بدأت مصر يوم الثلاثاء إصدار صكوك مقومة بالدولار، للمرة الأولى في تاريخها وبمبلغ 1.5 مليار دولار، بعد نحو عام من آخر طرح لسندات مصرية في الأسواق الدولية منذ مارس/آذار 2022.
إصدار الصكوك التي ستدرج في بورصة لندن سيتم من خلال الشركة المالية المصرية للتصكيك السيادي مع تولي وزارة المالية المصرية صفة الملزم.
وتستهدف مصر جمع 5 مليارات دولار من إصدارات الصكوك خلال 6 أشهر.
ويأتي هذا الإصدار بعد نحو أسبوعين من طرح الدولة 32 شركة عامة للاستثمار لسد فجوة تمويلية تقدّر بنحو 18 مليار دولار، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.
كما يأتي في وقت تعاني مصر من نقص في العملات الأجنبية نتيجة تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية التي أرهقت الاقتصاد المصري وتسببت في خروج الاموال الساحنة والتي قدرت بحوالي 20 مليار دولار.
ونقلت “رويترز” أن السعر الاسترشادي الأولي هو في حدود 11.625 في المئة، لتتبعه بخبر لاحق مفاده أنه جرى خفض السعر الاسترشادي الى 11 في المئة لأجل ثلاث سنوات. وشكفت ان الطلبات فاقت حدود الخمسة مليارات دولار.
وقد أدى خفض وكالة “موديز” لتصنيف مصر إلى أن يكون العائد مرتفعاً بهذا المستوى .
لكن يبدو أن مصر لا تملك خيارات كثيرة لتأمين العملات الصعبة في وقت عليها أن تسدد استحقاقاً في 21 فبراير/شباط قيمته 1.25 مليار دولار في شكل سندات دولية لأجل خمس سنوات وتحمل معدل فائدة ثابتاً عند 5.577 في المئة.
وقد يكون من الصعب جدا، إن لم يكن مستحيلاً، على مصر طرح هذه الصكوك بمستويات قريبة من هذا النطاق بعدما رفع مجلس الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة 4.5 نقاط مئوية على مدى العام الماضي، وبعدما خفضت “موديز” تصنيف مصر.
وكانت مصر أصدرت قانون إصدار الصكوك السيادية عام 2021 بهدف جذب هؤلاء المستثمرين الجدد.
والصكوك هي منتج مالي يحترم قواعد الشريعة الإسلامية يجمع في تكوينه عناصر من خصائص الأسهم وعناصر أخرى من خصائص السندات.
هذا الإصدار جاء بعد جولة ترويجية لسبعة بنوك عالمية اختارتها مصر لتسويق الإصدار وإدارته، هي: مصرف أبوظبي الإسلامي، و”الإمارات دبي الوطني”، و”كابيتال”، وبنك “أبوظبي الأول”، و”سيتي غروب”، و”كريدي أغريكول”، و”إتش إس بي سي”.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن الصكوك السيادية ستكون مضمونة بأصول عقارية، دون أن تحدد تلك الأصول.
يذكر أن الطرح اليوم هو الأول لمصر في سوق الديون العالمية منذ طرح خاص بقيمة 500 مليون دولار لأول سندات مقومة بالين (الساموراي) في مارس 2022.