يكشف تقرير حديث صادر عن وكالة موديز أن شركات الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي تنشط في البحث عن فرص توسع في أوروبا، وربما في آسيا وأفريقيا أيضًا. هذه الخطوة الاستراتيجية مدفوعة بعدة عوامل، بما في ذلك التقييمات المنخفضة نسبيًا لشركات الاتصالات الدولية، مما يخلق مناخًا استثماريًا مواتٍ في الأسواق الخارجية.
ذكرت وكالة موديز في التقرير أن هذه الاستثمارات لديها القدرة على دعم الائتمان على المدى الطويل. ومع ذلك، ستتوقف الفوائد على إيجاد التوازن الصحيح بين نضج الأسواق الجغرافية الجديدة وإمكانات نموها.
عمليات الاستحواذ على حصص
أحد الأمثلة البارزة على استراتيجية التوسع هذه هو شركة (e&) التابعة لمجموعة الإمارات للاتصالات السلكية واللاسلكية، والتي استحوذت على حصة 14.6 في المئة في Vodafone Group PLC، وهي شركة رائدة في صناعة الاتصالات في أوروبا وأفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، وافقت e& على شراء أصول دولية في PPF Telecom Group B.V.
وفقًا لموديز، من المتوقع أن تقود e& نمو الإيرادات في قطاع اتصالات دول مجلس التعاون الخليجي في العام المقبل. يسلط التقرير الضوء على أن شركات الاتصالات في المنطقة يمكن أن تشهد متوسط زيادة في الإيرادات السنوية بنسبة 3 في المائة، بينما من المتوقع أن تحقق e& نموًا أعلى بكثير بنسبة 20 في المائة تقريبًا. ويعزى هذا النمو الكبير في المقام الأول إلى توحيد أصول PPF Telecom.
خلال الربع الثالث من هذا العام، حققت e& أرباحًا صافية ملحوظة بلغت 3.6 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادة كبيرة بنسبة 20 في المئة على أساس سنوي. بالإضافة إلى ذلك، وصلت e& إلى قاعدة مشتركين عالية قياسية، تجاوزت 14 مليون بحلول نهاية الربع الثالث.
في المملكة العربية السعودية، قامت شركة الاتصالات السعودية (stc) أيضًا بخطوات لافتو. بحيث استحوذت بنجاح على حصة 9.9 في المئة في شركة Telefónica SA، وهي شركة اتصالات كبرى. علاوة على ذلك، قامت شركة TAWAL التابعة لشركة stc بتوسيع محفظتها من خلال الحصول على أصول برجية في أوروبا الشرقية.
وأبلغت أكبر شركة الاتصالات الضخمة عن زيادة ملحوظة بنسبة 38 في المئة في أرباحها في الربع الثالث، لتصل إلى 1.31 مليار دولار.
اقرأ أيضاً: مجموعة stc تستحوذ على حصة 9.9 في المئة في مجموعة تيليفونيكا (Telefónica)
فرص في أوروبا
وفقًا لتقرير موديز الأخير، من المتوقع أن يركز مشغلو الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل أساسي على توسيع عملياتهم في أوروبا. يسلط التقرير الضوء على أن أوروبا تتماشى بشكل جيد مع البصمة الحالية لشركات الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي وتوفر فرص التنويع من خلال تمكينها من دخول أسواق أكثر تقدمًا.
ومع ذلك، يذكر التقرير أيضًا أن الحكومات الأوروبية قد تتوخى الحذر عند الموافقة على عمليات الاستحواذ على أصول الاتصالات الاستراتيجية من قبل المستثمرين الأجانب. في ضوء ذلك، يصبح الحصول على حصص كبيرة من أسهم الأقليات خيارًا جذابًا للمشغلين دول مجلس التعاون الخليجي.
بالإضافة إلى التوسع في أوروبا، يستثمر المشغلون في دول مجلس التعاون الخليجي بنشاط في خدمات المستهلك الرقمية وحلول المؤسسات التكنولوجية كجزء من جهود التنويع. في الوقت نفسه، يقومون بتجريد البنية التحتية لبروجهم لفتح الموارد المالية وتحسين الكفاءة التشغيلية.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة والضغوط التضخمية وزيادة التعقيد يمكن أن تعيق فوائد عمليات سحب الاستثمارات هذه.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن المشغلين في المنطقة في تموضع جيد يسمح لهم بزيادة أنشطة الاستثمار والاندماج والشراء. بفضل جودة الائتمان القوية، والمقاييس الائتمانية السليمة، والميزانيات العمومية القوية، والاحتياطيات النقدية الكبيرة، فإنها يملكون الموارد اللازمة للمضي قدماً واقتناص الفرص الاستراتيجية.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاتصالات.