شهدت أسعار النفط تعافيًا اليوم الجمعة بعد أن سجلت انخفاضًا بأكثر من 1 في المئة أمس الخميس. فسجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 0.64 في المئة إلى 79.92 دولارًا للبرميل. وفي الوقت نفسه، سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي زيادة بنسبة 0.64 في المئة عند 74.38 دولارًا للبرميل.
وجاء هذا الارتفاع بعد انخفاض شهدته أسعار النفط في أعقاب إعلان أنغولا الأخير انسحابها من منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”. فانخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 31 سنتًا إلى 79.39 دولارًا للبرميل بعد تداول هذه الأنباء. في حين تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 33 سنتًا إلى 73.89 دولارًا للبرميل. فأدى إعلان أنغولا إلى انخفاض بأكثر من دولار واحد في كلا الخامين خلال جلسة التداول.
وأكد وزير الثروة المعدنية والنفط والغاز الأنغولي ديامانتينو أزيفيدو أن عضوية “أوبك” لم تعد تخدم مصالح البلاد. ويأتي هذا القرار بعد أن احتجت أنغولا على قرار “أوبك” في نوفمبر/تشرين الثاني لخفض إنتاجها في العام 2024، وهو قرار يهدف إلى رفع أسعار النفط.
وتنتج أنغولا نحو 1.1 مليون برميل يوميًا، فهي واحدة من أصغر المنتجين في “أوبك”. لكن خروجها يثير تساؤلات حول وحدة “أوبك” واتجاهها.
ضبط الأسعار
ويشير مات سميث، من شركة “كبلر” لتتبع الشحن البحري، إلى أن “أوبك” تبدو وكأنها تخسر معركة إبقاء أسعار النفط مرتفعة. وزاد المنتجون من خارج “أوبك”، وخاصة الولايات المتحدة، إنتاجهم لسد فجوة العرض التي خلفتها “أوبك”.
ومن ثم، أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن رقم قياسي بلغ 13.3 مليون برميل يوميًا في إنتاج الخام الأميركي الأسبوع الماضي. وهذا ما زاد الضغوط على محاولات “أوبك” للسيطرة على الأسعار.
وشدد تيم سنايدر، الخبير الاقتصادي في شركة “ماتادور إيكونوميكس”، على الدور المتزايد الذي تلعبه الولايات المتحدة في إنتاج النفط العالمي. ومع وصول إنتاج الخام الأميركي إلى مستويات قياسية، أشار سنايدر إلى أن الولايات المتحدة خففت من مخاطر الأسعار محليًا. كما أنها أثبتت نفسها كلاعب مهم، متحدية القوى النفطية التقليدية مثل روسيا والمملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضًا: الذهب يواصل صعوده ويتجاوز عتبة 2,030 دولاراً
التوترات الجيوسياسية واضطرابات التجارة العالمية
أجبرت التوترات الجيوسياسية الأخيرة كبرى شركات النقل البحري على تجنب البحر الأحمر، مما تسبب في اضطرابات التجارة العالمية. كما أضاف الصراع بين إسرائيل وحماس طبقة إضافية من عدم اليقين إلى سوق النفط المتقلبة.
وسلط المحلل جون إيفانز الضوء على حدة تقلبات السوق ردًا على زيادة الخام الأميركي. وأشار إلى مخاوف بشأن تحويل الإمدادات أو انقطاعها بسبب التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيرها على الشحن. فلا يزال المشهد الجيوسياسي يساهم في حالة من عدم اليقين المحيطة بأسواق النفط العالمية.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.