ذكر اتحاد أسواق المال العربية في تقريره الأسبوعي أن الاسواق المالية تفاعلت سلباً خلال الأسبوع الماضي مع خطاب رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول في ندوة “جاكسون هول”. إذ تراجعت المؤشرات الرئيسية لوول ستريت بسبب احتمالية استمرار ارتفاع أسعار الفائدة والألم الاقتصادي المرتبط بذلك، مع تباطؤ النمو وارتفاع معدلات البطالة والضغوط المالية التي قد تؤثر سلباً على الأسر والشركات نتيجة السياسة النقدية المتشددة المتوقعة.
في موازاة ذلك، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى أكثر من 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية وذلك للمرة الأولى منذ العام 2008، في أعقاب ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية حيث تصاعدت مخاوف الإمدادات بسبب اتجاه روسيا لوقف تدفق الغاز على خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى ألمانيا لمدة ثلاثة أيام بهدف الصيانة. هذا وانخفضت أسعار الذهب يوم الجمعة إلى ما يقارب من 1750 دولاراً للأونصة بعد إشارة باول إلى أن الاحتياطي الفدرالي سيرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر لمكافحة نسب التضخم المرتفعة.
عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات فوق 3 في المئة
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى أكثر من 3 في المئة بين الثلاثاء والخميس، حيث استوعب المستثمرون سلسلة من البيانات الاقتصادية، لاسيما مؤشر مديري المشتريات وبيانات الإسكان، مع انخفاض الأول إلى 51.3 في أغسطس/آب من العام 2022 من 52.2 في يوليو/تموز، أي أقل من التوقعات بـ52، مشيراً إلى أدنى نمو في نشاط المصانع منذ يوليو/تموز 2020. بينما تراجعت مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 12.6 في المئة في يوليو/تموز.
على هذا النحو، ارتفع العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات ما يقارب من 6 نقاط أساس إلى 3.111 في المئة، يوم الأربعاء، في حين ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاماً بحوالي 6 نقاط أساس إلى 3.318 في المئة. في حين ارتفع العائد لأجل سنتين أعلى بنحو 7 نقاط أساس، ويتم تداولها عند حوالي 3.401 في المئة.
مع ذلك، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية بشكل طفيف مرة أخرى الخميس قبل الاجتماع السنوي لمجلس الاحتياطي الفدرالي في ندوة “جاكسون هول”، عندما انخفض العائد على سندات الخزانة القياسية لمدة 10 سنوات بنحو 8 نقاط أساس إلى 3.031 في المئة.
الجدير بالذكر أن مجلس الاحتياطي اليدرالي لن يتوقف عن رفع أسعار الفائدة حتى يصبح الاقتصاد تحت السيطرة، وفقاً لخطاب باول الجمعة، محذراً من أن مهمة المصرف المركزي لترويض التضخم ستؤدي إلى بعض الألم على مستوي الأسر والشركات الأميركية، وربما يضعف سوق العمل.
وسلّط باول الضوء أيضاً على إلحاحية تهدئة التضخم بشكل أكبر مما كان عليه في ملاحظات سابقة، واصفاً استقرار الأسعار بأنه حجر الأساس للاقتصاد الأميركي.
ومع ذلك، وبينما لم يشر باول بوضوح إلى ما إذا كان رفع الاحتياطي الفدرالي بمقدار 75 نقطة أساس سيتكرر الشهر المقبل، فقد أرسل أوضح رسالة حتى الآن مفادها أن الاحتياطي الفدرالي ملتزم بشكل لا لبس فيه بسياسة أكثر تشدداً من أجل تهدئة نسب التضخم.
احتفظ الدولار الأميركي بالمكاسب الأخيرة مقابل اليورو والجنيه الاسترليني الجمعة قبل خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول، والذي أمل المتداولون أن يقدم فيه أدلة على خطط المصرف المركزي الأميركية التشددية. فقد كان اليورو عند 0.9963 دولاراً، بعد أن فشل في عدة محاولات خلال الأسبوع كسر التكافؤ مقابل الدولار. كما انخفض الجنيه الإسترليني إلى 1.175 دولاراً، حيث أعلن منظم الطاقة في المملكة المتحدة Ofgem عن قفزة كبيرة في سقف أسعار فواتير المنازل البريطانية التي ستواجه قفزة بنسبة 80 في المئة في فواتير الكهرباء والغاز. عليه، بلغ مؤشر الدولار الأميركي 108.53 مع نهاية الأسبوع، محققاً مكاسب أسبوعية بنسبة 0.4 في المئة.
في موازاة ذلك، تراجعت وول ستريت الجمعة لتغلق على انخفاض ملحوظ، حيث أصيب المستثمرون الحريصون المتأملين بأسعار فائدة أكثر تواضعاً بخيبة أمل من رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول. فانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1400 نقطة أساس الجمعة ليخسر حوالي 4.2 في المئة على أساس أسبوعي. كما خسر S&P500 ما نسبته 4.0 في المئة، وهو أكبر انخفاض له منذ منتصف يونيو/حزيران، في حين أنهى مؤشر ناسداك المركب على تراجع بنسبة 4.8 في المئة، متصدراً الانخفاضات بين الأسهم الثلاثة، مما يعكس عمليات بيع واسعة النطاق بقيادة أسهم التكنولوجيا، حيث تساعد المعدلات المرتفعة في الحدّ من التضخم ولكنها تضر أيضاً بأسعار الأصول. والجدير بالذكر أنه في غضون ثماني دقائق فقط، تسبّب باول بتراجع في السوق أدى إلى محو حوالي 78 مليار دولار من ثروات أغنى أغنياء أميركا.
