حظي موضوع توسيع مجموعة البريكس باهتمام كبير خلال القمة التي استمرت ثلاثة أيام والتي عقدت في جوهانسبرغ. بينما أعرب جميع أعضاء البريكس عن دعمهم العام لنمو الكتلة، ظهرت وجهات نظر مختلفة بين القادة فيما يتعلق بنطاق وسرعة هذا التوسع.
وخلال القمة، كشفت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، أول من أمس الأربعاء، أن قادة البريكس حققوا إجماعًا على أطر تقييم الأعضاء الجدد المحتملين. وقالت باندور: “لقد توصلنا إلى اتفاق بشأن مسألة التوسع”.
وأعلنت باندور عن اعتماد وثيقة تحدد المبادئ التوجيهية والمبادئ وعمليات التقييم لتقييم البلدان التي تطمح إلى الانضمام إلى مجموعة البريكس. وأعربت عن تفاؤلها ووصفت هذا التطور بأنه خطوة إيجابية إلى الأمام.
في المقابل، ذكرت رويترز أن القادة لم يوقعوا بعد على إطار قبول نهائي، مما يشير إلى أن عملية وضع إطار لقبول أعضاء جدد لا تزال جارية.
اقرأ أيضاً: السعودية والإمارات ضمن ست دول أخرى توافق على الانضمام إلى مجموعة البريكس
عالم متعدد الأقطاب
وبهذه المناسبة، أعرب الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان عن حرصه على التعاون مع مجموعة البريكس لصالح الجميع وأعرب عن اهتمامهم بالانضمام إلى الكتلة.
كما دعت الصين مراراً إلى توسيع المجموعة كاستراتيجية لتعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب وموازنة النفوذ الغربي. مع الإشارة إلى أن الصين هي عضو بارز في مجموعة البريكس.
وأقر الرئيس الصيني شي جين بينغ بدخول العالم في حقبة جديدة من الاضطرابات والتحول. وشدد على أهمية أن تتمسك دول البريكس بهدفها التأسيسي المتمثل في تعزيز نفسها من خلال الوحدة. وسلط الرئيس شي جين بينغ الضوء على الحاجة الماسة لأن تظل دول البريكس تركز دائمًا على هذا الهدف.
الهند والبرازيل
في المقابل، تنشط كل من البرازيل والهند على تعزيز وتمتين علاقاتهما مع الدول الغربية.
في هذا الإطار، رفض الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا فكرة أن الكتلة تهدف إلى التنافس مع الولايات المتحدة واقتصادات مجموعة السبع التي تتمتع بالنفوذ والثراء.
من جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تنفيذ حد أدنى من متطلبات الناتج المحلي الإجمالي للفرد. ومع ذلك، رحب بالتوسع، مشيراً إلى أن بلاده لطالما اعتقدت أن إضافة أعضاء جدد من شأنه أن يعزز قوة الكتلة.
40 دولة
وصرّح مسؤولون في جنوب إفريقيا أن أكثر من 40 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة البريكس، وطلب 22 منها القبول رسميًا.
وأعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في 24 أغسطس/آب 2023، دعوة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للانضمام إلى مجموعة البريكس كجزء من المرحلة الأولية للتوسع. بالإضافة إلى ذلك، وافقت الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران على الانضمام إلى العضوية الجديدة، والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 1 يناير/كانون الثاني 2024.
تأثير عالمي
علاوة على ذلك، شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة عن بعد.
في رسالة بالفيديو، نقل الرئيس بوتين تهانيه إلى الأعضاء الجدد في مجموعة البريكس، مؤكداً اعتقاده بأن النفوذ العالمي للكتلة سيستمر في التوسع.
توسّع تاريخي
وأشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتوسيع الكتلة ووصفها بأنها حدث مهم و”تاريخي”، مؤكداً الالتزام بالاتحاد والتعاون مع الدول النامية. وسلط جين بينغ الضوء على أن هذا التوسع سيجلب زخمًا جديدًا لآلية التعاون في مجموعة البريكس ويعزز القوة العالمية من أجل السلام والتنمية.
قرار صائب
ووفقًا لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، تنتظر المملكة معلومات دقيقة من مجموعة البريكس بشأن معايير العضوية. بمجرد تقديم هذه التفاصيل، ستتخذ المملكة العربية السعودية قرارًا مستنيرًا بشأن مشاركتها في الكتلة.
وكانت جميع البلدان الستة التي تلقت دعوات قد أعربت في السابق عن رغبتها في الانضمام. في الوقت الحالي، تضم مجموعة بريكس البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
منصة قيّمة
واعترف وزير الخارجية السعودي بأهمية الكتلة كمنصة قيمة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع دول جنوب الكرة الأرضية، وأقر بأهميتها. وأكد بن فرحان، متحدثًا في مؤتمر البريكس، أن المملكة العربية السعودية ستستمر في أن تكون مزودًا موثوقًا وآمنًا للطاقة. بالإضافة إلى ذلك، أكد أن إجمالي التجارة الثنائية بين المملكة ودول البريكس تجاوز 160 مليار دولار في عام 2022.
تطور كبير
وبحسب وزير الاقتصاد الإماراتي، عبد الله بن طوق المري، فإن إدراج الإمارات العربية المتحدة في مجموعة البريكس يوفر آفاقًا واعدة للتنمية. ويعود ذلك نظرًا لضمّ المجموعة للاقتصادات الأسرع نموًا في العالم. وأكد الوزير أن عضوية الإمارات في مجموعة البريكس ستولد فرصًا كبيرة من حيث الاقتصاد والتجارة والاستثمار. من المتوقع أن يكون لهذه الفرص تأثير تحويلي على المشهد الاقتصادي لكل من دول البريكس والاقتصاد العالمي بشكل عام. كما أكد المري على أهمية التكتلات الاقتصادية في تشكيل السيناريو الاقتصادي الحالي والمستقبلي. وشدد على مساهمتها في الاستقرار العالمي والنمو والتجارة الدولية وتدفقات الاستثمار ومرونة سلاسل التوريد العالمية.
المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي
تمثل دول البريكس الحالية بشكل جماعي حوالي 42 في المئة من سكان العالم. وهي إلى ذلك تساهم بأكثر من 23 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. مع توسع المجموعة، سيشكل التكوين الجديد ما يقرب من 46.5 في المئة من سكان العالم. بناءً على حسابات World of Statistics باستخدام بيانات الناتج المحلي الإجمالي لصندوق النقد الدولي لعام 2022، من المتوقع أن تساهم بريكس الموسعة بحوالي 30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المواضيع المرتبطة بقمة البريكس.