أصبح الإقبال على المركبات الكهربائية متزايدًا بالإمارات العربية المتحدة، ومن المتوقع أن ينتشر هذا النوع من المركبات بسرعة كبيرة في السنوات القادمة كما سيكون حلقة ربط بين قطاعيّ النقل والكهرباء بشكل لم يسبق له مثيل. تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الوصول للالتزام بالحياد الكربوني بحلول عام 2050. وتماشيًا مع رؤية الإمارات 2021، بدأت الحكومة بالفعل بدعم التغيير إلى المركبات الكهربائية في جميع أنحاء الدولة حتى أنها غيرت حوالي 20 بالمائة من السيارات الخاصة بالهيئات الحكومية إلى مركبات كهربائية، وتهدف إلى توفير42,000 مركبة كهربائية في الشوارع بحلول عام 2030.
إن التحول إلى الطاقة المستدامة يُمثل واقعًا يحدث بوتيرة سريعة على مستوى العالم في الوقت الحاضر، فالعديد من دول العالم تستخدم الآن مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية. ويتطلب هذا التحول تغييرًا منهجيًا في جميع جوانب الحياة من خلال الاعتماد على تقنيات نظيفة في جميع القطاعات والصناعات. لقد أصبح وجود المركبات الكهربائية ضرورة مُلحّة في مجتمعات تعتمد كثيرًا على استخدام السيارات، فالنمو الحضري الذي نشهده وعدد الشباب الذي يسعى للابتكار هي عوامل تمكنت من جذب انتباه كبرى العلامات التجارية العالمية كما أنها عوامل نمو قوية تستفيد بها الشركات الإقليمية الناشئة.
بلغت قيمة سوق الدراجات الكهربائية في الشرق الأوسط وأفريقيا 805.12 مليون دولار أمريكي في عام 2021، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1269.83 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2027 مسجلاً معدل نمو سنوي مركب قدره 7.89% خلال هذه الفترة المتوقعة وذلك وفقًا لتقرير صادر عن Mordor Intelligenceبعنوان “سوق الدراجات الكهربائية في الشرق الأوسط وإفريقيا – النمو والاتجاهات وتأثير Covid-19 والتوقعات بين عامي 2023-2028”.
ولا يزال سوق المركبات الكهربائية في مراحله الأولى في المنطقة، لكن من المتوقع أن الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص سيصبح لها مكانة جيدة في هذه الصناعة العالمية في السنوات المقبلة. إن نجاح تجربة خدمات مشاركة الركوب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والحاجة إلى حلول تنقل شاملة تغطي كل المناطق تُشكّل حافزًا كبيرًا لاستخدام الدراجات الكهربائية، فمستقبل الدراجات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة باهر خاصة وأنها دولة تمكنت من ترسيخ مكانتها كرائدة على المستوى الإقليمي في تحديد مستقبل التنقل.
يواصل قطاع التنقل بالمركبات المستدامة صغيرة الحجم في التطور والنمو مدعومًا بالتطورات في مجالات التكنولوجيا والشراكات والبنية التحتية. ومع تسارع نمو هذا القطاع، سيتهافت المُصنّعين الجُدد والمشغلين على الانضمام للمجال بالإضافة إلى إضافة التقنيات الجديدة. لذا، يجب على قطاعيّ الطاقة والنقل الاستعداد لإطلاق المزيد من المركبات الكهربائية في الأسواق في السنوات القادمة حيث ستُطلق شركات تصنيع السيارات مجموعة كبيرة من المركبات الكهربائية الأكثر ملاءمة لسوق الإمارات العربية المتحدة.
وعلى الرغم من أن عدد المركبات الكهربائية التي يتم بيعها سنويًا في الإمارات العربية المتحدة أقل من العدد المُباع بالصين وأوروبا والولايات المتحدة، إلا أن دولة الإمارات لا تزال رائدة عالميًا في التغيير إلى حلول تنقل لا تُطلق الانبعاثات الكربونية.
تحتل دبي الصدارة من بين مدن دولة الإمارات في هذا الشأن إلا أن الإمارات الشمالية تقوم أيضًا بجهود مكثفة للحد من الانبعاثات الكربونية. أطلقت إمارة رأس الخيمة برنامج المركبات الفعالة (Efficient Vehicles Programme) لتعزيز استخدام المركبات الفعالة والكهربائية. تهدف استراتيجية هذا البرنامج إلى تشجيع استخدام المركبات الفعالة والتي تشمل المركبات الكهربائية والهجينة والتقليدية الموفّرة للوقود وذلك لتحسين كفاءة استخدام الطاقة في قطاع النقل في رأس الخيمة. أحد الأهداف الرئيسية للبرنامج هي أن تكون المركبات المُباعة في رأس الخيمة بحلول عام 2040 تعمل بالكهرباء.
تعمل المدن على تقليل استخدام المركبات الخاصة والحد من الازدحام المروري عن طريق دعمها بشكل كبير لوسائل تنقل بديلة مثل الدراجات، بالإضافة إلى أن سلوك المستهلك ووعيه يتغيران بسبب تقبل عدد متزايد من الناس لوسائل تنقل بديلة ومستدامة.
ستُطلِق شركة TERRA TECH Ltd. أول شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا التنقل المستدام أسطولها من الدراجات الكهربائية مع حلول سهلة لاستبدال البطاريات دون الإضرار بالبيئة، وذلك في إطار قطاع الأعمال المُتنامي في المنطقة. يُمكِّن هذا الحل الشركات من تقليل بصمتهم الكربونية بشكل كبير بفضل تقليل الانبعاثات الكربونية، كما تُحسّن خدمات Terra الكفاءة التشغيلية لهذه الشركات حيث أنها توفر في الوقت وتساعد على خفض التكلفة والنفقات العامة وتُتيح خاصية تتبع السائق وتُقدِم مدى غير محدود.
لقد حصلنا على تمويل ما قبل أوّلي بقيمة مليون دولار وسيتم الإستعانة بهذا المبلغ لنتوسع في عملياتنا بجميع أنحاء المنطقة، ونحن ملتزمون تمامًا بتصنيع دراجات كهربائية مستدامة وعالية الجودة والتي ستساهم في تسريع نمو مجال السيارات الكهربائية.
إن مفهوم الاستدامة ليس جديدًا ولكن وعي المستهلك يتغير الآن نحو خيارات التنقل الأكثر مراعاةً للبيئة. ونظرًا لأن الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أسرع المناطق نموًا في العالم، فإن التحول إلى وسائل التنقل المستدام أصبحت أمرًا ضروريًا لبيئة صحية وصالحة للعيش وآمنة للناس.