أسعار النفط تقفز إلى ما فوق 100 دولار للبرميل
قفزت أسعار النفط قرابة 4 في المئة الثلاثاء بعد إشارات من المملكة العربية السعودية إلى أن “أوبك” قد تخفّض الإنتاج لدعم الأسعار في إطار احتمال استئناف إمدادات الخام الإيراني ومخاوف الركود، إلى جانب الزيادة الأسبوعية المتتالية في مركز تخزين النفط الخام الأميركي وتخفيف الطلب على البنزين، مما أدّى إلى انخفاض الأسعار في الأسابيع الأخيرة.
على هذا النحو، استقر خام برنت عند 100.2 دولار للبرميل، مرتفعاً بنسبة 2.9 في المئة، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 93.7 دولاراً للبرميل، مرتفعاً بنسبة 3.7 في المئة.
ومع ذلك، فد تراجعت أسعار النفط مرة أخرى بنحو دولارين للبرميل بين الخميس والجمعة، بعد أن حذّر رئيس الاحتياطي الفدرالي من عدم وجود علاج سريع للتضخم، مما زاد المخاوف من أن ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية قد يضعف الطلب على الوقود.
والجدير بالذكر أن الطلب الأميركي على البنزين انخفض بشكل حادّ خلال الأسبوع الماضي، تاركاً متوسط أربعة أسابيع من إنتاج البنزين اليومي بنسبة 7 في المئة أقلّ من الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة.
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا بشكل حادّ الاثنين وسط تصاعد المنافسة العالمية على الوقود، حيث تحاول الدول الاستعداد لفصل الشتاء المقبل. في الواقع، ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في بداية الأسبوع، على خلفية ارتفاع أسعار الغاز العالمية، مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة فوق 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وذلك للمرة الأولى منذ العام 2008، مما يمدّد ارتفاعاً قوياً مدفوعاً بالقلق المستمر من أن المخزونات العالمية من وقود التدفئة ومحطات الطاقة قد لا تكفي لتلبية الطلب في فصل الشتاء. ومع ذلك، فقد لعبت صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية دوراً رئيسياً في المساعدة على تلبية الطلب العالمي هذا العام. في الواقع، تعمل منشآت الغاز الطبيعي المسال الأميركية بأقصى طاقتها أو بالقرب منها، ومن المتوقع أن يستمر هذا حتى بعد عودة محطة فريبورت للغاز الطبيعي المسال إلى الخدمة في وقت لاحق من هذا العام بعد حريق في يونيو/حزيران.
الجدير بالذكر أنه في وقت سابق من هذا الشهر، كانت شركة “غازبروم” أعلنت أنها ستوقف جميع تدفقات الغاز إلى أوروبا عبر NSI لمدة ثلاثة أيام تبدأ يوم الأربعاء (31 أغسطس)، مع الحاجة إلى الصيانة، مما أثار مخاوف جديدة بشأن اعتماد أوروبا على روسيا وقدرتها على تخزين ما يكفي من الغاز لتدفئة المنازل وتشغيل الإنتاج الصناعي هذا الشتاء.
أسعار الذهب تتراجع بشكل طفيف
استقرت أسعار الذهب إلى حد ما خلال الأسبوع بالقرب من 1760 دولاراً للأونصة حيث اتخذ المستثمرون موقفاً حذراً قبل خطاب باول، قبل أن تتراجع الأسعار يوم الجمعة بنحو 1.7 في المئة، حيث حافظ الدولار الأميركي على مكاسبه بعد إشارة باول إلى أن المصرف المركزي سيرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر لترويض التضخم المرتفع.
وانخفض الذهب الفوري بنسبة 0.7 في المئة على أساس أسبوعي إلى 1750 دولاراً للأونصة، من حوالي 1780 دولاراً للأونصة الخميس. ومع ذلك، انخفضت أسعار الذهب بشكل حادّ الاثنين من هذا الأسبوع، إلى ما دون 1730 دولاراً للأونصة، حيث استقر مؤشر الدولار الأميركي بالقرب من أعلى مستوى في عقدين عند 109.29، مما يجعل السبائك باهظة الثمن لأولئك الذين يحملون عملات أخرى.
العملات المفرة
مدّدت العملة المشفّرة البتكوين انخفاضها إلى ما دون 20000 دولار الجمعة، من مستوى الخميس المتداول عند 21082 دولاراً، لتصل إلى أدنى مستوى لها في ستة أسابيع، كجزء من تراجع أوسع في سوق العملات المشفرة وسط مخاوف بشأن مسار سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي، بينما انخفضت عملة إيثر، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة 7.7 في المئة على أساس أسبوعي.
في الواقع، تفوقت إيثر على سوق العملات المشفرة في الأسابيع الأخيرة وسط تفاؤل بشأن ترقية برنامج شبكة معلق يسمى الدمج.
على هذا النحو، انخفضت القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة الاثنين من هذا الأسبوع إلى ما دون 1 تريليون دولار، حيث انخفضت بأكثر من 2 في المئة في الـ24 ساعة السابقة أي عند 994 مليار دولار، حيث عكست العملات المشفرة الأسواق العالمية وانخفضت بعد خطاب جيروم.