Share

جامعات الخليج تحقق قفزات نوعية في التصنيفات العالمية في 2025

اهتمام المنطقة بتطوير مؤسسات تعليمية عالمية المستوى لا يقتصر على تحسين التصنيفات فحسب، بل يرمي أيضاً إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة
جامعات الخليج تحقق قفزات نوعية في التصنيفات العالمية في 2025
ارتفعت جامعة خليفة 28 مركزاً لتحتل المرتبة 202 عالمياً، وتقدمت جامعة الإمارات العربية المتحدة 29 مركزاً لتحتل المرتبة 261 عالمياً، مما يعكس استثمارات الإمارات في البحث العلمي

تشهد جامعات دول الخليج ارتفاعًا ملحوظًا في التصنيفات العالمية وسط سعي المؤسسات الإقليمية إلى تعزيز مكانتها الأكاديمية. وبحسب أحدث تصنيفات كواكواريلي سيموندز (Quacquarelli Symonds) للجامعات العالمية 2025، فقد حققت الجامعات في كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان تقدماً ملحوظاً، وهو ما يعكس الاستثمارات الاستراتيجية في التعليم والبحث.

تؤثر تصنيفات الجامعات بشكل كبير على قرارات الطلاب عند اختيار مؤسسات التعليم العالي. وتُعتبر مؤشرات مثل تصنيفات “QS World University Rankings” كمعايير عالمية لصناع القرار والمسؤولين الحكوميين، حيث تُساعدهم في اتخاذ قرارات بشأن تخصيص الموارد، والسياسات والبرامج التعليمية، والتمويل.

السعودية تقف على أعتاب دخول قائمة أفضل 100 جامعة في العالم

كشفت آرثر دي ليتل، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، في تقرير جديد لها تحليلاً للعوامل التي تُساهم في تطور التعليم العالي. ويُوضح التقرير الذي يحمل عنوان “تعزيز تصنيف الجامعات لدعم تنمية رأس المال البشري” كيف تستطيع دول مجلس التعاون الخليجي الاستفادة من إصلاحات التعليم وتمويل الأبحاث والتعاون الدولي للارتقاء بجامعاتها.

ويحدد التقرير أربعة ركائز أساسية تؤثر في تصنيف الجامعات تتمثل في جودة التدريس وتأثير الأبحاث والانفتاح الدولي والمشاركة في القطاع. وقد حقق الخليج تقدماً ملحوظاً في السنوات القليلة الماضية لتعزيز تصنيف الجامعات على مستوى العالم، بما يتماشى مع استراتيجياتها الوطنية.

وتقف المملكة العربية السعودية على أعتاب دخول قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، حيث حققت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قفزة نوعية بصعودها 79 مركزاً لتحتل المرتبة 101 عالمياً. ويتماشى هذا التقدم مع رؤية 2030، التي تستهدف وضع جامعتين سعوديتين على الأقل ضمن أفضل 100 جامعة في العالم.

كما تعمل المملكة على تعزيز جهودها في استقطاب أعضاء هيئة التدريس المتميزين، وتوسيع نطاق البحث، وبناء شراكات بين القطاعين الأكاديمي والصناعي من خلال برامج مثل برنامج تنمية القدرات البشرية، مما يُرسخ مكانة مؤسساتها كمراكز عالمية للمعرفة. وبفضل الاستثمار المستدام والإصلاح، أصبحت المملكة في مكانة جيدة لتأمين أول تصنيف لها ضمن أفضل 100 جامعة في المستقبل القريب.

وفي معرض حديثه عن نتائج التقرير صرح يغيت ساف، مدير لدى شركة آرثر دي ليتل الشرق الأوسط قائلاَ: “تؤكد تصنيفات هذا العام ما كنا نتوقعه منذ مدة طويلة، حيث تكتسب الجامعات الخليجية تقديراً عالمياً متزايداً بفضل الاستثمار المستدام في التعليم والبحث والشراكات الدولية. إن اهتمام المنطقة بتطوير مؤسسات تعليمية عالمية المستوى لا يقتصر على تحسين التصنيفات فحسب، بل يرمي أيضاً إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة وقادر على المنافسة عالمياً”.

