يعدّ قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على صعيد المؤسسات التجارية في السعودية الأكثر نموًا في دول مجلس التعاون الخليجي، بحيث من المتوقع أن تصل قيمته إلى 53 مليارات دولار بحلول العام 2025، مقابل 33 مليارات دولار حاليًا، وفقًا لمقابلة أجرتها مجموعة أكسفورد للأعمال (أو بي جيه) مع عمر عبد الله النعماني، الرئيس التنفيذي لشركة “أس تي سي سلوشنز” و تم مشاركتها مع إيكونومي ميدل إيست.
تتضمن المحركات الرقمية أموراً عدّة، وعلى رأسها المشاريع العملاقة والمدن الذكية وخدمات الرعاية الصحية والتعليم والسياحة وغيرها.
تعدّ “أس تي سي سولوشنز” أكبر شركة متخصصة في تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية، بحيث تشكل 80 في المئة من سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعتبر مركزاً جامعاً يقدم شتى الخدمات التي تتلق في مجال تكنولوجيا المعلومات. تتميز “أس تي سي سولوشنز” بنظامها الإيكولوجي، الذي يضم 150 من كبار موردي تكنولوجيا المعلومات حول العالم. ويشير تقرير “أو بي جيه” إلى أن “سلوشنز” توفر خدمات متقدمة لقطاعي الرعاية الصحية والتعليم ، حتى يتمكنوا من إدارة أعمالهم عن بعد.
في هذا الإطار، يقول النعماني: “مما لا شك فيه أن جائحة كوفيد-19 كان لها تأثيرات سلبية عموماً. ومع ذلك، نعتقد أن التأثير الإيجابي للوباء أدى إلى ازدهار سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.
وأضاف النعماني أن الوباء زاد من الرغبة في العمل، مشيرًا إلى أنه “لولا الوباء، فربما يتعين علينا الانتظار لمدة ست أو سبع سنوات أخرى لتنمية أعمالنا على هذا النحو من السرعة”.
ويقول النعماني إن عملية الاكتتاب العام الأولي تمّت بنجاح، لافتاً إلى أن الفضل في ذلك إنما يعود إلى المستَثمرين على وجه الخصوص.
“لقد حصلنا على ثقتهم في شركتنا، وهذا ينعكس أيضًا في ثقتهم في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية”.
وقال النعماني إن الاكتتاب العام “أسهم في تعزيز استراتيجيتنا، وسيسمح لنا باتخاذ مشاريع طموحة والتوسع في خدمات تكنولوجيا المعلومات الجديدة كذلك”.
“ستسمح استراتيجية إدراج الشركة بالتوسع في المشاريع الضخمة وغيرها من الخطط الطموحة. إن استراتيجيتنا المستقبلية تسعى إلى النمو بشكل عضوي وغير عضوي على السواء. وإننا نحافظ على عمليات الدمج والاستحواذ كركيزة أساسية للتوسع على الصعيدين الإقليمي والعالمي”.
في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، أتمت “أس تي سي سولوشنز” عملية اكتتاب الطرح العام الأولي لــ 20 في المئة من أسهم الشركة، وتمت الموافقة على الاكتتاب من قبل الجهة التنظيمية في يونيو/حزيران من العام نفسه، بعد أن بلغ إجمالي محصّلات الطرح 966.35 مليون دولار.
وأضاف النعماني أن رؤية 2030 تهدف إلى تعزيز المحتوى المحلي، ويمثل رأس المال البشري أحد ركائز تلك الاستراتيجية. “اليوم في العام 2022، حققنا معدل سعودة بلغ 70 في المئة، من ضمنهم 30 في المئة من الإناث – ارتفاعًا من 2 في المئة في العام 2020”.
إلى ذلك، قال: “ضمن هذا الإطار، نجهد في تمكين النساء ليصبحن جزءًا من نظامنا البيئي، ونعمل كذلك على تطوير قدراتهن لإحراز التقدم”.
“إذا نظرت إلى قدراتهن على مدار العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، فإن الإناث يبذلن جهدًا هائلاً للحصول على أفضل الشهادات من أفضل الجامعات في مجال تكنولوجيا المعلومات. لذا بفضل هذه المعرفة والكفاءة، سيعتمد تقدم قطاع تكنولوجيا المعلومات على ازدهار الإناث في المستقبل، بالإضافة إلى الذكور أيضًا”.
واختتم النعماني حديثه قائلاً: “أتوقع أن النمو السريع في السوق سيعتمد على مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”، مشيراً إلى أن نمو الشركات سيعتمد على تقدم خدمات تكنولوجيا المعلومات متقدمة.