مباشرةً بعد أن بدأت جائحة كوفيد 19 في التسبب بخسارات، توقفت الشركات والصناعات. نتيجة لذلك، شهدت العديد من الأنشطة البشرية ذات البصمة الكربونية الكبيرة انخفاضًا كبيرًا، يقول شاندرا ديك، مؤسس Dake Rechsand، شركة تبني حلولاً مبتكرة وتحويلية في الحفاظ على المياه والزراعة المستدامة.
في غضون أسبوعين على الأقل، تحسنت جودة الهواء في العديد من المدن الصينية بنسبة 25 في المئة وفي وقت لاحق، شهدت دراسات متعددة في جميع أنحاء العالم على الشيء نفسه.
اليوم، ومع إعادة فتح واستئناف النشاط التجاري بعد الوباء، يعتقد الخبراء أن العالم قد يعود إلى الأساليب القديمة عالية الكربون. في الوقت نفسه، وبفضل الإيجابيات المرئية التي تجلت في فترة وجيزة منخفضة الكربون، يعتقد بعض المتفائلين أن الناس قد يكونون أكثر ميلًا إلى أن يكونوا مسؤولين بيئيًا في عالم ما بعد كورونا. على صعيد الشرق الأوسط، أصدر عام 2021 دعوة واضحة لتسريع جهودنا لحل القضايا الملحة مثل ندرة الغذاء والمياه.
الحفاظ على المياه والأمن الغذائي
لقد شعرت أماكن قليلة في العالم بآثار ندرة المياه أكثر من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. على الرغم من كونها موطنًا لأكثر من 6 في المئة من سكان العالم، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمثل 1.4 في المئة فقط من موارد المياه العذبة في العالم. يأتي معظم الطلب على نظام المياه المتوتر بالفعل من الصناعة الزراعية. على سبيل المثال، تنتج الإمارات في المئة فقط من طعامها وتستورد الـ 80 في المئة المتبقية. ومع ذلك، لا تزال الصناعة تفرض ضغطًا كبيرًا على إمدادات المياه المحدودة بالفعل في المنطقة.
سلطت اضطرابات سلسلة التوريد، التي بدأت في بداية جائحة كوفيد -19 في عام 2020 واستمرت حتى العام 2021، الضوء على مدى عدم استدامة الوضع الراهن. لسوء الحظ، لا يمكن حل هذا التحدي من خلال الأساليب الزراعية التقليدية كثيفة الاستهلاك للمياه. ولهذا الغرض، تكتسب حلول مثل الرمال القابلة للتنفس، والتي تقلل متطلبات الري بنسبة 80 في المئة مقارنة بالممارسات التقليدية، زخمًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تستحق هذه الحلول الملائمة للغرض، والمتمركزة بشكل فريد بين تقاطع أنظمة المياه والغذاء، مزيدًا من الاهتمام في عام 2022.
ما يقرب من 9 في المئة من سكان العالم يتعاملون مع انعدام الأمن الغذائي. تقع العديد من الدول التي تعاني من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط. يقول الباحثون إن جائحة كوفيد -19 ، في العديد من المناطق، أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وعزز الحاجة إلى حلول مجدية اجتماعيًا واقتصاديًا وبيئيًا. في جميع أنحاء العالم، واجه 70-161 مليون شخص إضافي الجوع بسبب الوباء. إذا كان هناك من أمر، فهو مؤشر على مدى هشاشة النظم الغذائية. ولسوء الحظ، تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديات، مثل ندرة المياه، تجعل الإنصاف أمرًا صعبًا.
تغير المناخ والاستدامة
يقترب تغير المناخ من نقطة التحول، وتركز الاقتصادات العالمية في الغالب على الانتعاش بعد الوباء. في الواقع، تراجعت الانبعاثات في العديد من البلدان إلى مستويات ما قبل الجائحة. لذلك، من المفاجئ أن يكون عام 2021 هو خامس عام يتم تسجيله سخونة على الإطلاق. وهذا يؤكد النطاق والسرعة التي يجب أن يخضع بها العالم لتحول مستدام ومنخفض الكربون.
لقد كان عام مؤثر بالنبة الى دولة الإمارات العربية المتحدة في ما يتعلق بجهودها نحو الاستدامة. فإلى جانب عقد معرض إكسبو العالمي الأكثر استدامة، اتخذت الدولة إجراءات ملموسة، مثل تعهد صفر كربون في 2050، وفازت بالمناقصة لاستضافة COP28 ، وتحسين نتائج أهداف التنمية المستدامة، لتتماشى مع الأولويات العالمية الأكبر. في عام 2022، يقع العبء على عاتق جميع أصحاب المصلحة – الحكومة والمؤسسات الخاصة والأفراد – لدمج الدروس المستفادة من عام 2021 والتأكد من أن الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عمومًا تحقق تقدمًا في التحول المستدام.
