شهدت السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً نحو تعزيز إنتاج الغاز القطري وتطوير إمكانات تصدير الغاز الطبيعي المسال في البلاد.
دعمت صادرات الغاز الطبيعي المسال في قطر، التي درت إيرادات بقيمة 132 مليار دولار العام الماضي، على نمو القطاع الخاص. كما عززت من قدرة الدوحة على متابعة أهداف السياسة الخارجية، ورفعت الدوحة إلى مرتبة وسيط القوة الدبلوماسية.
خلال العام الماضي، درت صادرات الغاز الطبيعي المسال في قطر ما مجموعه 132 مليار دولار، مما شكل دافعاً لنمو القطاع الخاص.
إقرأ المزيد: قطر تبرم صفقة مدتها 15 عاماً مع ألمانيا لتزويدها بالغاز الطبيعي المسال
على الرغم من تغذية طفرة البناء، خلال المرحلة التي سبقت إقامة فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022، للاقتصاد القطري، إلا أن الدخل الناتج عن توسع البلاد في إنتاج الغاز الطبيعي المسال والقدرة على التصدير من المتوقع أن يدفع الاقتصاد لسنوات عديدة قادمة، وذلك بالرغم من اضطراب السوق الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
المنافسة وإزالة الكربون
باعتبارها واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، تواجه قطر حاليًا العديد من التحديات في هذا القطاع، والتي يتمثل أبرزها في المنافسة المتزايدة من المنتجين الآخرين للغاز الطبيعي المسال، مما أدى إلى انخفاض الأسعار وتشديد السوق.
إلى ذلك، يتمثل التحدي الآخر في تنامي التركيز العالمي على الحد من انبعاثات الكربون والانتقال إلى مصادر طاقة أكثر نطافة. وقد أدى ذلك إلى زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة وانخفاض الطلب على الوقود الأحفوري، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال. استجابت قطر لهذا التحدي من خلال الاستثمار في تقنيات جديدة واستكشاف طرق لتقليل البصمة الكربونية لإنتاج الغاز الطبيعي المسال.
على الرغم من المخاوف طويلة المدى بشأن دور الغاز في التحول على صعيد الطاقة، تعتقد قطر أنها يمكن أن تتفوق على الموردين المحتملين الآخرين من خلال الحجم، وتكاليف الإنتاج المنخفضة، والقدرة على إعادة التفاوض على العقود القديمة، والعلاقات العميقة مع المشترين الراسخين، وملكية سلسلة متكاملة من إمدادات الغاز الطبيعي المسال، وإنتاج مشترك للمكثفات وغاز البترول المسال. لا تزال قطر ملتزمة بالتوسع والنمو، وقد تم اتخاذ القرار الاستثماري النهائي للمضي قدمًا في توسعة حقل الشمال الشرقي في فبراير/شباط 2021. ومن المتوقع أن تزيد المرحلة الأولى من مشروع التوسعة السعة بنسبة 43 في المئة، من 77 مليون طن سنويًا إلى 110 مليون طن سنويًا بحلول عام 2025، مع زيادة الطاقة الإنتاجية في المرحلة الثانية من 110 مليون طن سنويًا إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.
تحديات الغاز الطبيعي المسال غير المتعاقد عليه
إن استراتيجية التوسع المستمرة لدولة قطر، جنبًا إلى جنب مع انتهاء صلاحية العقود القديمة (لا سيما في شمال شرق آسيا)، تشير إلى أنه بحلول نهاية العقد الحالي، سيكون أكثر من 60 في المئة من محفظة صادرات الدولة غير متعاقد عليها. منذ اندلاع الصراع الأوكراني، انخرطت قطر في حملة تسويقية مكثفة تهدف إلى تأمين عقود التوريد طويلة الأجل، مع التركيز على كل من المشترين الأوروبيين الجدد والشركاء الآسيويين الحاليين.
رؤية خضراء للغاز الطبيعي المسال
لقد راهنت قطر على المدى الطويل على الغاز الطبيعي المسال كوقود انتقالي “أخضر”، بهدف أن تكون موردًا رائدًا مع المساهمة في التحول العالمي إلى حيادية الكربون. تعمل قطر منذ عام 2012 على الحد من حرق الغاز وقد أطلقت خطة عمل طموحة بشأن تغير المناخ – استراتيجية قطر الوطنية للبيئة وتغير المناخ – والتي تهدف إلى خفض كثافة الكربون بنسبة 25 في المئة في محطات الغاز الطبيعي المسال وعمليات التنقيب والإنتاج بحلول عام 2030.
وبحسب ما ورد، سيتم تضمين منشأة احتجاز الكربون وتخزينه في مجموعة احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون في رأس لفان كجزء من توسعة حقل الشمال. تعمل قطر على زيادة استثماراتها في مجال تحويل الطاقة من أجل حماية الطلب ودعم استدامة البلاد على المدى الطويل في مواجهة هدف صافي الانبعاثات العالمية. تظهر هذه الاستثمارات استعدادًا لتحمل المخاطر التجارية من أجل المساعدة في انتقال الطاقة.
أنقر هنا للمزيد من أخبار الطاقة.