تهدف دولة الإمارات إلى نشر 42 ألف مركبة كهربائية (EV) على الطرقات بحلول عام 2030، لكن هذا سيكون مستحيلًا ما لم يتم اعتماد خيارات الشحن السريع التي تعزز الراحة وتقلل من الانبعاثات.
في السنوات الأخيرة، نفذت الدولة خططًا متنوعة لتشجيع اعتماد المركبات الكهربائية، لعل أبرزها مبادرة الشاحن الأخضر التي أقرتها حكومة دبي، والتي توفر بنية تحتية عامة لشحن المركبات الكهربائية.
بحلول نهاية عام 2022، بلغ عدد نقاط الشحن 620 نقطة تتوزع على جميع أنحاء دبي.
في ظل سعي الدولة إلى تحفيز وسائل النقل الكهربائية، تتطلع Powertech Mobility، الشركة المتخصصة في تزويد وتكامل الأنظمة للبنية التحتية للمركبات الكهربائية في الإمارات، إلى الاستثمار في المزيد من فرص البنية التحتية الكهربائية سريعة الشحن على المباني الشاهقة والطرق السريعة وتسليم الميل الأوسط، و أساطيل المركبات الثقيلة التي تجمع بين الهندسة الذكية وإنترنت الأشياء والتكنولوجيا المتقدمة. تشمل الشركات الرئيسية التي تعاونت معها باورتيك موبيليتي كلا من الطاير للسيارات، توتال إنرجي، المركز الميكانيكي للخليج العربي، وديبوورلد.
وقد شهدت الشركة قيام مطوري العقارات وشركات إدارة الممتلكات بالبدء في التوجه نحو كهربة مواقف السيارات الخاصة بهم، مما أدى إلى شراكات تعاونية مع الشركات العقارية لتقديم حلول شحن مبتكرة.
على نحو مماثل، قامت الشركة أيضًا بتزويد البنية التحتية للشحن الكهربائي لبرنامج تجريبي لأسطول من الشاحنات الكهربائية في الإمارات.
في هذا الإطار، قالت آرثي سرينيفاسان الرئيسة التنفيذية، ومديرة حلول شحن المركبات الكهربائية في Powertech Mobility: “لقد قمنا بتركيب شبكة عامة من محطات الشحن بقدرة 180 كيلووات (كيلوواط)، والتي تعتبر فائقة السرعة في أبو ظبي إلى جانب تزويد وكلاء السيارات بالكهرباء بمحطات فائقة السرعة لمواكبة العمليات والكفاءة اللوجستية لأسطول كهربائي”.
في مقابلة حصرية لصالح “إيكونومي ميدل إيست”، سألنا آرثي المزيد من الأسئلة التي تتمحور حول القطاع وخطط الشركة المستقبلية.
سوق المركبات الكهربائية
تقول آرثي إنه حتى اليوم، تقود شركة تسلا الرائدة واردات السيارات الكهربائية. ومع ذلك، فقد أسهم الوافدون الجدد إلى قطاع السيارات الكهربائية في الإمارات خلال العام الماضي في تغيير ديناميكيات سوق السيارات الكهربائية، وذلك بفضل جلبهم لمجموعة متنوعة من المركبات الكهربائية التي يمكن للمستهلكين الاختيار من بينها.
إقرأ أيضاً: مستقبل التنقل بالمركبات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة
وتقول آرثي لـ”إيكونومي ميدل إيست”: “نحن نرى الآن أن النهج تجاه المركبات الكهربائية قد تحول إلى ما وراء حداثة امتلاك سيارة كهربائية إلى نية لتقليل انبعاثات الكربون على الطرقات، مدفوعاً إلى حد كبير بالقطاعات الفاخرة والراقية”.
وتضيف: “مع إطلاق العديد من طرازات السيارات الكهربائية في عام 2022 ومن المتوقع دخول المزيد من السيارات في عامي 2023 و 2024، سنشهد الآن على أسعار تنافسية للمركبات الكهربائية مع بدء العرض في تلبية الطلب”.
