عادة ما يُنظر إلى الرموز التعبيرية (emojis) على أنها تخدم مجموعة متنوعة من الوظائف الاجتماعية. وتشمل هذه الوظائف التعبير عن التعاطف مع الآخرين، وتحسين إنتاجية مكان العمل. كما يمكن أن تضم تعزيز الرفاهية العقلية من خلال تعزيز الإدراك الذاتي الإيجابي والرضا الوظيفي.
في 17 يوليو/تموز، احتفلنا باليوم العالمي للرموز التعبيرية. تُعتبر الأخيرة مناسبة غير رسمية تحتفي بقدرة هذه الرموز الرقمية على تغيير طريقة تفاعلاتنا مع الآخرين. سواء في التفاعلات اليومية مع الأصدقاء والعائلة وحتى الأشخاص العاملين في مجال الأعمال.
في البداية، ربما كان يُنظر إلى الرموز التعبيرية على أنها إضافات بسيطة تضيف روح الدعابة للرسائل. ومع ذلك، فقد تطورت الآن إلى لغة مميزة تتجاوز الحواجز الثقافية واللغوية. نجح ذلك في تمكين أي شخص حول العالم من التواصل بفعالية من خلال استخدام هذه الرموز الرقمية.
اقرأ أيضاً: هكذا تجني الشركات الأموال من ثورة الأفاتار
يكشف تقرير مستقبل الإبداع لعام 2022 الصادر عن Adobe أن البالغين في الولايات المتحدة ينظرون إلى الرموز التعبيرية كأداة قيمة للتغلب على حواجز اللغة والتعبير عن أنفسهم بسهولة أكبر.
ما مدى انفتاح هؤلاء الأشخاص على استخدام الرموز التعبيرية لمهام مثل تأكيد الحضور في حدث ما، أو لإجراء معاملات مالية أو وصف شعور المرء عند مخاطبة ممرضة أو طبيب؟ تبيّن العديد من الوقائع البارزة أن الرموز التعبيرية التي نستخدمها عرضًا “ملزمة قانونًا” في التواصل التجاري.
قوانين الرموز التعبيرية في مجال الأعمال
في حكم صدر مؤخرًا، أعلن، فيكتور ماريرو، قاضي المحكمة الفيدرالية في أميركا، أن بعض الرموز التعبيرية، على وجه التحديد 🚀📈💰، تعتبر نصيحة استثمارية. صرح القاضي أنه حتى لو لم يتم ذكر كلمة “ربح” على نحو صريخ في النص، فإن وجود صاروخ ورسم بياني متصاعد ورمز تعبيري لحقيبة نقود “يعني شيئًا واحدًا بصورة موضوعية: عائد مالي على الاستثمار”.
في المقابل، أثبت حكم صدر في الآونة الأخيرة عن محكمة كندية أنه لم يعد من الممكن اعتبار الرموز التعبيرية مجرد رموز رقمية يتم استخدامها أو عرضها بشكل عرضي. وبدلاً من ذلك، قد تحمل معنى تجاريًا مقصودًا ويجب معاملتها على هذا النحو.
حدثت السابقة عندما أرسل مشتري الحبوب رسالة نصية إلى المزارعين في منطقة معينة، يعرض فيها شراء محصولهم من الألياف بسعر معين لكل بوشل.
بعد تلقي العرض، رد أحد المزارعين برسالة رمز تعبيري “إبهام لأعلى”، لكنه لم يتضمن أي نص مصاحب. في المقابل، وبالرغم من الإشارة بالقبول، رفض المزارع في النهاية تسليم المحاصيل بالسعر المعلن سابقًا. وبناء على ذلك، أقام المشتري دعوى على المزارع لإخلاله بالعقد. في حين احتج المزارع بأنه لم يكن مخطئا لعدم إبرام عقد رسمي بينهما.
ومع ذلك، حكمت المحكمة الكندية لصالح المشتري، وأمرت المزارع بدفع تعويضات. قررت المحكمة أن الرمز التعبيري “الإبهام لأعلى” تحمل نفس وزن التوقيع. وأكدت أن النظم القانونية يجب أن تتكيف مع المشهد المتغير لأساليب الاتصال الحديثة.
قد ينطبق الحكم أيضًا على الرموز التعبيرية والرموز الرقمية الأخرى. ويشمل ذك “المصافحة” و”حسنًا” و”نعم” و “أوافق”. كما ينسحب على الميمات (الصور الساخرة) الفكاهية التي تشير إلى اتفاق المرسل مع محتوى الرسالة.
