Share

تمكين الإمارات نحو دولة رقمية

مسعود م. شريف محمود يتحدث عن إقامة بنية تحتية مستقبلية للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنية الجيل الخامس
تمكين الإمارات نحو دولة رقمية
مسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي صاحب الرؤية في "إي آند الإمارات"

يوفر التقارب بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنيات الجيل الخامس فرصًا غير مسبوقة للشركات لتحقيق الريادة في الابتكار، كما وللمجتمعات للازدهار على مستوى الاقتصاد الرقمي.

ومع ذلك، فإن الاستفادة من هذه التطورات يتطلب بنية تحتية متينة ومواكبة للمستقبل.

في هذه المقابلة الحصرية مع مسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي صاحب الرؤية في “إي آند الإمارات” (e& الإمارات)، الذي يقود الجهود الرامية إلى بناء عالم أكثر اتصالاً، سوف نستكشف كيف تعمل “إي آند الإمارات” بشكل استباقي على ترقية بنيتها التحتية وتهيئة أرض خصبة لازدهار أي تقنية متقدمة.

تحقيق الريادة على مستوى التحول الرقمي في البلاد

مع سعي الشركات والمجتمعات حول العالم إلى الاستفادة من الإمكانات الهائلة للتحول الرقمي، فإن التقارب بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس يوفر فرصًا لا مثيل لها. وكما ذكرنا، لا يمكن لهذه التطورات أن تزدهر إلا على أساس من البنية التحتية القوية والمستقبلية.

على رأس بناء هذه القاعدة الرقمية في الإمارات العربية المتحدة يقف السيد مسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة “إي آند الإمارات”.

في قلب جهود بناء البنية الرقمية في الإمارات العربية المتحدة، يقف مسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة e& الإمارات، حيث يقود تحولًا في قطاع الاتصالات ويضع الأسس لتحويل e& الإمارات إلى رائدة عالمية في مجالات الاتصال والخدمات الرقمية — طموح يتماشى مع رؤية الدولة نحو اقتصاد رقمي مزدهر.

تحت قيادة محمود، تجاوزت e& الإمارات أصولها في مجال الاتصالات لتصبح شركة رائدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعيد تشكيل المشهد الاقتصادي والتكنولوجي في الإمارات.

ويعكس محمود تطور الشركة بقوله: “أردنا أن نلعب دورًا رئيسيًا في انتقال الإمارات نحو اقتصاد رقمي قائم على المعرفة. كان ذلك يتطلب منا توسيع قدراتنا والاستثمار في المستقبل. بدأنا بالتركيز على مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وأخيرًا 5G، ليس فقط لتقديم خدمات جديدة ولكن لإعادة تعريف معنى الاتصال لعملائنا وشركائنا، مما يسهم في بناء البنية التحتية التي تمكن الإمارات من الازدهار في الاقتصاد الرقمي”. 

تظهر هذه الرؤية المستقبلية بوضوح في التزام e& الإمارات بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

ويؤكد محمود أن مفتاح استغلال الإمكانيات الكاملة للشركة يكمن في إنشاء بنية تحتية لشبكات اتصال تكون مرنة وقابلة للتكيف. “نحن نبني نظامًا بيئيًا حيث يمكن للابتكارات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقات إنترنت الأشياء أن تتكامل بسلاسة وتتوسع عبر الصناعات. إن الأمر لا يتعلق بالسرعة فحسب؛ بل بخلق قاعدة للابتكار، مما يمكّن الشركات من الازدهار والمجتمعات من الازدهار”. 

بينما تحولت e& إلى شركة رائدة في مجال التكنولوجيا، يبقى محمود مدركًا أن الاتصال هو حجر الزاوية لأي تحول رقمي، بحيث يظل ضمان تمكين الناس رقميًا أولوية استراتيجية.

تعتبر الشركة كقائدة عالمية في مجال 5G، حيث رسخت e& الإمارات موقعها في تصنيف أوكلا كـ “أسرع شبكة 5G في العالم”، مما يدل على التزامها. وتجدر الإشارة إلى أن الإمارات حققت إنجازًا تاريخيًا من خلال كونها الدولة الوحيدة التي تتصدر تصنيف أوكلا لمؤشر سرعة الشبكات في كل من الشبكات المحمولة والثابتة في آن واحد، مما يعزز دورها كمنارة للابتكار الرقمي.

استغلال إمكانات تقنية الجيل الخامس

في صميم مهمة e& الإمارات يكمن التزامها بتطوير البنية التحتية الرقمية للدولة، والتي يعتبرها مسعود م. شريف محمود دعامة أساسية للتنمية الوطنية.

“الاتصال ليس مجرد خدمة تجارية؛ إنه العمود الفقري لرؤيتنا للمدن الذكية، والخدمات العامة المستقبلية، والاقتصاد المدفوع بالذكاء الاصطناعي، واقتصاد رقمي مزدهر”، كما يشرح محمود.

يعتبر نشر تقنية 5G حجر الزاوية للمستقبل.