مواءمة حلول الشحن السريع مع نمو النقل النظيف
وفقًا لـ”آرثي”، تمتلك Powertech Mobility شبكة تضم أكثر من 400 محطة شحن للمركبات الكربائية، مشيرةً إلى أن الشركة “مجهزة في الوقت الحالي تجهيزًا جيدًا لتوفير البنية التحتية الكهربائية، وأجهزة الشحن، والبرامج التي تعد جزءًا لا يتجزأ من إدارة أصول المركبات الكهربائية ومراقبتها وتحقيق الدخل منها لعملائنا”.
وفيما يتعلق بكيفية مساعدة قطاع العقارات في هذا الدافع لكهربة مواقف السيارات الخاصة بهم، فضلاً عن التكاليف المرتبطة بالمطورين الذين يوفرون مساحة لمحطات الشحن وتثبيتها، تلحظ آرثي أن قطاع العقارات يشهد طفرة في الطلب على نقاط شحن المركبات الكهربائية.
“هذا لأن المزيد من السكان يفضلون امتلاك EV على مركبة ICE (محرك الاحتراق الداخلي)”، تكشف آرثي، بحيث تقول: “اعتمادًا على عدد المواقف العامة لانتظار السيارات وتوافر الطاقة الاحتياطية، يمكن أن تتراوح تكلفة امتلاك وإدارة البنية التحتية لشحن العقارات السكنية من 4 آلاف درهم إلى 300 ألف درهم”
وتضيف: “هذا يعتمد بشكل كبير على الفرضية نفسها ورؤية إدارة المبنى في تقديم خدمة مصممة للحفاظ على رؤية طويلة الأجل لتقديم هذه الخدمة للمقيمين”.
الشاحنات الكهربائية
رداً على كيفية تقدم سوق الشاحنات الكهربائية على مستوى العالم وفي دولة الإمارات، وكيف تختلف عن المركبات الكهربائية من حيث الحجم والتكلفة وسرعة الشحن عندما يتعلق الأمر بحلول الشحن، صرحت آرثي أن Powertech Mobility عملت مع بعض العملاء و مشغلي الأساطيل الذين يقومون بإجراء الطيارين من أجل تحقيق أهداف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأوضحت آرثي: “لكننا نقترب من انتقال الأسطول بشكل استراتيجي من خلال ضمان قابلية التوسع في البنية التحتية للشحن لتلبية الاحتياجات التشغيلية لهذه الشركات”.
مستقبل محطات شحن المركبات الكهربائية
هل تخضع محطة الوقود الكلاسيكية لعملية تحول في المستقبل؟ هل من الواقعي تجاريًا أن تتمتع محطة شحن المركبات الكهربائية بميزات مماثلة لتلك الموجودة في محطات الوقود، مثل غسيل السيارات، وتغيير الإطارات، والميني ماركت، وما إلى ذلك؟
وفقًا لـ”آرثي”، ستحتفظ محطات الوقود التقليدية لشحن الوقود بأهميتها، بينما ستظهر مرافق أو محاور شحن المركبات الكهربائية مع نماذج مماثلة لمحطة الوقود، بحيث تقول: “نعني أن المتاجر والمقاهي ومحطات العمل ومطاعم الخدمة السريعة في الفناء الأمامي يمكن أن تكون بمثابة نقاط ربط للسائقين للانتظار أثناء شحن سياراتهم الكهربائية”.
وتشير آرثي إلى أن باورتيك موبيليتي تواصل تسريع نموها بأرقام مزدوجة مع زيادة الطلب على كهربة مواقف السيارات مع إطلاق العديد من السيارات الكهربائية في السوق الإماراتية.
ووفقًا لها، فإن Powertech تخدم مصنعي السيارات الكهربائية والمطورين السكنيين ووكلاء السيارات والمؤسسات الحكومية التي تتطلع إلى تقديم خدمات شحن المركبات الكهربائية للموظفين والزوار.
واختتمت آرثي حديثها بالقول: “لقد قمنا كذلك بتوسيع فريقنا ليشمل محترفين من ذوي مؤهلات الصحة والسلامة، ومهندسي كهربائيين، بالإضافة إلى تعزيز معارف فريق خدمة المركبات الكهربائية الأساسي لدينا من خلال برامج التدريب التي يديرها المصنعون لاستكشاف الأعطال وإصلاحها وخدمة محطات شحن المركبات الكهربائية الثقيلة”.
أنقر هنا للمزيد حول المركبات الكهربائية.
