Share

العملات الرقميّة في السعودية من مشروع عابر إلى عملة خاصّة بالمركزي

السعوديّة تسجّل أعلى حجم نموّ في قطاع العملات الرقميّة على مستوى العالم
العملات الرقميّة في السعودية من مشروع عابر إلى عملة خاصّة بالمركزي
كانت المملكة قد احتضنت تقنية بلوك تشين منذ أمد، إذ تعمل على ادراجها في مختلف المنظومات لتسريع الخدمات

في سعيها لأن تكون لاعبا أساسيا في عالم التكنولجيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحتى حول العالم، تولي المملكة العربيّة السعودية أهميّة كبرى لقطاع العملات الرقميّة في السعودية. حيث عيّن البنك المركزي السعودي مؤخراً محسن الزهراني لقيادة أصوله الافتراضية وبرنامج العملة الرقمية لديه، في إشارة إلى الطموحات المحتملة في مجال العملات الرقمية.

تحذيرات من خطر العملات المشفّرة

وتجدر الإشارة إلى وجود فروقات عديدة بين العملات الرقميّة والعملات المشفّرة. حيث لا تعتبر السعودية التعامل بالعملات المشفرة أمرًا قانونيًا. وليس هناك أي قانون لحماية متداولي العملات المشفرة في السعودية أو تقنين العملات المشفرة. وترى المملكة أن التقلبات في سوق العملات المشفرة يشكل خطرًا على المستهلكين. وعلى هؤلاء أن يتحملوا مسؤولية مغامراتهم في عالم التشفير.

حتى أنّ محافظ البنك المركزي السعودي “ساما”، أيمن بن محمد السياري، قد سبق وحذّر من أنّ “العملات المشفّرة في السعودية ووسطاءها تشكل خطراً محتملاً على الاستقرار المالي”.

ورأى السياري، خلال جلسة الاقتصاد العالمي والأصول المشفّرة في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، “أننا بحاجة إلى إشراف وتنظيم جيد والتنسيق لأنشطة العملات المشفرة في السعودية. وفي هذا السياق، ندعم العمل على خارطة الطريق ذات الصلة بصندوق النقد الدولي ومجلس الاستقرار المالي لمعالجة المخاطر المتعلقة بالعملات المشفرة”.

السعودية تبدي حذرها إزاء العملات المشفّرة وترحّب بالرقمية

لكن عند الحديث عن العملات الرقمية، فإن المملكة تتخذ اتجاهًا حذرًا نحو تبنيها واعتمادها والتعامل بها. كما برزت للملكة جهودًا عديدة تجاه إصدار عملات رقمية وتسوية مدفوعات دولية باستخدامها.

ونتيجة لانفتاح السعودية على العملات الرقمية، خاصةً بعد مشروع عملة “عابر”، شهدت العملات الرقمية في البنوك السعودية نموًا كبيرًا. حتى أن الإقبال عليها أصبح ملحوظًا بشكل كبير.

ومع قيام دول في جميع أنحاء العالم باختبار العملات الرقمية للبنك المركزي (CBDCs)، يأمل البنك المركزي السعودي في استكشاف كيف يتمكن من الابتكار في قطاع الخدمات المالية أيضًا. حيث أنه مهتم بكيفية مساهمة العملة الرقمية للبنك المركزي CBDC في “نظام دفع أكثر مرونة” وتسريع التحول الرقمي.

لكن على الرغم من وضع عدد من الخطط والاختبارات، لم تُتخذ أي قرارات نهائية لإدخال عملة رقمية للبنك المركزي رسميًا إلى السعودية. ويبدو أن البنك يتطلع لاستكشاف المزيد من الفوائد والمخاطر المحتملة للعملة الرقمية.

اقرأ أيضا: محافظ ساما يحذّر من خطر العملات المشفّرة في السعودية على الاستقرار المالي

مشروع “عابر” معبر السعودية نحو العملات الرقمية

وقام البنك المركزي السعودي بالشراكة مع نظيره الاماراتي بمحاكاة للنظام المالي الرقمي بمشروع “عابر”، الذي نجح في اثبات إمكانية انتقال البنوك للتعامل بالعملات الرقمية. بالتالي تبني آليات دفع جديدة تسهل المعاملات البنكية.

من ناحية أخرى، أثبت أنَّه بالإمكان التوسع نحو عالم مالي رقمي مركزي.  إذاً “عابر” أثر بشكل أساسي في فهم المؤسسات العاملة في القطاع لمجال العملات الرقمية والعملات الافتراضية.

ويعتمد مشروع عابر على إصدار عملة رقمية جديدة مشتركة بشكل ثنائي، كوحدة تسوية مالية لعمليات البنوك التجارية في كلا البلدين سواء كانت عمليات محلية أو عمليات بين حدود البلدين. ويبحث المشروع إثبات جدوى إصدار “عملة رقمية”.

وفقًا للتقرير النهائي لمشروع عابر، فقد أكد المشروع على أن العملة الرقمية الصادرة بشكل ثنائي عبر الحدود مجدية من الناحية الفنية، وأن من الممكن تصميم نظام دفع موزع يتمتع بمرونة التصميم مقارنة بأنظمة الدفع الحالية.

أفاد التقرير النهائي لمشروع عابر أن النتائج النهائية للمشروع أتت متوافقة مع نتائج تجارب سابقة لعدد من البنوك المركزية. حيث أثبت المشروع أن تقنية السجلات الموزعة ستسهم في تزويد البنوك المركزية بالقدرات اللازمة لتطوير أنظمة الدفع على المستويين المحلي وعبر الحدود.

