تقف منطقة الشرق الأوسط في خضم تحول رقمي كبير. وفي عصر الابتكار والتنويع الاقتصادي الذي نعيشه، تتجه الحكومات إلى الحوسبة السحابية كمحفز رئيسي للنمو.
إن الحوسبة السحابية، التي تتيح للمستخدمين الوصول إلى خدمات قوية عبر الإنترنت مثل تخزين البيانات وقوة الحوسبة دون الحاجة إلى أجهزة فعلية، تحدث ثورة في طريقة عمل الشركات. ووفقًا لتقرير صادر عن PwC وStrategy& Middle East، فإن المنافع واضحة وجليّة: تتمتع الشركات التي تعمل بالحوسبة السحابية بثقة أفضل من جانب أصحاب المصلحة، كما لناحية اتخاذ قرارات أفضل، وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى سرعة أكبر في طرح المنتجات في السوق، وتوفير كبير على مستوى التكاليف.
على صعيد المنطقة كافة، ولا سيما في المملكة العربية السعودية، تتبنى الشركات منصة Google Cloud، المعروفة بريادتها في مجال الاستدامة. ولتلبية الطلب المتزايد، افتتحت الشركة منطقة سحابية جديدة في الدمام في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. توفر هذه المنطقة الجديدة خدمات عالية الأداء وذات وقت استجابة منخفض لمجموعة واسعة من العملاء، مما يسرع عملية التحول الرقمي في البلاد.
في هذه المقابلة الحصرية لصالح “إيكونومي ميدل إيست”، يشاركنا عبدالرحمن محمد الذهيبان، المدير العام في “شركة جوجل كلاود” لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، رؤاه القيّمة حول استراتيجية Google Cloud في السعودية وسائر المنطقة. كما يناقش الذهيبان التأثير الاقتصادي لمبادرات الشركة ويرسم صورة لمستقبل تكنولوجيا الحوسبة السحابية في هذا الجزء النابض من العالم.
ما هي الاستثمارات التي قامت بها Google Cloud على مستوى بنيتها التحتية في منطقة الشرق الأوسط؟
في Google Cloud، قمنا باستثمارات كبيرة في بنيتنا التحتية في الشرق الأوسط لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات السحابية. لقد أطلقنا منطقة سحابية في قطر، ومؤخراً في السعودية. ومن المتوقع أن يساهم هذا بشكل كبير في دفع الاقتصاد المحلي، كما سيدعم مستهدفات التحول الرقمي في البلاد.
ومع ذلك، فإن التزامنا يتجاوز مجرد البنية التحتية. ننشط في تشكيل شراكات مع كيانات مختلفة في جميع أنحاء المنطقة لدفع عملية التحول الرقمي. بحيث نتعاون مع المؤسسات لمساعدتها على الاستفادة من قوة التقنيات السحابية لمبادراتهم الرقمية، حيث تسمح حلولنا المرنة للشركات بتشغيل التطبيقات كلما دعت الحاجة.
يمتد هذا النهج التعاوني إلى دعم رؤى ومستهدفات الحكومات في المنطقة من خلال تعزيز نظام بيئي مزدهر لريادة الأعمال الرقمية وتسريع الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي.
أعلنت Google عن منطقة سحابية جديدة في السعودية العام الماضي. ما هي الفائدة المباشرة لشركتك وعملائك واقتصاد المملكة؟
تقف Google Cloud كواحدة من الشركات الفائقة الرائدة التي أطلقت منطقة سحابية في المملكة. يترجم ذلك التزامنا بقيادة التطور الرقمي في المنطقة.
من اللافت أن نشهد التأثير التحويلي لهذا. وبالنسبة للعملاء، فإن الفوائد واضحة.
توفر منطقة الدمام السحابية إمكانات أمان وإقامة بيانات وامتثال غير مسبوقة، مما يضمن للشركات القدرة على العمل بثقة والالتزام باللوائح المحلية – بما في ذلك متطلبات تخزين البيانات المحددة. تعمل خدمات Google Cloud Platform عالية الأداء ومنخفضة الكمون التي نقدمها على تمكين المؤسسات من جميع الأحجام، من الشركات الناشئة إلى الشركات الكبيرة، لتسريع رحلات التحول الرقمي.
نحن فخورون بالمساهمة في التنمية الاقتصادية الشاملة للسعودية. من خلال الاستثمار في المملكة، نخلق فرص عمل، ونعزز نظامًا بيئيًا تكنولوجيًا مزدهرًا، وندعم تحقيق رؤية 2030. هدفنا هو تمكين المؤسسات من الاستفادة من قوة البيانات، وتبني حلول الذكاء الاصطناعي المولدة، وتنمية ثقافة الابتكار. بينما نواصل توسيع عروضنا وتعميق شراكاتنا، نحن ملتزمون بتحفيز الرحلة الرقمية للمملكة.
هل من المرجح أن تظهر المزيد من المناطق السحابية داخل دول مجلس التعاون الخليجي أو السوق العربية على نطاق أوسع؟
خلقت استثمارات Google Cloud الاستراتيجية في المنطقة – جنبًا إلى جنب مع إصلاحات التحول الاقتصادي التي تتبعها الحكومات – بيئة مواتية للنمو. وفقًا لمسح أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز، تخطط 68 في المئة من الشركات في منطقة الشرق الأوسط لترحيل معظم عملياتها إلى السحابة خلال العامين المقبلين. يشير هذا إلى اتجاه كبير ومتسارع نحو اعتماد السحابة في المنطقة.
ولتلبية الطلب المتزايد على الخدمات السحابية في الشرق الأوسط، أعلنا عن خططنا لجلب منطقة Google Cloud جديدة إلى الكويت لدعم قاعدة عملائنا المتنامية. سيعزز هذا التوسع الاستراتيجي وجودنا في المنطقة ويسهل على المنظمات خدمة مستخدميها بشكل أسرع وأكثر موثوقية وأمانًا.
وفي ظل وجود 40 منطقة و 121 نطاقاً تعمل حاليًا في جميع أنحاء العالم، فإن شبكة Google Cloud للمناطق السحابية هي أساس البنية التحتية التي تقوم ببنائها لدعم العملاء من جميع الأحجام وعبر القطاعات كافة. وتشمل هذه البيع بالتجزئة والإعلام والترفيه والخدمات المالية والرعاية الصحية والقطاع العام.
من المتوقع أن تولد المنطقة السحابية في المملكة العربية السعودية حوالي 150 ألف وظيفة بحلول العام 2030. ما مدى نجاحكم في استيعاب المواهب المحلية حتى اليوم؟
كان التزامنا برعاية المواهب المحلية حجر الزاوية في استراتيجيتنا في المملكة. منذ إطلاق المنطقة السحابية، قطعنا خطوات كبيرة في بناء قوة عاملة ماهرة ومتنوعة.
لا يمكن إنكار التأثير الاقتصادي لاستثماراتنا. يسلط البحث الذي أجرته Access Partnership – وهي شركة استشارية عالمية بارزة لسياسة التكنولوجيا – بتكليف من Google Cloud، الضوء على المساهمة الكبيرة للمنطقة السحابية في الاقتصاد السعودي، سواء من حيث الناتج الاقتصادي الإجمالي للاقتصاد في المملكة. تشير التقديرات إلى مساهمة تراكمية بقيمة 109 مليار دولار إلى الاقتصاد بين الأعوام 2024 و 2030، بالإضافة إلى المساعدة في خلق فرص العمل. يمكن لمنطقة سحابة الدمام أيضًا دعم طموحات النمو لـ 1.2 مليون شركة صغيرة ومتوسطة. إن النشاط الاقتصادي المتزايد من التبني السحابي داخل البلاد له آثار اقتصادية مباشرة وغير مباشرة وغير مباشرة، مما سيدعم خلق فرص العمل.
لضمان خط إنتاج مستدام من المواهب، قمنا بتكثيف استثماراتنا في برامج التدريب والتطوير. تركز مبادراتنا التدريبية التي تتمحور حول السحابة على التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبنية التحتية وتحديث التطبيقات وتحليلات البيانات والتسويق الرقمي. يتماشى هذا مع برنامج تنمية القدرات البشرية في إطار رؤية السعودية 2030، حيث نرفع مهارات المهنيين المقيمين في السعودية للنمو في العصر الرقمي.
نحن فخورون بتقدمنا المحرز، لكن عملنا لم ينتهِ بعد. مع استمرار نمو المنطقة السحابية، سنظل مكرسين لجذب أفضل المواهب وتطويرها والاحتفاظ بها.
من منظور أوسع، كيف تعالج Google Cloud فجوة المواهب عندما يتعلق الأمر بالسحابة في المنطقة؟
تعتبر الحاجة إلى المواهب الماهرة أمرًا بالغ الأهمية لدفع الابتكار، وبناء أعمال تنافسية، وضمان النجاح طويل المدى للنظام البيئي التكنولوجي في الشرق الأوسط. مع تسريع المنطقة لتحولها الرقمي، هناك طلب متزايد على المتخصصين ذوي الخبرة في الحوسبة السحابية وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الناشئة.
