يقوم رواد الأعمال الشباب في مصر ببذل الجهود في إطار مكافحة مشكلة النفايات البلاستيكية في بلادهم من خلال إعادة تدوير الأغلفة الغذائية غير المرغوب فيها وزجاجات المياه وغيرها من القمامة التي كانت سينتهي بها المطاف في مكبات النفايات أو نهر النيل.
تلتهم الآلات المزعجة كميات هائلة من قصاصات البلاستيك من مختلف الألوان. تمزقها، فتحوّلها إلى سائل خرساني سميك داخل مصنع يقع على مشارف القاهرة، وتديره TileGreen، إحدى الشركات الناشئة في البلاد.
إقرأ المزيد: كيف تستعد مصر لمؤتمر COP 27 وما هي القضايا الحاسمة؟
يتم بعد ذلك تشكيل الحمأة (الأوحال)، المصنوعة من أنواع مختلفة من البلاستيك، بما في ذلك أكياس التسوق ذات الاستخدام الواحد، في قوالب طوب مدمجة داكنة تُستخدم كأرضيّات خارجية لِلمرائب والممرّات.
“إنها أقوى بمرتين من الإسمنت”، يقول المؤسس المشارك خالد رأفت.
كل بلاطة تزيل ما يقرب من “125 كيسًا بلاستيكيًا من البيئة” ، وفقًا لشريكه التجاري عمرو شعلان.
ويشير رأفت إلى أن الشركة تستخدم “طبقات عديدة مختلفة من البلاستيك والألمنيوم يكاد يكون من المستحيل فصلها وإعادة تدويرها على نحو مستدام”.
وفقًا لِدراسة متعددة الجنسيات نُشرت في مجلة Science، تعدّ مصر، أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان، أكبر ملوث للبلاستيك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
في كل عام، تنتج الدولة ما يزيد عن 3 ملايين طن من النفايات البلاستيكية، يتراكم الكثير منها في الشوارع ومكبات النفايات غير القانونية، أو تجد طريقها إلى النيل والبحر الأبيض المتوسط.
تتراكم المواد البلاستيكية الدقيقة في مياه البحر، ممّا يعرّض للخطر صحة الأشخاص الذين يستهلكون المأكولات البحرية والأسماك التي يتم اصطيادها في الممر المائي العظيم بأفريقيا، مما يشكل كارثة بيئية عالمية.
وكانت تعهدت مصر، التي يبلغ عدد سكانها 104 ملايين نسمة، بخفض استهلاكها السنوي من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بأكثر من النصف بحلول العام 2030، كما أعلنت عن نيّتها بناء العديد من المصانع الجديدة لإدارة النفايات.
في المقابل، وبحسب أرقام صادرة عن البنك الدولي، فإن أكثر من ثلثي نفايات مصر “تتم إدارتها على نحو غير ملائم”، مما يخلق خطرًا بيئيًا تحاول الجماعات البيئية معالجته والتصدّي له.
أنقر هنا للاطلاع المزيد عن المشروعات الصديقة للبيئة مصر