختلفة. ومع ذلك، تهدف التكنولوجيا الحاصلة على براءة اختراع أيضًا إلى حث اللاعبين الآخرين في السوق على الابتكار، حيث شهدنا نهجًا راكدًا مؤخرًا. وبغض النظر عن ذلك، فإن هذا التكامل سيحول التطبيق المتكامل إلى تطبيق مركزي لجميع الأنشطة المالية، الأمر الذي يبسط إدارة الأموال للمستخدمين.

ومن الجدير بالذكر أن جميع جهودنا تعمل على تعزيز الشمولية وإمكانية الوصول، ودعم الأفراد الذين قد يفتقرون إلى الوصول إلى القنوات المصرفية التقليدية للمشاركة في الاقتصاد الرقمي. وبينما نستعد لإطلاق “بالم باي”، إننا نؤكد التزامنا بالابتكار المستمر وندرك أن العالم متنوع بشكل كبير وأن النهج الواحد الذي يناسب الجميع لن ينجح دائمًا.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات.