شهدت أسعار النفط اليوم الجمعة زيادة، مسجلة أول ارتفاع أسبوعي لها منذ شهرين. يُعزى هذا الاتجاه التصاعدي إلى عاملين رئيسيين: توقعات الطلب الإيجابي على النفط للعام المقبل من قبل وكالة الطاقة الدولية وضعف الدولار الأميركي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا، لتصل إلى 76.82 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتًا ليصل إلى 71.78 دولارًا.
من المتوقع أن يحقق كل من مؤشر برنت وخام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية طفيفة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى إعلان صادر عن مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي في وقت سابق من الأسبوع، مما يشير إلى انخفاض محتمل في تكاليف الاقتراض في العام المقبل.
اقرأ أيضاً: أسعار النفط تتعافى بعد تسجيل أدنى مستوى لها في ستة أشهر
وذكر كلفن وونغ، المحلل في شركة OANDA في سنغافورة، أن تحول الفدرالي نحو موقف أكثر تيسيراً أدى إلى تحسين ظروف السيولة. قد يساهم هذا التغيير في “جذب الطلب” على أسعار النفط، مما يعني أنه من المتوقع زيادة الطلب على النفط بسبب ظروف السوق المواتية.
وكان بلغ الدولار الأميركي أمس الخميس أدنى مستوى له في أربعة أشهر بعد ترجيح الفدرالي بأن عملية رفع أسعار الفائدة قد شارفت على الانتهاء وتوقعات بانخفاض تكاليف الاقتراض في العام 2024. هذا الانخفاض في قيمة الدولار له تأثير في جعل النفط، الذي يتم تسعيره بالدولار، أقل كلفة للمشترين الأجانب.
في المقابل، عارض البنك المركزي الأوروبي التوقعات بإجراء تخفيضات فورية في أسعار الفائدة من خلال إعادة التأكيد على أن تكاليف الاقتراض ستظل عند مستويات قياسية، على الرغم من انخفاض توقعات التضخم.
توفعات وكالة الطاقة الدولية بارتفاع استهلاك النفط العالمي في 2024
وفقًا للتقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن يرتفع استهلاك النفط العالمي بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا في العام 2024. تعكس هذه التوقعات المحدثة تعديلاً تصاعديًا بـ 130 ألف برميل يوميًا مقارنة بالتقديرات السابقة. وتُعزى الزيادة في المقام الأول إلى تحسن التوقعات للطلب الأميركي وتأثير انخفاض أسعار النفط.
ومع ذلك، فإن نمو الطلب المتوقع لوكالة الطاقة الدولية للعام 2024 تبقى أقل بكثير من التوقعات التي قدمتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). تتوقع أوبك نموًا قدره 2.25 مليون برميل يوميًا.
البيانات الاقتصادية الصينية تؤثر على أسعار النفط
واجهت أسعار النفط ضغوطًا هبوطية بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة الأخيرة الصادرة عن الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. أصدر مكتب الإحصاء في البلاد بيانات تشير إلى أن تشغيل المصافي في نوفمبر/تشرين الثاني وصل إلى أدنى مستوى له منذ بداية العام 2023. يمكن أن يُعزى هذا الانخفاض إلى ضغط الهامش على مصافي التكرير غير المملوكة للدولة، مما دفعها إلى خفض إنتاجها. بالإضافة إلى ذلك، كان لاستهلاك الديزل البطيء تأثير سلبي على الطلب الوطني على الوقود.
وبالرغم من التحديات المستمرة في سوق العقارات في الصين، كشفت البيانات أيضًا عن أداء أفضل من المتوقع في الإنتاج الصناعي وتحسين مبيعات التجزئة. وقد وفر هذا بعض الراحة لمعنويات السوق وسط انتعاش اقتصادي بطيء نسبياً في البلاد في أعقاب جائحة كورونا.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.