هدفان أساسيان وراء جهود مصر لتعزيز قطاعها السياحي، الاول تنويع مصادر التمويل لمواجهة أزمتها الاقتصادية، والثاني معالجة تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية التي أثّرت على السياحة الوافدة.
فالسياح الروس والأوكرانيون كانوا يمثلون 35 في المئة من السياحة الوافدة لمصر قبل الحرب الأخيرة، وفق الارقام التي أصدرتها هيئة تنشيط السياحة في مصر أخيراً.
من هنا، فان الجهات المسؤولة في مصر تقوم بمساع حثيثة لتركيز الترويج السياحي على اسواق أخرى، منها الأوروبية، كألمانيا وإنكلترا وإيطاليا وإسبانيا.
كما كان الموضوع محور اللقاءات التي أجرتها هيئة تنشيط السياحة خلال مشاركتها في سوق السفر العربي الذي انعقد أخيرا في دبي .
هذا بالاضافة الى إطلاق حملة “إجازتك عندنا” الترويجية للسياحة المصرية لموسم صيف 2022.
نمو رغم الارباكات
وفيما يسهم قطاع السياحة بـ12 في المئة من الناتج المحلي المصري، ويوفر 10 في المئة من إجمالي الوظائف، توقع الخبراء أن تكون مصر من أبرز الوجهات لقضاء الصيف هذا العام.
كما يعوّل المسؤولون على السياحة الداخلية التي من شأنها أن تعزز نمو القطاع أيضًا.
وكان وزير الدولة البريطاني للسياحة أشار إلى أنه وفقاً لإحصائيات الـ ABTA، هناك زيادة في الطلب على زيارة مصر، متحدثاً عن ثقة من قبل السائحين في المقصد السياحي المصري.
ويتوقع الخبراء أن يرتفع أعداد السياح خلال العام 2022 إلى حوالي 7 ملايين سائح، وأن تحقق مصر حوالي 7.2 مليارات دولار من عائدات هذا القطاع.
السياحة في مصر قسمان
وتنقسم السياحة في مصر الى قسمين: السياحة الثقافية، والثقافة الشاطئية.
ويعتبر الانفاق على السياحة الثقافية أعلى من الشاطئية، لما يستخدمه السياح من الخدمات المحلية، كالنقل المحلي، زيارة المتاحف، التسوق من البازارات المحلية، وتناول الطعام في الاماكن الشعبية التي تعتبر محط جذب.
ولكن هذا لا يعني ابداً الاستخفاف بأهمية السياحة الشاطئية والسياح، خصوصًا في البحرالأحمر وسيناء كمنطقة شرم الشيخ، التي تعد مهمة في مصر وعلى الاقتصاد.
مشاريع ضخمة
شهدت مصر مشاريع سياحيّة وأثريّة ضخمة زادت من استقطاب السياح، مثل المتحف المصري الكبير (GEM) ، وقصر محمد علي باشا بشبرا، ومتحف العواصم في مدينة الفنون والثقافة.
كما وقّعت شركة النصر للإسكان والتعمير المصرية الحكومية، اتفاقًا مع شركة سكوب العالمية الهندسية السعودية، لتطوير مشروع كورنيش منطقة المقطم.
ومن المتوقع أن يحقق هذا المشروع العقاري الترفيهي السياحي إيرادات قد تصل الى 61 مليار جنيه (3.3 مليارات دولار).
وسيتضمن المشروع تطويرعقاري لوحدات سكن فاخرة، وعقار إداري وتجاري.
حملات ترويجية
ولتعزيز القطاع أطلقت الحكومة حملة ترويجيّة أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للسياحة المصرية لموسم صيف 2022، بعنوان “إجازتك عندنا”.
وتستهدف الحملة الأسواق العربية الرئيسيّة، خصوصاً المملكة العربية السعودية، والإمارات، والكويت، والأردن، إضافة إلى تشجيع المصريين على قضاء إجازاتهم في الداخل المصري.
وقد تزامنت الحملة مع الملتقى العربي للسياحة والسفر (ATM 2022)، مما يعكس اهتمام وزارة السياحة والآثار المصرية بالسوق العربية.
وكانت قد سبقت هذه الحملة، حملة ترويجية دولية أخرى بثت على قناة الـ ” سي أن أن” بعنوان “اتبع الشمس- Follow the Sun” التي حققت نجاحاً ملحوظاً ونتائج إيجابية من حيث الانتشار، بحسب مساعدة وزير السياحة والآثار المصري للترويج لمياء كامل.
كما تقوم الحكومة المصرية بعمليات تنسيق مستمرة مع الجهات المصدرة للسياح، وذلك بهدف تنويع الزائرين وعدم الاعتماد على السياحة من أسواق معيّنة فقط.
وتعتمد خطة مصر لتعزيز السياحة على إقامة أنشطة متتالية طيلة العام، وأجندة احتفالات وفعاليات، تجعل البلد مقصدًا سياحيًا يلفت نظر السائحين من جميع الجنسيات.
الى جانب ذلك، يجري التركيز على دعم السياحة البيئية التي تعد مهمة في مصر أيضَا، خصوصًا من خلال الحياة البحرية المتميّزة الموجودة على شواطئها.
من جهة أخرى، تعد استضافة مصر الدورة الـ27 من مؤتمر المناخ لعام 2022، عاملًا مهًما لتسليط الضوء على البلاد سياحيًا.
إجراءات جديدة
بدأت مصر في الاول من أبريل / نيسان بتطبيق إجراءات جديدة تتعلق بدخول السائحين للبلد، والتي تتضمن:
– الموافقة على منح الأجانب القادمين إلى البلاد تأشيرة دخول اضطرارية في منافذ الوصول شرط حيازتهم على تأشيرات سارية ومستخدمة من قبل لدخول اليابان وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة وبريطانيا ودول منطقة “شنجن”
– الموافقة على منح رعايا دول جنوب أفريقيا، وكازاخستان، وأرمينيا، وجورجيا، وأذربيجان القادمين للبلاد بشكل فردي (لأول مرة) تأشيرات دخول اضطرارية من منافذ الوصول
– منح القادمين إلى موانئ ومطارات محافظة جنوب سيناء (الحاصلين على ختم زيارة منطقة خليج العقبة وسانت كاترين) تأشيرة سياحية لمدة 15 يوم تسمح بالتواجد في شرم الشيخ، وطابا، ودهب، ونويبع، وسانت كاترين لرعايا 6 دول هي تركيا، وباكستان، والهند، والصين، والمغرب، والجزائر
ويشترط هذا الاجراء تقديم تذكرة وصول وعودة، وحجز فندقي مؤكد، وحمل النقد الكافي بما لا يقل عن ألفي دولار أو بطاقة ائتمانية.
وتسعى مصر من خلال هذه الاجراءات الى جذب سائحي الدول الغربية، لتعويض غياب السائحين الروس والأوكرانيين بسبب الحرب.
وأعلنت تقديم حزمة تسهيلات لمواطني عدد كبير من الدول، حيث ضاعفت عدد الدول المسموح لمواطنيها بالدخول إلى مصر عبر التأشيرة الإلكترونية.