GCC universities

جامعة قطر تصعد 51 مركزاً لتحتل المرتبة الـ 122 عالمياً

كما حققت جامعات قطر أحد أكبر القفزات في التصنيفات العالمية، حيث قفزت جامعة حمد بن خليفة 127 مركزاً لتحتل المرتبة 183 عالمياً، مسجلة بذلك واحدة من أعلى المكاسب في منطقة الخليج. ويتماشى هذا الصعود مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تشدد على التميز الأكاديمي القائم على البحث والتعاون الدولي الاستراتيجي.

وشهدت جامعة قطر أيضاً إرتفاعاً ملحوظاً، حيث صعدت 51 مركزاً لتحتل المرتبة الـ 122 عالمياً، مما يؤكد استثمار الدولة في تطوير أعضاء هيئة التدريس والبحث متعدد التخصصات. وبفضل الجهود المستدامة في تمويل البحوث والابتكار، تعمل قطر على ترسيخ مكانتها كمركز للتميز الأكاديمي وبناء المعرفة.

جامعات الإمارات تعزز مكانتها العالمية

وتواصل كلاً من دولة الإمارات والبحرين وسلطنة عمان في تحقيق تقدم مطرد، فقد ارتفعت جامعة خليفة 28 مركزاً لتحتل المرتبة 202 عالمياً، وتقدمت جامعة الإمارات العربية المتحدة 29 مركزاً لتحتل المرتبة 261 عالمياً، مما يعكس استثمارات الإمارات في البحث العلمي. وفي البحرين، ارتفعت جامعة العلوم التطبيقية 43 مركزاً لتحتل المرتبة 539 عالمياً، وقفزت جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان 92 مركزاً لتحتل المرتبة 362 عالمياً، وذلك بفضل الإصلاحات التعليمية الوطنية.

وبدوره صرح عمرو كاظمي، مدير أول لدى شركة آرثر دي ليتل الشرق الأوسط قائلاً: “للحفاظ على هذا التقدم، يتعين على مؤسسات التعليم العالي تحديد نقاط القوة والضعف لديها في الجوانب الاستراتيجية الأربعة، وتصميم استراتيجيات مخصصة لتعزيز جودة التعليم في بلدانها وسد الفجوات بين التعليم العالي واحتياجات سوق العمل. إن الاستثمار في أعضاء هيئة التدريس من الطراز العالمي وتعزيز الابتكار متعدد التخصصات سيكون أمراً بالغ الأهمية لضمان صعود جامعات الخليج في التصنيفات وضمان تحويلها لتصبح مراكز معرفية معترف بها عالمياً”.

اقرأ أيضاً: بقيمة 272 مليون دولار…الشيخ محمد بن راشد يطلق حملة “وقف الأب” الرمضانية

نماذج النجاح العالمية

وبالنظر إلى نماذج النجاح العالمية، تُعد جامعة آي إي IE في إسبانيا مثالاً قوياً، حيث نجحت في تعزيز مكانتها العالمية من خلال إنشاء هيئة طلابية وأعضاء هيئة تدريس متنوعة دولياً، بدعم من المنح الدراسية الحكومية وتسهيلات في إجراءات التأشيرة. وفيما يتعلق بالتعاون مع قطاع الصناعة، أسفرت شراكة جامعة بيردو مع رولز رويس عن إعادة هيكلة المناهج الهندسية لتلبية احتياجات سوق العمل بشكل مباشر، تقوية العلاقات بين الجامعات وقطاع الصناعة. وعلى نحو مماثل، أنشأت جامعة سنغافورة الوطنية مركز الخريجين المستعدين للمستقبل، والذي يساعد الطلاب على تحديد مساراتهم المهنية من خلال التعاون مع الشركات وبرامج التدريب الداخلي والمشاركة المباشرة مع قطاع الصناعة.

تُظهر الجامعات التي تُركز على البحث أيضاً قيمة التعاون متعدد التخصصات والتأثير العالمي. وقد نجحت استراتيجية البحث التي يتبناها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ترسيخ مكانته كمؤسسة رائدة في مجال البحث، مع التأكيد على دور المنشورات عالية التأثير ومراكز الابتكار القائمة على التكنولوجيا. ومن خلال تبني نهج مماثل ودمج مبادرات البحث المدعومة من قطاع الصناعة، تستطيع جامعات الخليج أن تواصل التقدم في التصنيفات العالمية مع تعزيز دورها كمحرك للابتكار الإقليمي.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار المنوّعة.