عابر

السعوديّة تسجّل أعلى حجم نموّ في قطاع العملات الرقميّة

وفي تقرير حديث صادر عن “تشيناليسيس“، شركة تحليلات “البلوك تشين”، تصدرت السعودية من حيث معاملات العملات الرقميّة على مستوى العالم. حيث شهدت أعلى حجم نمو على مدى 12 شهرًا. وتعكس هذه الطفرة في النشاط زيادة اعتماد التمويل اللامركزي (DeFi) في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. وتمكن DeFi الأفراد من التعامل مع الأصول الرقمية، بما في ذلك العملات المشفرة، دون الحاجة إلى وسطاء تقليديين.

وشهد سوق العملات المشفرة في المملكة ارتفاعًا ملحوظاً بين يوليو/تموز 2022، ويونيو/حزيران 2023 في حجم المعاملات بنسبة 12 في المئة، بإجمالي ما يقرب من 31 مليار دولار. وتجاوز هذا النمو الدول الرائدة الأخرى، بما في ذلك فيتنام (11.6 في المئة) ونيجيريا (9 في المئة) وإسبانيا (6.9 في المئة)، كما أوضح التقرير.

مشهد التشفير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

وكشفت الورقة البحثية أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تفتخر بسادس أكبر اقتصاد عملات مشفرة في جميع أنحاء العالم، بتقييم قدره 390 مليار دولار بين يوليو 2022 ويونيو 2023. في حين أن اقتصاد العملات المشفرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يُظهر نموًا كبيرًا. إلا أنه لا يزال متخلفًا عن المناطق الرائدة مثل أميركا الشمالية (1.22 تريليون دولار) وأوروبا الغربية (1.07 تريليون دولار).

منصات تداول العملات الرقمية في السعودية

وإلى ذلك تتعدد منصات تداول العملات الرقميّة في السعودية أو المعروفة عالمياً، منها:

  • Rain: وهي تعتبر أفضل منصة للمبتدئين
  • Bitcoin Era: وهي أفضل منصة لشراء البيتكوين في السعودية
  • BitOasis: والتي تسمح بالتداول بمبلغ منخفض
  • Binance: تعتبر من أفضل المنصات لتبادل مختلف العملات
  • Paybis: منصة جيدة للاستثمارات الصغيرة
  • Coinmama: يمكن شراء العملات من خلاله عن طريق بطاقة الائتمان ومن جميع أنحاء العالم
  • CEX.io: يعتبر من أكثر المواقع أماKاً، ويمكن استبدال العملات عليه بعد شرائها
  • Kriptomat: يتميز الموقع بعدم وجود رسوم إضافية لسحب أو ارسال التشفير

العملات الرقمية في السعودية

جهود البنك المركزي للدفع باتجاه استخدام العملات الرقميّة في السعودية

ويواصل البنك المركزي السعودي مشروع اختبار العملة الرقمية للبنك المركزي، حيث يعمل في الوقت الراهن بالتعاون مع البنوك وشركات التقنية المالية العاملة في المملكة على إحدى مراحل المشروع، المعنيّة بدراسة حالات استخدام العملة الرقمية للبنك المركزي المخصصة للمؤسسات المالية محليًا.

ويأتي هذا المشروع، تماشيًا مع العديد من مبادرات البنوك المركزية عالميًا في مجال العملات الرقمية للبنوك المركزية. كما يعد أحد جهود البنك المركزي السعودي المستمرة الرامية إلى دراسة العملة الرقمية للبنك المركزي واختبارها. ويسعى البنك المركزي السعودي في هذه المرحلة إلى بحث الأثر الاقتصادي. وجاهزية السوق، والتطبيقات الفعالة والسريعة الممكنة لحلول الدفع باستخدام العملة الرقمية للبنك المركزي. إلى جانب النظر في المسائل المتصلة بالسياسات، والجوانب القانونية والتنظيمية قبل الانتقال إلى المراحل التالية من المشروع، وذلك للإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

دور البنوك والشركات التقنية المالية

وكان قد أوضح محافظ البنك المركزي السعودي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، في وقت سابق، أن “البنوك وشركات المدفوعات المحلية ركن أساسي لا غنى عنه في هذا المشروع وتنفيذه”.

وأشار إلى أنّه يسعى “في هذا الصدد إلى إشراك البنوك وشركات التقنية المالية المحلية في المرحلة الحالية للمشروع. إلى جانب مشاركة الجهات الأخرى الفاعلة في السوق. ومقدمي الخدمات الاستشارية والتقنية من الطرف الثالث. وذلك بهدف التعرف بشكل أوسع على وظائف العملة الرقمية، واختبار خيارات التصميم المتنوعة”.

ويواصل البنك المركزي السعودي الاختبار بهدف تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. ويخطط للنظر في “الاعتبارات السياسية والقانونية والتنظيمية”. قبل الاستمرار في اختبار CBDC في المستقبل.

تقنيات البلوكشين في السعودية

وتعمل السعودية على أن تصبح مكانًا جذابًا لكل المبتكرين ورؤوس الأموال. كما أنها تعمل على تشجيع المزيد من الشركات التي تحمل مشاريع تقنية مبتكرة على القدوم إلى المملكة.

إلى جانب ذلك، كانت السعودية قد احتضنت تقنية بلوك تشين منذ أمد. إذ تعمل على ادراجها في مختلف المنظومات لتسريع الخدمات وضمان شفافية بعض الخدمات. على سبيل المثال، بدأت شركة خدمات لوجيستية في استخدام البلوك تشين في مطارات السعودية.

أنقر هنا للمزيد من الأخبار الاقتصادية.