انتعشت أسعار النفط اليوم الخميس، لتواصل الارتفاع من أدنى مستوياتها منذ أربعة أشهر. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بالتفاؤل بشأن احتمال انخفاض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، مما عوّض المؤشرات السلبية الناجمة عن الارتفاع غير المتوقع في مخزونات الخام الأميركية.
كما أعرب التجار عن شكوكهم إزاء خطط منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها (أوبك+) لبدء تقليص تخفيضات الإنتاج في وقت لاحق من هذا العام، لا سيما بالنظر إلى الضعف الأخير في أسعار النفط.
ارتفاع المؤشرات القياسية وسط تعزيز مكاسب السوق
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس/آب 0.5 في المئة إلى 78.80 دولارًا للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 0.6 في المئة إلى 74.26 دولارًا للبرميل اعتبارًا من الساعة 00:57 بتوقيت غرينتش. وارتفع كلا المؤشرين القياسيين بنحو 2 في المئة أمس الأربعاء بعد انخفاضهما إلى أدنى مستوياتهما في أربعة أشهر في وقت سابق من الأسبوع.
انخفاض أسعار الفائدة يعزز التفاؤل في السوق النفطية
أعقب المكاسب في أسعار النفط ارتفاعًا أكبر في الأسواق التي تحركها المخاطر، حيث غذت بيانات التوظيف الضعيفة في الولايات المتحدة التوقعات باحتمالية بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت في سبتمبر/أيلول. إلى ذلك، عزز خفض بنك كندا لسعر الفائدة أمس الأربعاء والتخفيض المتوقع لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي اليوم الخميس الآمال في سياسة نقدية أكثر مرونة، والتي يعتقد التجار أنها قد تساعد في دعم الطلب على النفط في وقت لاحق من هذا العام.
استمرار المخاوف الاقتصادية
في المقابل، تتزامن احتمالية خفض أسعار الفائدة مع ما يشهده العالم من ظروف اقتصادية قاتمة، والتي لا تزال تحدّ من نمو الطلب على النفط.
ومع ذلك، عزز الطلب على النفط الخام من أسعاره اليوم الخميس، بعد أن أثرت المخاوف بشأن تباطؤ الطلب وارتفاع الإمدادات على السوق في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ارتفاع المخزونات الأميركية تثير مخاوف بشأن الطلب
وأظهرت بيانات حكومية صدرت أمس الأربعاء أن مخزونات الخام الأميركية نمت بمقدار 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 31 مايو/أيار، على عكس التوقعات. كما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير والبنزين أكثر من المتوقع، مما أثار مخاوف بشأن ركود الطلب من جانب أكبر مستهلك للوقود في العالم (الولايات المتحدة)، حتى مع بدء ذروة موسم القيادة الصيفي.
أوبك+ قد تعيد التفكير في خفض الإنتاج التدريجي
بالنظر إلى المستقبل، يشير محللون من شركة Roth MKM إلى أن الضعف المستمر في أسعار النفط قد يدفع أوبك+ إلى التراجع عن خططها لبدء التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج هذا العام. وكانت المجموعة قد أعلنت في وقت سابق عن نيتها البدء في تقليص 2.2 مليون برميل يوميًا من تخفيضات الإنتاج من أكتوبر/تشرين الأول 2024 إلى سبتمبر/أيلول 2025، لكن هذه الخطوة قد يتم تأجيلها أو حتى إلغاؤها في حال واصلت الأسعار انخفاضها.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.