تنشط Google Cloud في معالجة فجوة المواهب هذه من خلال الاستثمار في مبادرات التعليم والتدريب. على سبيل المثال، لقد لعبنا دورًا أساسيًا في إنشاء قوة عاملة ذات تمكين رقمي من خلال مراكز التميز في Google Cloud (CoE) في قطر والسعودية. تلعب هذه المراكز دورًا حاسمًا في سد فجوة المواهب، وتوفير التدريب والشهادات للمهنيين المحليين، وتعزيز نظام بيئي سحابي مزدهر.
منذ العام 2022، في السعودية وحدها، قام خبراء Google Cloud بتدريب أكثر من 19 ألف متعلم على أحدث التقنيات السحابية من خلال برامج تدريبية مختلفة مثل Qwiklabs و Cloud Skills Boost والتدريب بقيادة المدرب والدورات عند الطلب وورش العمل التي يتم تقديمها من خلال مراكز التميز. إلى ذلك، نتعاون أيضًا بشكل وثيق مع المؤسسات التعليمية لتطوير مناهج تركز على السحابة وإنشاء مراكز أكاديمية للتميز. من خلال تعزيز القوى العاملة الماهرة، نستهدف دعم التحول الرقمي في المنطقة ودفع الابتكار.
كيف تستفيد Google Cloud من الذكاء الاصطناعي لتوفير حلول مبتكرة لعملائها؟
نشهد أحد أهم التحولات التكنولوجية في التاريخ. يخلق الذكاء الاصطناعي أساليب جديدة تمامًا للمؤسسات لحل المشكلات وإشراك العملاء والعمل بكفاءة أكبر. يسعى العملاء إلى تعظيم استثماراتهم، والبناء بشكل أسرع، والعمل بشكل أكثر استدامة، والحفاظ على السيادة الرقمية، والتغلب على تحديات أعمالهم الفريدة من خلال الحلول والخدمات التي تركز على الذكاء الاصطناعي.
في Google Cloud، قمنا بمواءمة محفظة التكنولوجيا الخاصة بنا مباشرة لتلبية كل هذه الاحتياجات. لدينا تاريخ طويل وناجح في تقديم ابتكارات الذكاء الاصطناعي لعملاء المؤسسات، وتوسيع تطورات الذكاء الاصطناعي الأساسية لدينا وتضمينها في كل جانب من جوانب الحوسبة السحابية. نهدف إلى الجمع بين الابتكارات التي تساعد الشركات على بناء مسار جديد للمضي قدمًا من خلال حلول مبنية لهذا الغرض ومليئة بالذكاء الاصطناعي للبيانات والبنية التحتية والإنتاجية والأمن.
اقرأ أيضاً: مستقبل التكنولوجيا المالية في متناول أيدي المستخدمين – بالمعنى الحرفي للكلمة
ما الذي يحمله المستقبل لـ Google Cloud في منطقة الشرق الأوسط؟
بينما تسعى الشركات في جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها، وتقليل التكاليف، والحصول على ميزة تنافسية، تستعد Google Cloud لتصبح مزودًا رائدًا لحلول الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي في المنطقة. من خلال العمل عن كثب مع منظومة شركائنا المتينة والمزدهرة، نهدف إلى دعم التمكين الرقمي لكل شركة وفرد في المنطقة.
تمكّن مناطقنا السحابية الجديدة في جميع أنحاء السوق في منطقة الشرق الأوسط مؤسسات القطاعين العام والخاص على حد سواء من تعظيم بياناتها وتعزيز ثقافة الابتكار التي تدعمها بنية تحتية حديثة ومستدامة بميزات أمان مدمجة. إن أحدث الإعلانات الصادرة عن شركتنا، مثل إطلاق منصة الذكاء الاصطناعي الجديدة Gemini Advanced وتوسيع شراكات الذكاء الاصطناعي في المنطقة، تضعنا في مكانة مثالية للاستفادة من فرصة السوق هذه وتسريع النمو.
Google Cloud متفائلة بشأن مستقبلها في منطقة الشرق الأوسط. بصفتنا شريكًا تكنولوجيًا موثوقًا به لعملائنا، فإننا ملتزمون بنشاط بدعم نجاحهم في مشهد الأعمال والسوق سريع التطور في المنطقة.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.