لم تحقق شركة “تسلا” الأرباح التي كان يتوقعها المحللون عن الربع الأول من العام الحالي وذلك بعد سلسلة من خفض الأسعار بهدف زيادة الطلب على سياراتها، وهو أمر ضغط في النهاية على هوامش الربحية.
وانخفضت الأرباح باستثناء بعض البنود إلى 85 سنتاً للسهم، أي أقل بقليل من متوسط 86 سنتاً في تقديرات المحللين، بينما تراجعت التدفقات النقدية الحرة إلى أدنى مستوى لها في عامين عند 441 مليون دولار. وكان المحللون يتوقَّعون أن تصل هذه التدفقات إلى 3.24 مليارات دولار في هذه الفترة.
وشرحت شركة صناعة السيارات الكهربائية، التي تتخذ من أوستن بولاية تكساس مقراً لها، أسباب هذه النتائج قائلة إن “قلة استخدام المصانع الجديدة” ضغط على هوامش الربح، إلى جانب ارتفاع تكاليف المواد الخام والسلع والخدمات اللوجستية والضمان، وانخفاض الإيرادات من الائتمانات البيئية، وكل ذلك ساهم في انخفاض الأرباح عن العام الماضي.
وقامت الشركة بخفض الأسعار لحماية مركزها في صدارة السوق. وقالت “تسلا” إنَّ هامش أرباح التشغيل بلغ 11.4 في المئة في فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بانخفاض من 16 في المئة في الربع الأخير من العام الماضي و19.2 في المئة في الربع الأول من 2022.
وبلغت عائدات السيارات، الجزء الأساسي من “تسلا”، 19.96 مليار دولار في الربع الأول، بزيادة 18 في المئة عن العام الماضي. وبلغت الإيرادات من الاعتمادات التنظيمية للسيارات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 202، 521 مليون دولار ، بانخفاض عن 679 مليون دولار في الربع الأول من العام الماضي.
في مكالمة تمحورت حول نتائج الأرباح، أكد الرئيس التنفيذي إيلون ماسك على وجود بيئة اقتصادية “غير واضحة” يمكن أن تؤثر على خطط تسوق السيارات لدى الناس.
وقال ماسك إنه يتوقع 12 شهرًا من “الطقس العاصف” في الاقتصاد. وحذر من أنه “في كل مرة يرفع فيها الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة، هذا يعادل زيادة في سعر السيارة”. وقال أيضًا، كلما “كان هناك عدم يقين في الاقتصاد، سيؤجل الناس عمومًا عمليات شراء رأسمالية جديدة كبيرة مثل السيارات الجديدة”.
اضاف: “لقد اتخذنا وجهة نظر مفادها أن الدفع للحصول على أحجام أكبر وأسطول أكبر هو الخيار الصحيح هن، مقابل حجم أقل وهامش أعلى”، لكنه أشار إلى أنه يتوقع أن تكون سيارات “تسلا” “قادرة بمرور الوقت على تحقيق ربح كبير من خلال الاستقلالية”.
وقبل اعات من إعلان النتائج، خفضت “تسلا” مرة أخرى الأسعار. وأدت سلسلة التخفيضات إلى خفض تكاليف الطرازات S و 3 و X بشكل كبير منذ بداية العام. تم تخفيض أسعار السيارات من طراز Y بمقدار 3000 دولار يوم الثلاثاء ، وكان هناك تخفيض بنسبة 4.7 في المئة لسعر الطراز 3 ، والذي أصبح الآن أقل من 40000 دولار لأول مرة.
يقول بعض محللي قطاع السيارات إن تراجع الطلب على سيارات “تسلا” نتيجة دخول منافسين جدد إلى السوق قد يكون أحد اسباب خفض الأسعار.
ويقول آخرون إن تسلا تستخدم هامش أرباحها الكبير للحصول على حصة سوقية من منافسيها.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلنت شركة “تسلا” خططاً لخفض الأسعار في أوروبا حيث تتحسن القدرة الإنتاجية في القارة.
