يُتوقع أن تبدأ أولى شحنات القمح في الخروج من الموانئ الأوكرانيّة الأسبوع المقبل، وفق ما كشف منسّق الأمم المتحدة الموقّت في المركز المشترك في اسطنبول المشرف على تنفيذ الاتّفاق الرّوسي- التّركي حول الحبوب فريدريك كيني.
صحيح أن الاتفاق أوجد ممراً محمياً للتخفيف من نقص الغذاء العالمي، لكن الجزء الأكبر من الشحنات التي تمت عقب توقيعه في 22 يوليو/تموز، كان حتى الآن من الذرة التي تستخدم عادة لتغذية الحيوانات أو لإنتاج الوقود الحيوي الإيثانول. بالاضافة الى كميات صغيرة من فول الصويا وزيت عباد الشمس. ولم يكن هناك بعد أي شحنات من القمح.
بحسب تقرير لـ”رويترز”، هناك ما يقدر بثلاثة ملايين طن من الحبوب في الموانئ التي يجب نقلها أولاً، والتي من المحتمل أن تستغرق حتى حوالي منتصف سبتمبر/أيلول للانتهاء منها.
أوكرانيا لديها حوالي 20 مليون طن من الحبوب المتبقية من تراكم محصول العام الماضي في جميع أنحاء البلاد، وكذلك هذا حصاد القمح في العام، والذي يقدر بحوالي 20 مليون طن.
الموانئ الثلاثة المشاركة في الاتفاق – أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني – لديها القدرة الإجمالية لشحن حوالي ثلاثة ملايين طن شهرياً. ويتوقع البعض أن هذا المستوى من الصادرات يمكن أن يتحقق في أكتوبر/تشرين الاول. ومع ذلك، ستحتاج إلى عدد كبير من السفن لنقل مثل هذا الحجم الكبير من الحبوب، وقد يكون بعض مالكي السفن حذرين من دخول منطقة حرب، لا سيما مع التهديد الذي تشكله الألغام وارتفاع تكلفة التأمين.
وكانت شركات التأمين قالت في وقت سابق إنها مستعدة لتوفير غطاء إذا كانت هناك ترتيبات لمرافقة البحرية الدولية واستراتيجية واضحة للتعامل مع الألغام البحرية.
دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تعتمد دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على القمح من أوكرانيا وروسيا. وقد سمحت الأخيرة مؤخرًا فقط باستئناف صادرات القمح. واتفق المقاتلون هذا الأسبوع على منطقة أمان بمساحة 10 أميال بحرية لحماية سفن الشحن المحايدة التي تحمل الحبوب من موانئ الأخيرة على البحر الأسود.
وهذا أمر مهم لأسواق الحبوب. فقد شكل القمح الأوكراني عُشر القمح العالمي في 2018-2020. وانهارت صادراتها بنسبة 40 في المئة على أساس سنوي. ويشير “ساكسو بنك” إلى أن هذا هو السبب الرئيسي لعجز القمح في العالم هذا العام بنحو 13.5 مليون طن، نقلاً عن “الفايننشال تايمز”.
وأبدت شركات تأمين بحري استعدادها لتوفير التأمين لهذه الشحنات. علماً انها ضاعفت تغطيتها إلى 50 مليون دولار للسفينة.
كما ان هناك شكوك حول السرعة التي يمكن بها حصاد أي محصول جديد وتخزينه عندما يظل 13 في المئة من محصول العام الماضي في الصوامع، وفقًا للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية.
كما تهدد موجة الحر في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي جميع المحاصيل، بما في ذلك القمح مع بدء موسم الحصاد.
على اي حال، يجب مراقبة ما اذا كانت شحنات القمح ستبدأ فعلاً الاسبوع المقبل ومدى انعكاس هذا الامر على الأسعار.