تواصل الجيل زد بالرموز التعبيرية
يستكشف جيل الشباب، ولا سيما الجيل زد، بصورة مستمرة الاتجاهات الجديدة والطرق المبتكرة لاستخدام الرموز المختلفة. وغالبًا ما تجمع هذه الفئة بين الرموز التعبيرية المتعددة لنقل رسالة أو عاطفة معينة.
بالنسبة لجيل الشباب، تطورت الرموز التعبيرية إلى ما هو أبعد من مجرد تجميل الرسائل النصية، لتصبح شكلاً من أشكال الفن المستخدم للتعبير عن الذات. كما باتت تستخدم لنقل الحالة المزاجية والمشاعر والعواطف. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الرموز التعبيرية أيضًا لتبدو أقل رسمية، وتطلب خدمات، وحتى إنهاء المحادثات.
تمكن تطبيقات المراسلة مثل Telegram و WhatsApp المستخدمين الآن من التفاعل مع الرسائل باستخدام الرموز التعبيرية بدلاً من النص. وقد أصبحت طريقة الاتصال هذه مقبولة على نطاق واسع. في الواقع، يستخدم المستهلكون الآن الرموز التعبيرية بطرق مختلفة. ويشمل ذلك إجراء عمليات الشراء ومعالجة المدفوعات وإنشاء أسماء مستخدمين ومواقع ويب فريدة عبر الإنترنت.
وفقًا لأحدث تقرير بشأن الرموز التعبيرية لشركة Adobe، فإن 55 في المئة من المستخدمين في جميع أنحاء العالم يميلون أكثر إلى شراء المنتجات عبر الإنترنت عند استخدام الرموز التعبيرية في الإعلان.
تشير البيانات من تقرير Adobe إلى أن مشتريات الملابس هي الأكثر شيوعًا بين الجيل زد وجيل الألفية، تليها اشتراكات الطعام والبث. من ناحية أخرى، من المرجح أن يشتري جيل الألفية والجيل أكس (X) وأبناء جيل الطفرو (Baby Boomers) عناصر غذائية باستخدام الرموز التعبيرية، تليها مشتريات الملابس.
شكل جديد للتواصل
مع استمرار الجيل زد في الانخراط في سوق العمل، من المرجح أن يؤدي استخدامهم المكثف للميمات والرموز التعبيرية إلى تشكيل مستقبل اتصالات الشركة، مما يخلق شكلاً جديدًا وفريدًا من أشكال التعبير.
تشعر هذه الفئة من الشباب بسهولة أكبر في التعبير عن أفكارهم وعواطفهم من خلال أشكال مختلفة من الوسائط الرقمية. ويشمل ذلك استخدام صور GIF و TikToks والرموز التعبيرية والميمات والاختصارات، داخل وخارج بيئة احترافية.
حاليًا، ما يقرب من 13 في المئة من الجيل زد هم بالفعل جزء من القوى العاملة. وبحلول العام 2030، تشير التقديرات إلى أن ثلث القوى العاملة بأكملها ستتألف من هذه الشريحة الشبابية.
كشف استطلاع حديث أجراه Slack أن 7 في المئة فقط من الموظفين يدرجون باستمرار الرموز التعبيرية في الرسائل المرسلة إلى مشرفيهم. من بين المشاركين في الجيل زد، أفاد 32 في المئة أن متلقي الرموز التعبيرية غالبًا ما أساؤوا فهم المعنى المقصود. أدى ذلك إلى انهيار التواصل مع الزملاء الأكبر سنًا جرّاء إساءة فهم النوايا الحسنة.
على سبيل المثال، بالنسبة للجيل زد، غالبًا ما يتم استخدام الرموز التعبيرية الباكية لنقل الضحك الشديد. بينما قد يتم تفسيرها على أنها علامة على الحزن أو الضيق من قبل الأجيال السابقة.
يعتبر الجيل زد السلطة الأولى في الرموز التعبيرية، بعد أن نشأ معهم منذ صغرهم. ومع ذلك، فإن فهم التفاصيل الدقيقة في استخدامها يمكن أن يكون له تأثير كبير على كيفية تطور الاتصالات التجارية لاستيعاب تفضيلات الاتصال لهذه الفئة الشابة.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير التقنية.