هذا العام، حققت الشركة إنجازًا كبيرًا من خلال تحديد المعيار العالمي لسرعات 5G، حيث وصلت إلى سرعة قياسية تبلغ 30.5 جيجابت في الثانية. لكن بالنسبة لمحمود، فإن هذا الإنجاز يتجاوز كونه إنجازًا تكنولوجيًا — إنه دليل على الريادة الإماراتية على الساحة العالمية، مما يبرز طموحها في أن تكون في طليعة المستقبل الرقمي للعالم.

Masood M. Sharif Mahmood

“5G ليست مجرد سرعة على مستوى الاتصالات وحسب”، يلفت محمود. “إنها تقنية ثورية تفتح الإمكانيات الحقيقية للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. مع 5G، يمكننا بناء مدن ذكية، وإنشاء شبكات نقل ذاتية، وتمكين التشخيصات الصحية في الفورية. الأمر يتجاوز التكنولوجيا، بل يتعلق بتشكيل طريقة حياة الناس وتحويل كيفية عمل الشركات”. 

تظهر مساهمات e& الإمارات في المبادرات الطموحة للمدن الذكية في الدولة. من أنظمة إدارة المرور الذكية إلى الخدمات العامة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تلعب الشركة دورًا حيويًا في إعادة تشكيل المساحات الحضرية وجعلها أكثر كفاءة واستدامة وترابطًا.

مع كون الاتصال هو الأساس الذي تُبنى عليه الاقتصادات الرقمية والأنظمة البيئية، تحافظ e& الإمارات على التزامها بتوفير اتصال موثوق وعالي السرعة مستمرًا ومتطورًا، حيث يمكّن الأفراد والمجتمعات والشركات من استغلال بالطريقة القصوى لكامل الإمكانيات التي يوفرها العصر الرقمي.

واحدة من أكثر الخطوات الرائدة في هذا المجال هي تعاون e& الإمارات مع “أدنوك” لإنشاء أكبر شبكة لاسلكية خاصة من الجيل الخامس 5G مخصصة لقطاع الطاقة. تمتد هذه الشبكة على مساحة مدهشة تبلغ 11 ألف كيلومتر مربع، ومن المؤكد أنها ستحدث ثورة في العمليات عبر مرافق أدنوك البرية والبحرية. يؤكد ذلك على مكانة أبوظبي المتنامية كمركز للتكنولوجيا المتقدمة، بينما يعزز في الوقت نفسه النمو الاقتصادي ويخلق فرصاً جديدة للابتكار.

“نحن لا نقدم خدمات اتصال وحسب، بل نسعى لدفع الحدود لتحقيق التميز. سواء كان ذلك من خلال تقديم خدمات عالية النطاق إلى أبعد أجزاء عمليات أدنوك أو تقديم خدمة الألياف الضوئية إلى اليخوت (FTTY) في ياس مارينا، نحن نقدم حلولاً مبتكرة حتى في أكثر المواقع تميزًا”، يقول محمود.

تنعكس هذه الجهود في حلول e& الإمارات ومنها خدمة الألياف الضوئية إلى الغرف (FTTR)، حيث تحدث ثورة في الاتصال المنزلي عبر الإنترنت عالي السرعة في المساحات السكنية الكبيرة. يؤمن محمود أن هذه المبادرات حاسمة لدعم المنازل الذكية في المستقبل، مما يضمن أن تظل الإمارات في الطليعة من حيث بنية الاتصالات الرقمية على مستوى العالم.

تعزيزًا لهذا الدور القيادي، أصبحت e& الإمارات أول مشغل يتعاون مع شركة “الياه سات” في إطار استراتيجية الاتصال المباشر بين الأجهزة والأقمار الصناعية (D2D)، مما يوفر تغطية فضائية للهواتف الذكية العادية، ويمثل خطوة جريئة إضافية في هذا الصدد لتعزيز الاتصال عبر الدولة.

تواصل الشركة أيضًا لعب دور استراتيجي متكامل في تحقيق الريادة العالمية للإمارات في مجال تغلغل خدمة الألياف الضوئية إلى المنازل (FTTH)، مما يرسخ موقع الدولة كأعلى نسبة تغلغل تبلغ 99.3 في المئة.

يظل تركيز e& الإمارات منصبًّا تمامًا على ضمان استمرارية البنية التحتية الرقمية للدولة وتحقيق طموحاتها على مستوى الاتصال، من خلال تمكين المنازل والشركات من الوصول إلى أحدث خدمات الإنترنت عالية السرعة، مما يعزز الإنتاجية ويحسن تجربة العملاء.

الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء: الآفاق الجديدة

بينما توفر تقنية الجبل الخامس خدمة الاتصال للمستخدم، يقدم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء الذكاء والتفاعل القادرين على إحداث تحول على مستوى القطاعات. يرى محمود أن هذه التقنيات هي المحركات الرئيسية للابتكار، مبديًا حماسته لإمكاناتها لناحية إعادة تشكيل قطاعات عدة ومنها الرعاية الصحية والتصنيع واللوجستيات.

“الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء يملكان القذرة على تغيير قواعد اللعبة”، يلاحظ محمود. “في قطاع الرعاية الصحية، على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي توقع نتائج المرضى، بينما تمكّن أجهزة إنترنت الأشياء من المراقبة عن بُعد، مما يقلل من الضغط على المستشفيات ويعزز من القدرة على رعاية المرضى”. 

كما أن القطاع الصناعي مستعد للاستفادة من هذه الابتكارات. من خلال الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء عبر تقنية الـ 5G، يمكن للمصانع أن تعمل على نحو أكثر كفاءة، مما يقلل من وقت التوقف ويزيد من الإنتاجية. كما ستقدم تحليلات الذكاء الاصطناعي رؤى لحظية، مما يساعد الشركات على اتخاذ قرارات مبنية على البيانات وزيادة الإنتاجية.

ويصف محمود كيف أدت مبادرات خدمة العملاء القائمة على الذكاء الاصطناعي في e& الإمارات إلى تقليل الحاجة إلى زيارة التقنيين بنسبة 40 في المئة وتقليص الاتصال بهؤلاء بنسبة 30 في المئة، وذلك لاعتماد تلك المبادرات  على الصيانة التنبؤية وحل المشكلات من خلال الأتمتة. “هدفنا هو استخدام الذكاء الاصطناعي لجعل حياة عملائنا أسهل”، يضيف.

ومع ذلك، يؤكد محمود أن التكنولوجيا وحدها ليست كافية.

“من الضروري أن نخلق البيئة المناسبة للشركات لتبني ودمج هذه التقنيات. لهذا السبب، يتركز اهتمامنا على بناء بنية تحتية متينة تدعم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنية الجيل الخامس، بالإضافة إلى اتسامها بالمرونة لجعلها قادرة على التكيف مع الاحتياجات المستقبلية”. 

زرع بذور الابتكار من أجل اقتصاد رقمي مزدهر

“لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا”، يعترف مسعود. “نجاح الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنية الجيل الخامس يعتمد على بناء نظام بيئي مدفوع بالابتكار. وهذا يعني العمل عن كثب مع عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة والكيانات الحكومية لضمان بناء الحلول المناسبة للمستقبل”. 

تجاوزت طموحات مسعود لـ e& الإمارات مجرد التحديثات التكنولوجية، بحيث تشمل رؤيته تعزيز نظام بيئي رقمي نابض يدعم الابتكار والنمو. من خلال شراكات استراتيجية مع قادة التكنولوجيا العالميين والمبتكرين المحليين، تبني e& الإمارات نظامًا بيئيًا حيث يمكن للشركات الناشئة والشركات الراسخة على حد سواء أن تنمو وتزدهر.

“التعاون هو المفتاح”، يؤكد مسعود. “نريد خلق فرص لجميع الأطراف المعنية في الاقتصاد الرقمي للمساهمة في مستقبل الاتصال. سواء كان ذلك من خلال مبادرات المدن الذكية أو دعم رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، فإن هدفنا هو التأكد من أن الإمارات تظل رائدة في مجال التحول الرقمي”.

من خلال شراكتنا مع نوكيا وأوراكل ومايكروسوفت، تبقى e& الإمارات في صدارة المنافسة، حيث تنشر حلولًا متقدمة مثل Azure Operator 5G Core ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي مع خدمات أمازون ويب (AWS). هذه التعاونات تعدّ جوهرية من أجل الحفاظ على تنافسية دولة الإمارات في الاقتصاد الرقمي العالمي وتعزيز مكانتها الريادية في مجال التكنولوجيا.

يعتقد محمود أنه من خلال العمل مع أفضل الشركات في العالم، يمكن لـ e& الإمارات تقديم حلول مبتكرة للمنطقة، مما يعزز من ميزة الإمارات التنافسية في الاقتصاد الرقمي العالمي ويعزز مكانتها كقائد عالمي في التكنولوجيا.

بالنسبة لمسعود، فإن مستقبل البلاد هو رقمي ومستدام ومترابط

بينما تواصل الإمارات رحلتها نحو التحول إلى مجتمع رقمي بالكامل، يتصور محمود أن تلعب e& الإمارات دورًا مركزيًا في تلك التحولات. سيضمن الاستثمار المستمر للشركة في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنية الجيل الخامس، فضلاً عن التزامها بالابتكار وتطوير المواهب المحلية، بقاء الإمارات رائدة عالميًا على مستوى الاتجاهات الرقمية.

“نحن نبني شيئًا أكبر بكثير من شبكة اتصالات متميزة”، يختتم محمود.

نحن نبني الأساس لمستقبل أكثر ذكاءً وترابطًاحيث تُعزز التكنولوجيا الحياة وتحوّل الصناعات بهدف مقصود لإنشاء تجربة عملاء شاملة في نطاقها ولكنها مخصصة بشكل فائق في مخرجاتها. هذه هي الرؤية التي تدفع e& الإمارات إلى الأمام”.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.